لا صوتٌ مسموعٌ هنا غير تدفق بُخار منقي الهواء..
و صوت عقارب الساعة و هي تجر خطاها للأمام"طق طق طق طق"
جفناي مغلقتان لكنني اشعر بكل ما يحدثُ حولي ..
لا أتذكر جيداً ما حدث معي و ما سبب انبساطي على هذا السرير الذي يبدو كما اشعر بهِ كسرير المُستشفيات الحكومية ، فهو غير مريح " و عظمهِ على جِلده "..سَمعتُ خطوات آتية من نحو الباب و صوت امرأة عجوز "الممرضة "
تصبح عليّ و تطلب مني ان استيقظ لأني اصبحت عالةً عليها و هي لا تستطيع خدمتي اكثر من ذلك بعد الآن ..
حيث على ما يبدو من كلامها بأنني كُنت في سُبات طويل دام لسبع سنوات.." رانسي ألا تشعرين بأن الآن هو الوقت المناسب للإستيقاظ ؟ كفاكِ تضييعاً لسنواتِ عمرك و هِمّي بالإستيقاظ لمواجهة هذه الحياة "
أردفت الممرضة العجوز بهذه الكلمات لي و كأن أمر استيقاظي بيدي ... اتمنى فقط ان تنهي ما اتت لأجله و تدلفُ من هُنا.
———————————————————
خرجت الممرضة و تنهدتُ داخلياً لأن خروجها قد ازاح هماً ثقيلاً على قلبي..
لا أنكر بأن كلامها التي تلقيه على مسامعي كل يوم و الذي اصبح روتيناً في حياتي يعطيني دفعةً قوية للاستيقاظ و يجلعني اكرر محاولاتي التي باتت تفشل ، لعل الله يرسلُ لي معجزةٌ تجعل جفناي يفترقان عن بعضهما البعض..
و يبدو ان الله استجاب دعوتي هذه المرة بعد محاولاتٍ دامت لسبع سنوات..
فتحتُ جفناي و بدأت اصواتٌ غريبة يصدح صداها في الغرفة .. يبدو انهُ صوت جهاز تخطيط القلب "Reverso context"
و اسمع خطوات مستعجلة تتجه الى الغرفة التي اقبع فيها ..شلع الطبيب الباب مُستعجلاً و ابتسم نحوي كما يبدو .. فلا زلت لا ارى بشكل واضح فالرؤية ضبابية حتى الآن..
بدأ يسألني بأسئلة غبية ك " ما اسمك " .. و " ما عمرك؟"..
حسناً
اسحب كلامي بكون ان اسئلته غبية .. في الواقع عندما سألني عن عمري لم اعرف بما اجيب .. هل انا في عمري السابعةَ عشر ام في عمر الرابع و العشرين !!..
" حسناً لنتخطى هذا السؤال " أردف الطبيب
قام بتصفح اوراقه كأنه يبحث عن شيء مُهم و بدأت تلمع عيناه عندما وجده ، وجهَ لي لوحةٌ فنية على ما يبدو و سألني الى من تنتمي هذه اللوحة .. كوني احب الفنون و الى ما ذلك في صغري .. ولكن ماذا دهاني ؟
عندما وجه لنظري هذه اللوحة شعرت بالروعة تملأ قلبي كأنه سكب على قلبي لهيبٌ من النار ..
فبدأتُ اصرخُ مترجيةً منه ان يبعد هذه الصورة عن ناظراي فأبعدها بملامحٍ مستغربة ..
لا ألومه ...ف ردة فعلي غريبة نوعاً ما
لكنه سرعان ما ارجع الابتسامة على وجهه و طلب مني الراحة و في اثناء خروجه طلب من الممرضة ان تقوم بتحاليلٍ لي و ان ترسلها الى مكتبه.———————————————————-
" في غرفة مدير المشفى"
"انها حالة نادرة سيدي الرئيس و هي فرصةٌ لنا لرفع اسم مشفانا و زيادة شهرته " اردف الطبيب بخبث
" كف عن التصرف كالاطفال !! يجب علينا ان نكون حذرين فنحنُ لسنا في حرم مدرسي لتخطر ببالك ان تستغل المرضى المقيمين في مشفانا.. و لكن ان كنت تريد فعل ذلك .. فالتكن انت المسؤول الوحيد عن العقوبات التي ستأتي وراء ذلك"
" حسنا شكراً لك سيدي " انحنى الطبيب و عاد الى مكتبه و بدأ يبحث في محرك البحث قوقل "
هذا موضوع مثير ... ايتها الممرضة شخصي المريضة رانسي بتلازمة سنتدال و فقدان الذاكرة المؤقت Transient global amnesia ، و امنعيها من الخروج خارج المشفى ..
"
متلازمة ستندال (بالإنجليزية: Stendhal syndrome) أو متلازمة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence syndrome) هي مرض نفسي يُصاب به بعض الأشخاص، ويتسبّب في تسارع ضربات القلب، والدوّار، والارتباك، والإغماء، وأيضًا الهلوسة عندما يشاهد الشخص أي صورة جمالية فنية راقية، خصوصًا إن كان هذا الفن يتسم بقدر عالٍ من البراعة والجمال ومتواجدا في مكان أو موضع واحد،لكنه لم يتم إدراجه كحالة معترف بها ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية.-يُتبع-
" vote 🗳 💛"