قاسية هي الوحدة....قاسية أبدا أبدا .. الريح تولول في الخارج كعواء كلاب بائسة، وتجلد النوافذ بسياط رملية عنيفة .. الوقت كان زوالا،شعرات بحاجة لأن أكتب أي شيء ينتشلني من هذا الفراغ الرهيب..قررت أن أرفع احتجاجاتي في وجه الصمت ،ولن أنتظر نزول الوحي الذي قد لا يأتي ..ألم يقل جون برين:(( لا تنتظر أن يرد الألهام كي تشرع في الكتابة،لا لأنك تنتظر شيئا غير موجود ، بل لأن الإلهام يرد إليك حين تكتب)).صوبت نظري نحو المدفأة التي كانت ألسنة نارها تلتهم الحطب في شراهة ،وراقني لونها الشفقي الاحمر..رحت ارقبه قبل أن يتناهى إلى مسمعي وقع خطوات غريبة على السلم الخارجي،ثم طرق خفيف على الباب ،سررت لهذه اليد التي امتدت لتنقذني من وحدتي ولو للحظات ..فتحت الباب بفرحة طفلة غريرة..انتصبت أمامي فتاة غريبة ذات حجاب..نظرت في عينيها ..تأكد لي من غير عناء أني ما رأيتها قبلا حتى وهي تدخل من غير كلفة وببساطة