°11°

9.2K 873 320
                                    





"جونغكوك أنا سأرحل قريباً"

تلك الجملة إعادته خمسة عشر عاماً إلى الوراء عندما كان بعمر السادسة

طفل لا يعلم ما يحدث حوله همه الوحيد هو اللعب بألعابه في غرفته وحيداً

جونغكوك كان انطوائياً جداً لذا عندما يدخل أحدٌ حياته سيكون من الصعب عليه التأقلم على رحيله

كعادته يذهب لزيارة والدته في ذلك المكان المخصص بالأشخاص الكبار ليتعالجوا فيه من الحمى هذه كانت المشفى بالنسبة له

أقترب من والدته المستلقية على السرير وانبوبين متصلين من ذلك الكيس الشفاف المليئ بماء كما يعتقد كوك إلى أنفها

ولطالما تسائل جونغكوك الصغير عن سبب وجودها هناك بالتحديد ولما والدته لا تشعر بالألم

"ماما لقد أتيت! لما أنتِ هكذا؟ هل ارتفعت حرارتك مجدداً؟"
سأل بقلق وعينيه وشفتيه انحنيتا إلى الأسفل بعبوس

والدته كانت تكذب عليه بكونها تعاني من الحمى لذا هي في هذا المكان

ولكن هيَ لم تكن تعاني من ذلك بل من ذلك المرض الذي يفقدنا أعزائنا وأحبابنا هو سالب أرواح من نحبهم السرطان

"أنا بخير، صغيري كوك لقد أصبحت فتًى كبيراً أليس كذلك؟"
سألت طفلها بصوت متعب جداً والصغير اومأ برأسه جاعلاً خصلات شعره السوداء الفحمية تتحرك معه

"إذاً عليك أن تهتم بنفسك حسناً! أنا سأذهب ولن أعود"
قالت للصغير الذي اتسعت عينيه بخوف

"لما ماما؟ سأذهب معك أنا أخاف البقاء وحيداً"
تحدث بصوت مرتجف لوالدته التي عانقته ويدها تعبث بشعره

"أنه مكان للكبار كوكي ثم أن والدكَ معك أليس كذلك جيون!"
سألت ذلك الذي ينظر لهم بهدوء همهم لها وجونغكوك نفى برأسه

"أمي لا تذهبِ أرجوكِ كوك يريدك!"
صرخ بصوت مرتجف ووالدته تنهدت وعينيها تذرف الدموع طفلها صغير ليتحمل تركها له مع والده البارد

منذ أن ولدته هي لم تجعله يحتاج لأي شيء ما أن ترى عينيه وقعت على شيئ ما هيا ستشتريه له

"جونغكوك أنا سأرحل قريباً"
قالتها قبل أن تقبل رأسه جبينه وجنتيه حتى أنفه الصغير المدبب

ثوانٍ ويدها ارتخت كحال رأسها الذي أسند على الجانب بعد نطقها 'أحبك صغيري'

"م-ماما! أمي لم نمتِ الآن؟ انهضِ هيا لتذهبِ معنا إلى المنزل"
اردف بصوت متقطع يحرك يدها وهو على وشك البكاء والدته لم تتجاهله يوماً حتى على اسخف أحاديثه هي كانت تستمع له ما بها الآن لا ترد عليه

Nameless Café || مقهى مجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن