°7°

10.5K 1.1K 146
                                    



خرج بسرعة لايعلم سبب غضبه وذلك أغضبه أكثر

لماذا هو قلق؟ هل لأن صاحب الأوراق أخبره بأنه ليس بخير أم لأنه قد لا يرسل تلك الأوراق مجدداً؟

هذه الأسئلة كانت تحلق حول رأسه دون إجابة مقنعة

عاد للمنزل وقد رأى سيارة جديدة أمام باب البيت وهذا أثار حيرته

دخل وأول ما رآه هو والده الجالس على الأريكة ويبدو أنه كان بأنتظاره

"ما رأيك بالسيارة التي بالخارج؟هل أعجبتك؟ "
سأله والده ببروده المعتاد ربما ذلك متوارث بينهم! هو حتى لم يرحب بابنه الذي نادراً ما يراه

جونغكوك أكتفى بهمهمة صغيرة لو لم يكن البيت هادئاً لما سمعه لشدة انخفاض صوته

"أنها لك...وطبعاً من مالك ذاك"
أكمل باستفزاز للآخر

جونغكوك شعر وكأن أحدهم سكب عليه ماءً بارداً، بماله الذي كان ينوي بناء حلمه به!

شعر برغبةً بالبكاء بشدة ولأول مرة، لما يفعل والده هكذا به؟ هذا كان سؤاله الدائم والذي ما زال يبحث عن إجابته ويبدو بأنه لن يجدها أبداً

حاول عدة مرات صياغة جملة واحدة وفي كل مرة يفتح فيها ثغره يغلقه مجدداً

والده حاول قراءة تعابير وجه الآخر ولكنه لم يستطع

جونغكوك كان يشتعل من الداخل غضباً وصدمةً وحزناً وخيبةً ولكن خارجاً هيَ ذاتها التعابير التي دخل بها

خرج من المنزل يركض ويركض هو حتى لايعلم أين تقوده قدماه

والده لطالما كان مفسد سعادته الأول والأخير جونغكوك حتى لا يذكر متى أتخذ قراره يخصه بنفسه

وهو لم يكن يعارض خوفاً من حزنه أو غضبه وذلك جعل والده يتمادى حتى أضحى يدمر حياة إبنه بيديه دون علمه!

بل هو يعلم ورغم ذلك ما زال مستمراً في فعلته التي ربما تنتهي بإنهاء حياة إبنه

مرت بضعُ ساعاتٍ وجونغكوك لم يتحرك من مكانه فقط جلس على كرسي الحديقة التي قادته قدماه إليها

يحدق في بقعة ما من الأرض هذا ما يفعله منذ أن أتى

يحاول إيجاد طريقة تجعله يعبر عما يشعر به لا يوجد غير البكاء، أليس كذلك؟!

ولكنه لا يعلم حتى كيف يبكي لم يسبق له أن فعل من أن كان رضيعاً

وذلك يجعله يستغرب حين يرى شخصاً يذرف الدموع

شعور أن تقتل نفسك الآن، أن تدمرها، أن تكسر كل ما تقع عينيك عليه، وحتى جرح نفسك

هذا ما يشعر به جونغكوك حتى القهوة لن تفيده
جميع المشاعر التي حاول تجاهلها أصبحت تجتاحه فجأة وذلك كثير عليه جداً

أطلق هاتفه صوتاً معلناً وصول رسالة وذلك افاقه من شروده، نظر للهاتف رقمٌ مجهول!

"لستَ بخير جونغكوك لما كذبتَ علي، أنا هنا يمكنك البكاء أنا سأكون الحائط الذي تستند عليه عندما تكون على وشك السقوط أنا سأكون صندوق أسرارك عندما تحتاج أحد لتخبره بما يرهقك، توقف عن تصنع القوة وأطلق العنان لروحك المرهقة لتتحرر من قناعها المزيف"

ما أن قرأها حتى ارتجفت شفتيه معلنةً إنهياره القريب، قد علم بكون المرسل صاحب الأوراق في المقهى

"أنا أموت أرجوك فلتأتي وتنقذني اظهر لي الآن إن لم تفعل فأعتبر أن الأوان قد فات ولا تظهر لي مجدداً"

أرسل رسالته التي من كثرة أخطائه في كتابة الكلمات قد لا تُفهم حتى ولكن الآخر فعل وقد تردد في الظهور للذي على وشك الإنهيار

قد يبدو ذلك مبالغاً بالنسبة لكم، ولكن جونغكوك كبت داخله الكثير، ودفن العديد من المشاعر المميتة التي كان يشعر بها

برفقة روحه التي كانت تُعذب وتُنهش بسبب ذلك وتدمر ذلك الحصن الذي كان يحاول إتمام بناءه فجأة

جاعلاً تلك المشاعر والأحاسيس تفيض معاً مسببةً له ألماً يمزقه ويجعله يتمنى الموت على الشعور به

"ماذا أفعل لا أستطيع الظهور الآن؟"
همس بقلق وحسرة إن لم يذهب له الآن فإن كل ما فعله قد ذهب هباءً

ولا يريد أن يفعل ما زال ليس مستعداً لذلك بعد

Nameless Café || مقهى مجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن