١

3K 51 0
                                    


~°عابري و المطر ♡•
.
أنا غلا ، اسمي على الورق غالية لكن مافي زول بناديني بيهو غير حبوبة، يمكن لأنو هي الاختارت الاسم و طبعا ابوي مابرفض ليها طلب حتى لو كانت أمي ما راضية ، وده واحد من أسباب الحرب الطاحنة بين أمي و حبوبة !
أخوي الصغير مؤتمن أول كلمة نطق بيها كانت (لا) يعني (غلا) قبل ما يقول ماما و بابا ... مؤتمن طول الوقت معاي ، اصلو هو ولدي قبل ما يكون أخوي، بعد شهرين حيكمل السنتين و ناوية أعمل ليهو عيد ميلاد ما حصل ....
معاذ بغير منو كتير ، رغم إنو معاذ مستحوذ على كل اهتمام أبوي ، لأنو معاذ أول ولد جا بعد 3 بنات ..
البت الكبيرة هادية .. شايلة كتير من اسمها، ما بنسمع ليها حس في البيت .. ما بتدي رايها في كل شي، لكن لمن تقول شي مافي زول بكسر كلمتها و دايما رايها سديد .. كل اهتمامها محصور بدراستها و شغلها ، و معذورة لأنها طبيبة وحاليا بتعمل في الامتياز ، هادية متفوقة جدا، و كل آمال أمي و أبوي محصورة فيها إنها تحسن أوضاع البيت المادية .. ما كانت كعبة لكن الحال ماعلى قدر كده ...
بعد هادية أنا .. اتخرجت من كم شهر و بفتش على شغل ، بس بدون فايدة ... و أهو قاعدة حارسة حبوبة و ماسكة مؤتمن لغاية ما ربنا يفرجها علي ...
أصغر مني رانيا .. بتدرس في الثانوي ، عنيدة .. مشاغبة .. مزعجة .. لسانها طويل و محرجة ، بس قلبها ابيض ...
رانيا أكبر من معاذ بأكتر من 5 سنوات لكن دايما خاتة راسها براسو و بيتشاكلو في كل صغيرة و كبيرة .. حبوبة بتزعل منهم وتشاكلهم، و امي ما بترضى فيهم، فبتزعل من حبوبة و المشكلة تكبر ، ومعاذ ورانيا يتصالحو و يفضلو ماما و حبوبة متزاعلين كم يوم بسببهم ...
معاذ عمرو 9 سنوات لكن لسه بتصرف زي الأطفال و يمكن ده بسبب دلع أبوي الزايد ليهو ...
مؤتمن بيبكي شديد ، وواقف جنب رجلين أمي و بجر فيها من هدومها عشان تشيلو لكن هي مشغولة في المطبخ ، واقفة قصاد البوتجاز عشان وقت الغدا قرب ... حبوبة بقت تكورك :
- عرفة... انتي ياعرفة !! الولد ده حلقو انشق بالبكى !!
جا صوت أمي بحدة من جوة المطبخ :
- يعني عرفة دي تتقطع ليكم ؟؟ و لا اخليكم بلا غدا ؟
تمتمت حبوبة بصوت واطي :
- غداك المسيخ ده البدورو منو ؟
جات أمي طالعة من المطبخ بخطوات سريعة ظاهر انها سمعت كلام حبوبة ، وقالت وهي بتلوح في الهوا بالملعقة :
- والله حسي أخليهو و أشوف انتي وولدك بتاكلو شنو الليلة ...
مؤتمن صوتو علا بالبكى و هو جاري ورا أمي من المطبخ للبرندة ...
جيت جارية ورفعت مؤتمن يمكن حبوبة تهدا شوية ... مؤتمن سكت و رقد على كتفي ، تبتبت على ضهرو و ما اتدخلت بين أمي و حبوبة أصلا اتعودنا على كده ....
شلت أخوي و طلعت الدور الفوق اللي هو عبارة عن صالة طويلة و فيها غرفتين و حمام ، دخلت غرفتي المشتركة بيني و بين أخواتي الاتنين ... حسيت انو مؤتمن حينوم يمكن ده سبب زهجو و بكاهو .. بقيت لافة في الغرفة و بهدهد فيهو بحنية عشان ينوم ... تعبت .. و مؤتمن ما راضي ينوم ...
فجأة الجو بقى مايل للضلام رغم إنو الساعة 3 بالضهر ، استغربت .. عاينت بالشباك لقيت السماء اتملت بالغيوم.. ما كان خريف .. و لا موسم أمطار ... وقفت في الشباك و عاينت في السما و ابتسمت أصلي بحب المطر شديد .. لاحظت إنو الشجر بقى يتحرك .. باين الجو جميييل برة .. مديت يدي اليمين براااحة بدون ما أزعج مؤتمن عشان كان بدى ينوم .. فتحت الشباك .. جاتني ريحة الدعاش المنعشة و نسمة خريفية باردة ترد الروح....
مؤتمن نام ... وأنا لسه واقفة في الشباك ، قصاد بيتنا طوالي في مظلة المواصلات ... كانت فاضية مافيها زول .... فجأة ... نزلت قطرات ضخمة و عنيفة .... بعدت حبة من الشباك ... لكن رجعت تاني لمن شفت زول ماشي بخطوات سريعة و مغطي راسو بجريدة من المطر ... و دخل تحت المظلة و نفض راسو و أكتافو من الموية ... منظرو كان مضحك ، و ظاهر انو كان زهجان من المطر ...
المطر شد .. وبدا يدخل بالشباك .. قفلتو .. و رقدت مؤتمن في السرير و غطيتو .. فكرت أنزل تحت لكن اتذكرت نقاش حبوبة و أمي و أنا مابحب أسمع نقاشاتهم دي ... اتذكرت أبوي و هادية .. الاتنين كانو في الشغل ... اتصلت على أبوي ما رد ... اتصلت على هادية ، ردت بهدوئها المعتاد :
- مرحب غلا..
- هدووو انتي ويييين ؟
- في المستشفى
- و حترجعي كيف مع المطر ده ؟
- ما حأرجع حسي
- ليه ؟ مش دوامك الليلة للعصر بس؟
- أحسن أقعد أستفيد من وقتي بدل يضيع في المواصلات .. لأني ما حألقاها ...
- بس قولي بتحبي التعب ...
- غلا .. عايزة شي تاني ؟
- لا بس قلت أسأل منك شكلي شغلتك بالكلام .. يلا مع السلامة ...
- مع السلامة
وقفلت الخط بدون ماتنتظر مني كلام تاني .. دي هادية كده ما بتحب تضيع وقت ... ولا حتى في المواصلات ..... المواصلات ؟؟.. هادية قالت مافي مواصلات ... اتذكرت الزول الفي المظلة ماعارفة ليه .... رجعت وقفت في الشباك ما شفت شي من المطر .. فتحتو ... لقيتو لسه واقف ... و كل شوية ي

رفع يدو كأنو بعاين في الساعة ... حسيتو مستعجل ومقلق ... كان شاب طويييل جدا ... و نحيييييييل ... و أظن كان لابس نضارة بس ما شفتها كويس ...
بعد أكتر من ربع ساعة .. و أنا لسه مراقباهو .. حاول يطلع من المظلة يمشي برجلينو ... لكن ماقادر و رجع مكانو تاني وهو بضرب في الأرض بغضب .... ضحكت تاني على منظرو .. ماعارفة المضحك شنو في شكل زول زهجان ...
- غلااااا
اتلفت بخلعة :
- بسم الله مالك بتكورك؟ خلعتني
- عشان بقول غلا غلا غلا و انتي مابتردي ... أمي دايراك تحت ...
- هششش اتكلم براحة .. مؤتمن بصحى !.
قال بصوت أعلى :
- انا بتكلم براحة أصلا ...
- معاذ !! قلت ليك وطي صوتك ده
قبل ما يرد مؤتمن اتقلب ... ووقع في الأرض ... و بدا يبكي يصرخ ... شلتو ونزلت تحت أديتو لأمي و دخلت المطبخ قطعت السلطة و جهزت الصينية و جيت قعدت جنب حبوبة في انتظار ابوي .....
.....
بعد أكتر من ساعة ...
اتغدينا و شلت الصينية دخلتها و ذكرت رانيا انو الدور عليها في غسيل العدة ... سمعتها بتنقنق لكن طنشتها و طلعت غرفتي ... رقدت .. كنت عايزة أنوم شوية ، لكن في شي ماعارفاهو شنو خلاني أقوم من السرير ... و أفتح الشباك .. و أعاين تجاه المظلة .... و اتفاجأ جدا و أنا بشوفو وهو لسه قاعد و ما لقى مواصلات ...
بدون ما أفكر نزلت تحت ... دقيت باب غرفة أبوي و لحسن الحظ لقيتو صاحي ...
- غالية تعالي.. عايزة شي؟
قلت بتردد لأني ياداب حسيت اني اتهورت ....
- أبوي .. في زول برة.... واقف في المطر من قبيل
- زول منو ؟ وانتي عرفتي كيف ....
قلت بسرعة كأني بنفي تهمة عن نفسي :
- شفتو قبيل بالشباك ... و ...
قاطعني وقال بحزم :
- خلاص خلاص أطلعي غرفتك
طلعت غرفتي وأنا محبطة و زعلانة من رد أبوي .... و في نفس الوقت جواي احساس قوي اني لازم أساعد الزول ده بأي طريقة ... فكرت أرمي ليهو شي يتغطى بيهو من المطر عشان يقدر يمشي ... فتحت الدولاب و طلعت جكت تقيل كنت بلبسو في الشتاء .. فتحت الشباك وانا بفكر كيف حألفتو ... لكن بكل أسف ... ما لقيت ليهو أي أثر ...............
.
يتبع ♡ رحمات

عابر و لكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن