°8°

10.1K 1K 332
                                    




جونغكوك أنتظره ولكن يبدو بأنه لن يأتي جثى على ركبتيه بخيبة هو لا يعرف أحداً غيره هو أحب ذلك الإهتمام الذي يعطيه إياه صاحب الأوراق

لذا طلب منه المجيئ، كان أمله الوحيد

شهقة مؤلمة ومنكسرة خرجت من شفتيه

جعلت ذلك الذي كان يراقبه يهرع له دون شعور منه عانقه بقوة، يشد يديه حوله يدخله بداخل صدره العريض لحمايته من العالم أجمع

جونغكوك شعر بشعور غريب ودافئ وذلك جعله ينفجر باكياً

كان ينتحب بصوت عالٍ لا يشعر بما حوله فقط يريد إخراج كل ما بداخله ورميه على الذي يعانقه ألا بأس بهذا!

تشبث بقميص من يعانقه يخفي وجهه الغارق بالدموع وشهقاته العالية هي ما يُسمع في تلك الحديقة الهادئة

لا يعلم كم مرَّ على بكاءه ولكنه ما زال ينتحب على كل شيء حدث وكتم مشاعره فيه بدءاً من وفاة والدته إلى تعامل والده القاسي إلى غدر تؤام روحه به والكثير من الأشياء التي آلمته بكى على كل صغيرة وكبيرة في حياته

أما الآخر لم يتحدث بشيء عوضاً عن ذلك كان يشد بعناقه في كل مرة يشهق فيها الآخر ويربت على طول ظهره أفعاله كانت تقول الكثير

بعد أن هدء جونغكوك قليلاً أبتعد الآخر بنية الذهاب ولكن جونغكوك تشبث به مانعاً إياه من الذهاب

"لا تذهب أرجوك، وإلا سأبكي مجدداً، لا تفعل ذلك! أنا أحتاجك بشدة"
تحدث بصوت مبحوح بسبب صرخاته المكتومة ومرتعش لإقدامه على البكاء مجدداً

هل أصبح حساساً أم هو كان هكذا وتصنع القوة التي أذته أكثر؟!

الآخر تنهد بعمق يشعر بألم لا يطاق في جسده وحتى بقلبه الذي رأى جونغكوك الصلب منهاراً بشدة، ألهذه الدرجة هو تألم وتحمل ذلك!

هو لا يعلم أنه بفعلته البسيطة هذه حرر الطفل المحبوس داخل جونغكوك بفعلته هذه ظهر جونغكوك الحقيقي

الذي لا يخفي شيئاً، الذي يقول ما يخطر بباله حالاً وأخيراً المتمسك بأي شخص في حياته وهذا سيء! ربما!

جونغكوك كان مغمضاً عينيه منذ أن بدأ البكاء هو فقط لا يريد أن يرى صاحب الأوراق يشعر وكأنه أجبره على القدوم له

الآخر لم يكن هناك شيئاً ظاهراً من وجهه يضع قبعة المعطف على رأسه والقناع -الكمامة- على وجهه، عينيه تغطيها خصلات شعره الذهبية الطويلة

"آسف"
تمتم جونغكوك بندم مكملاً

"ولكني لا أملك غيرك، أنت الوحيد الذي مدَّ يده لي حين كنت غارق في القاع وما زلت هناك إلا أني أملك بصيص أملٍ بفضلك، لذا أرجوك لا تترك يدي وأنقذني"
لم يخلو حديثه من الشهقات المنتحبة التي تزيد الآخر ألماً، كلام الفتى الباكي جعله يطمئنه بقوله

"لن أفعل لن أتركها لذا تمسك بي بكل قوتك، سأستمع لك سأفعل أي شيئ من أجلك، سأصبح في القاع معك إن أردت"

'أنا في القاع بالفعل' أكمل في نفسه

صوته العميق طرب أذني القابع بحضنه مسبباً رعشة خفيفة لجسده شعر براحة لسماعه ما قاله منقذه

حاول الآخر الإبتعاد عن جونغكوك ولكنه متشبثٌ به بشدة

"أبقى قليلاً"
همس متمسكاً به

"لنجلس على الكرسي على الأقل"
تحدث مجدداً وقع صوته جعل الآخر يرتعش مجدداً

'لما يمتلك نبرة عميقة جداً؟'
جونغكوك فكر

جلسا على الكرسي وهما ما زالا متعانقين، الفتى بدى الألم يفتك به وجونغكوك لا يتركه ولا يستطيع التحمل أكثر

"دعني..أذهب"
حاول جعل نبرة صوته ثابتة ولكنها بترت بسبب الألم الذي أصبح يتضاعف

جونغكوك يستطيع القسم أنه سمع هذه النبرة سابقاً لكنه لا يتذكر أين، نفى برأسه يخشى أن يختفي من بين يديه إن جعله يذهب

"أر..جوك"
دفعه بعدما نطقت شفتيه بهذه الكلمة لينهض سريعاً بضعُ خطواتٍ وسقط الآخر بصرخة متألمة هربت من ثغره

فزع جونغكوك كثيراً ذهب ناحيته كاد يلامس كتف الآخر كونه معطياً إياه ظهره إلى الآن لم يلمح وجهه فقط خصلات شعره التي لمعت بسبب إنارة الحديقة

أشار له بأن لا يقترب لذا جونغكوك توقف والقلق سيطر عليه

الفتى بحث في جيوبه عن علبة الأدوية خاصته ولكن لا أثر لها، الموت أفضل من الشعور بألمه الحاد، صرخ بصوت أعلى

"مؤلم!!"
صرخ ممسكاً برأسه يضربه بقبضة يده علَّ الألم يخف قليلاً وجونغكوك جسده تصنم لا يعلم ماذا يفعل

"هل لديكَ صداع؟ هل أحضر لك حبوباً مسكنة؟"
سأل بصوت مرتجف هو تحول لطفل في هذه اللحظة عقله فارغ تماماً لا يعلم ما يحدث ولا يعرف ماذا يفعل

كطفل صغير رأى والدته مصابةً بالحمى فقام بتقبيل جبينها معتقداً أن المرض سيزول هكذا

جونغكوك كان على وشك فعل ذلك حقاً هو مجرد طفل بجسد بالغ هذا هو جونغكوك

المتألم اومأ له برأسه ليخرج جونغكوك حبتين من دواءٍ مسكن ماداً إياها للفتى الذي أخذها بسرعة بيدين أشبه بالمتشنجة

ابتلعها فوراً ومازال يضغط على رأسه بقوة لحظات حتى توقف عن ضغط رأسه نهض وهرول بخطوات مترنحة بعيداً عن الجاهل لما يحدث

جلس على الكرسي يحاول استيعاب ما حدث تواً

انقلبت الأدوار فجأة






Nameless Café || مقهى مجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن