ڤوت وكومنت على الفقرات فضلاً...
..
.
."نحنُ لا نستطيع أن نتقبّل تلك الفكرة ، أنّ حظّنا فى
الحياة قد لا يكونُ فى حبّ حقيقى أو صداقةٍ ناجحة ، ربّما فى عائلةٍ مثالية ، ربّما جارٌ ودود ، عملٌ بأجر مناسب ، فحياتُنا ابدًا لن تسير وفق أهواءٍ تنسجها
رغباتنا ، وتأكّد دائمًا أنك لستَ سيئاً ، وأنّك دائمًا وابدًا تستحقّ الأفضل ..."_______
قبلَ سبعِ سنواتٍ من الآن..
.
.
.
.
ضجيجٌ وعجيجُ عندَ ذلكَ الميناء، أصواتُ الرّجال يتحدّثون بخشونةٍ بالغة، ونسوةٌ يختصمنَ، وأطفالٌ تعبثُ لاهية، غيرُ واعيةٍ لمَا حولها من كارثةٍ قد حدثَت..إيطاليا، السّاحرة، بشواطئها، وموانيهَا، وفنونهَا، وأُناسها،
وإنّ لها جمالٌ خاص، يرغبُ الجميعُ بزيارتها، برؤيةِ ذلك السّحر فى مدُنها، كلّ مدينةٍ أجملُ من أختها،
كلّ شارعٍ أجمل من سابقه، كلّ ميناءٍ، اهدأ من الآخر. وعنَد ذلكَ السّاحل البرّاق ساحل أمالڤى كانَ هذا التجمهُر الغاضب ..تقدّم ذلك الرّجل الطّاعن فى السنّ أمامَ ذلك الحشد، ووجههُ يحملُ ملامحًا متأسّفة وعينيهِ الزّرقاء تومضُ بحزنٍ ، وسط تلك التّجاعيد ولكن رغمَ عمره مازالَ محتفظًا بمعايير جماله
، بصوتهِ الرّخيمِ قائلاً
" سادتِى، أنَا آسفٌ لذلك، ولكنّ الميناءَ يخسر، والسّياح ما عادوا يتوافدون، الدّيون كثرت، والرّواتب تأخّرت، إنّه لكسادٌ لنا، لذا سنبيعُ الميناء "ليتقدّم رجلاً آخر من الجمهورِ مزمجرًا
" سيّد خوريه، وماذَا نفعلُ؟ لدينَا عائلات ولدينَا بيوت، ولا نعرفُ شيئًا سوى الإبحار والصّيد، ولا نستطيعُ التّخلى عن قواربنَا ..هناكَ حلّ بالتأكيد، وإلاّ سنموتُ فقرًا.."صمتَ خوريهِ وأطرقَ مفكّرا، لينظرَ لهم..
" ساحلُ أمالڤى ما عادَ كما كان، لقَد عفا الزّمان عنه، إيطاليا مليئةٌ بآلافِ السّواحل والموانىء، يمكنكم الذّهاب إلى إحداها والعودة للعمل، أو يمكنكم العمل بالأسواق، ولكن عليكُم اخلاء قواربكم من هنَا، أنَا آسفٌ للغاية، ذلك لمصلحتكم.."تفرّق الرّجال والنّساء وبقَى هو جالسًا على أحدِ المقاعد واضعًا رأسهُ بينَ يديه، كانَ ذلك فى الصّباح الباكر، أتاهُ ذلك الخبر، أنّ أحد الأثرياء سيشترى الميناء وعلى العمّال والبحّارة أن يخلوا المكان لأنّ العملَ سيوقّف، نظرَ حولهُ إلى البحرِ الواسع كأنّه يودّع المكان، هنا حيث نشأ، هنا حيثُ عمل، وكوّن أسرةً، هنا حيثُ كان هو وصديقهُ الرّاحل يجمعون البحّارة كلّ ليلةٍ ليتسامروا وكأنّهم عائلة، والآن كل هذا قد انتهى..
تنفّس بعمقٍ وشعرَ بثقلٍ جاثمٍ على صدره، شعرَ بشخصٍ يتقدّم منه ولكنّه لم يلتفت..
جلسَ بجانبه، ونظرَ أمامه ليخرج صوتهُ الثّقيل
" ماذَا ستفعلُ سيّد خوريه ؟ "
هزّ خوريه رأسه ونفثَ الهواء بضجر
أنت تقرأ
"رسائل المطر"
Romansa" لطالَما شعرتُ أنّ المطرَ ينهمرُ ليُغدقَ العالمَ طهرًا . قطرةٌ خلفَ قطرةٍ ببركةٍ ما تزُيلُ حقدًا وبُغضًا.. وعلى صخرةٍ فى ميناءٍ ناءٍ استخفَيتُ عن أعينٍ متأمّلةٌ لبحرٍ فسيحٍ...علّ من نسيمهِ ينقشعُ حزنًا.." بدأَت..2020/7/15 انتهَت : ..