الفصل التاسـع

105K 3.3K 115
                                    

طفلة في قلب الفرعون

الفصل التاسـع :-

ارتجفت كل خلية بجسدهـا... نعم.... فقد كان اسوء كوابيسهـا ينشب اظافره بأرض الواقع الان...!!
كان "ياسـر" يقف امامها بكل برود... يضـع يداه في جيب بنطاله وعينـاه كصخرة على اعتاب بحر ثلجي....
رسم ضحكة سخيفة على ثغره وهو يهتف:
-مش عارف اشكر ازاي الراجل اللي في المطار اللي أكدت عليه من بدري لو شافك يكلمني، انا نفسي نسيت اني كنت قايله بس سبحان الله نصيبك إن هو مانسيش!!
حاولت استجمـاع شجاعتها فصاحت فيه بحدة قطة أظهرت مخالبها:
-عايز إيه يا ياسر ؟
لم يتخلى ولو للحظة عن بروده وهو يتمتم مجيبًا:
-إنتِ عارفة كويس أنا عايز إيه، عايز دنيا اللي حبتها وكنت ناقص ابوس ايدها عشان ترضى عني وفي الاخر راحت تحب فـ عدوها!!
صرخت فيه عاليًا وأعصابها بدأت تهلك من بروده:
-مايخصكش، احب عدوي احب عفريتي مايخصكش... ثم اني قولتلك مليون مرة اني مش بحبك ومش هحبك، هو البعيد ما بيفهمش؟!
عصبيتها... ودفاعها بتلك الطريقة عن شخص لم يكن يستحق قلبها الذهبي من وجهة نظره.... إنتشلوه من قمة بروده المرسوم على محياه... ليسقطوه على الجمر المشتعل في ارض الواقع.....!
اقترب منها بخطى مجنونة شبه هيستيرية وهو يصرخ فيها:
-انا بقا هوريكي إني بفهم كويس اوي
وفجأة كان يجذبها من خصلاتها بعنف يكاد يقتلعها بين يداه وهو يزمجر مردفًا:
-خلاص خلصتي من مسعد الشامي وخلتيهم يقتلوه من غير تردد وحتى قبل ما البوليس يقبض عليه، ومفكره إنك هتخلصي مني بالمرة، لا يا دنيا انا عملك الاسود في الحياه طالما قررتي ماتكونيش ليا!
ملامحها التي كان الغضب يتأرجح في ساحتها اصبحت حجرية كوجهة صنم...!!
في البداية لم تستوعب وعجز عقلها عن ترجمة تلك الكلمات التي اخترقت طبلة اذنها، لتهمس بحروف مرتجفة:
-قـ... قتلوه !!؟
لم يأبه بحالتها وهو يكمل زمجرته العصبية بوجهها:
-ايوه قتلوه، قتلوه ومفكرين إنه غدر بيهم!! ماتحسسنيش إنك اتصدمتي
نعم صُدمت.... صُدمت وبشدة.. هي تكرهه.. كانت تتمنى أن تقتله بيدها ايضًا... ولكنها لم تستطـع ترميم كافة جوارحهـا حتى لا يخترقها غبار حاني لذلك القاتل رغمًا عنها......!؟
رفعت رأسها له ببطء... عيناها موجهة عليه ولكنها لم تكن هنا... كانت عالقة في الماضي !
فهمست بشحوب:
-انا مكنتش اعرف انا لسة عارفة حالًا، بس عمومًا دي النهاية المناسبة ليه!!
جذبها ياسر بعنف من ذراعها يدخلها في سيارة اخرى ويردد بصوت قاسي شيطاني:
-وانا بقا هوريكي نهايتك هتكون ازاي قبل ما البوليس يقبض عليا زي ما قبض على الكل!
بينما هي كل ما يشغل بالها هو يزيد الفاقد للوعي...
كانت تنظر نحوه بقلب ملتـاع... قلبها يصرخ بأسمه قبل لسانها والدموع تواسي ألمه العميق.....!!

...............................................

بعد فترة في منزل مهجور.....

كان "ياسر" يجلس في غرفة ما ويضع "اللابتوب" امامه يراقب من شاشته ما يحدث في الغرفة الاخرى التي حبس بها دنيا جوار يزيد الذي لم يستعيد وعيه بعد......

"طفلة في قلب الفرعون" بقلم/ رحمة سيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن