01

77 6 12
                                    

.
.
.
"يا إلهي... رأسي ... رأسي يؤلمني"

تلفظت جيني بتلك الكلمات وهي تشعر بألم ساحق في قفاها. تطلب منها الأمر خمسة عشر ثانية لتستوعب أنها معصوبة العينين، مربوطة اليدين وجالسة على كرسي.

"م-مهلا..! أين أنا؟! يا إلهي هل تم اختطافي ..؟!"

تذكرت أنها كانت متوجهة للمطبخ بسبب إحساسها بتواجد شخص فيه ، ليتم ضربها ، ولم تتذكر شيئا آخر سوى أنه عند سقوطها، قد لمحت الشخص الذي ضربها، طويلا، ملثم الوجه.
بدأت بالبكاء بصوت خافت وهي تدعو ربها أن يساعدها في محنتها هاته.
لم يمر كثير من الوقت لتسمع صوت فتحٍ لقفل بابٍ، والذي كان خاصة الغرفة المتواجدة بها.
بدأت جيني بالإرتجاف بشكل مرعب، كأنها تصارع الموت.
سمعت خطوات متوجهة نحوها لترتعب أكثر، هنا بدأت تتلو صلواتها الأخيرة لاعتقادها أنها ستقتل.

"وأخيراً... الجميلة النائمة قد استيقظت من سباتها."

صوته الغليظ والخشن قد أخافها، قامت بعض شفتها السفلى لكي توقف من ارتجافها الملحوظ، ولكثرة بكاءها، دموعها قد بللت العصابة، لتسيل على وجهها.
كل عضلة في جسدها ترتجف، ترتجف من الخوف.

"تؤ تؤ تؤ...لما البكاء؟ لم أقم بشيء للآن"

حاولت وبصعوبة إخراج كلمات وسط شهقاتها المتتالية.

"ما-ما الذي ت-تريده من-مني.."

"ممم.. لنرى.. شاب مثلي في أواخر عشريناته إختطف فتاة جميلة ومثيرة مثلك.. ما الذي سأريده منك بالضبط؟"

انفجرت جيني وبصورة أكبر بالبكاء ، لتبدأ بتوسله لإطلاق صراحها.

" أ-أرجوك.. أطلق صراحي.. لم أقم بفعل شيء لك.. أنا مازلت صغيرة.."

قام الخاطف بالقهقهة ليردف:

"على من تضحكين أنتِ؟ مازلت صغيرة؟ تشه كدت أصدقك"

اقترب منها ليقوم بحمل بعض من خصلات شعرها بين يده، ارتعشت جيني عندما أحست به يقوم بشم شعرها.

"ما-ما الذي تفعله ؟"

لم يجبها لتتسلل يده لعنقها، قام بعض شحمة أذنها لتبعد جيني رأسها بقوة وتصرخ.

"ابتعد عني!"

"وكأنني سأفعل ذلك "

همس بذلك في أذنها، ثم وبحركة مفاجئة، نزع العصابة الموجودة حول عينيها ليرميها، أغمضت جيني عينيها بقوة بسبب عدم تعودها بعد على الضوء. قامت بفتح عينيها مرة تلو الأخرى حتى وضحت لها الرؤية.
لقد كان واقفا أمامها ملثم الوجه، لم يكن يظهر منه سوى عيناه وفمه. لقد كان طويلا بحق، له قرابة المائة و الخمسة والثمانين سنتيمترا.
يرتدي سترة سوداء وسروالا أسوداً وحذاءاً أسوداً أيضا!
أليست لديه ألوان أخرى من ملابسه ليرتديها؟ هذا أول ماخطر على بال جيني.
قامت بتدوير عينيها حول الغرفة لتلحظ شباكا لكنه كان صغيرا وعاليا، فرصة الهرب من خلاله معدومة. لقد استنتجت من الضوء الخافت الصادر من الشباك أنه الفجر . إذا لقد كانت غائبة عن وعيها لحوالي ست ساعات!
لما لم يقم بإيقاظها طوال هاته المدة؟
لم تشغل بالها بالأمر كثيرا لتحول نظرها إليه، لقد كان يشاهدها وابتسامة خبيثة تعلو وجهه. وذلك ليس مبشراً بالخير أبداً!
عادت لها نوبة ارتجافها بسب نظرته المرعبة لها. هي لن تنجو منه، مستحيل! هي كانت متأكدة أنه بعد أن يعتدي عليها سيقوم بقتلها.
هذا ما استنتجه عقلها الصغير وذلك بسبب كلامه سابقا، ولكن هل هذا ما سيحدث حقا؟
.
.
.

انتقام || revengeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن