التعيس

431 12 1
                                    

البدايه :
كان عمري سبعة سنوات كنت ذاهبة مع أمي لنزهة لكنها كلما ترى خطواتي العرجاء المتتاقلة... تغضب بشدة... كنت أسير أمامها و كانت هي تأمرني أن لا أسير بتلك الطريقة حاولت أن انفذ أوامرها لكن ليس بيدي حيلة... لست أنا من اختار ان تكون خطواتي بشعة إلى ذلك الحد...غضبت كثيرا من محاولاتي الفاشلة و بدأت بضربي أمام الناس في الشارع و هي تصرخ قائلة :"كم مرة علي أن أكرر كلامي لماذا لا تفهمي قلت لك مرارا وتكرارا ان لا تعرجي في مشيتك أيها الكلب المعاق"
وبختني كثيرا و تلقيت الضرب و المارة ينظرون الي بشفقة دون أن يحاولوا انقاذي من أمي... كنت مثيرة للشفقة و كانت هذه أول مرة اتمنى فيها الموت... كم أكره حياتي التعيسة...كنت دائما أسأل نفسي" لماذا أمي لا تحبني " كانت تصرفاتها تؤكد لي انها لا تحبني..... في أحد الأيام في زفاف جيراننا في قرية تشانغدون الصينية أردت بشدة ان اذهب معهم إلى الزفاف الا ان امي رفضت ذهابي و اشترت فستانا جميلا لأختي الكبرى لونا فسألت أمي.
ج-"هل يمكنني أن أذهب معكم يا أمي إلى زفاف الخالة "
-" مستحيل انت ابقى هنا و اعتني بالبيت"
-"لماذا؟ لماذا أنا؟ لماذا ستذهب لونا و انا لا؟ لماذا؟"
-" أنا سأذهب إلى الزفاف لأفرح و أنسى قليلا مشاكلي لا لأن أجيب على أسئلة الناس إذا ذهبت معي سيبدأ الجميع سؤالي عنك و انا اكره هذا هل فهمت"
٠-"حسنا فهمت ٠"
بعد ذلك أصبحت اكره حياتي اكثر و أكثر و أصبحت اتمنى الموت أكثر...
لكن تلك الليلة......
عندما أحاول أن أجعل اختي الصغيره ان الحديثة الولادة ان تنام بعد أن حاولت إنقاذها من امي التي حاولت قتلها... كنت سأذهب إلى المدرسة في الصباح لكن ان مازلت تبكي و لا أدري ما خطبها عجزت عن اسكاتها فجلست فوق سريري و بدراعي ان و انفجرت بالبكاء أمامها و انا اقول
-ان اتوسل إليك نامي انا متعبة جدا.... غذا سأذهب إلى المدرسة... ارجوك نامي و ارحميني قليلا "
بينما كنت اشكوا لها و ابكي صمتت و اكملت كلامي و انا اقول -"هل تعرفين ان انا دائما اكرهك لأنني احسدك... اتمنى لو اكون مكانك الآن... انا اكره حياتي جدا و أتمنى لو اموت "
بدأت بالغناء لها حتى نامت و نمت بجانبها.... في منتصف الليل بدأت اسمع شجار أمي و أبي و كان صراخهما عاليا جدا لدرجة انه أيقظني... فذهبت إلى الغرفة و بيدي دميتي... فتحت غرفة ابواي فإذا بي اتفاجأ بأمي فوق أبي تخنقه بيديها أسقطت الدمية من يدي من الصدمة و صرخت - " أبي.... اتركي أبي.... اتركي"  كنت اصرخ و أبكي و كان الخوف و الهلع قد استوطن قلبي.... تركته أمي... و غادر الغرفة كان يريد مغادرة المنزل فأوقفته - " أبي أين ستذهب"
توقف و استدار و قال لي "سأعود بعد قليل"
مشى خطوتين نحو الباب فتوقف... عانقني و قلت له "لا تتأخري ابي... انا خائفة "
-" لا تخافي سأعود إليك بعد خمس دقائق حسنا"
٪-" حسنا، أحبك ابي"
٪-"و انا ايضا احبك"
غادر ابي بعد أن قبل جبيني و رمقت أمي بنظرات كره و ذهبت إلى غرفتي.. انتظر ابي خمس دقايق لكنه لم يعد... غفوت بسبب تعبي و استيقظت في الصباح متأخرة نظرت إلى آن وجدتها لا تتحرك حركتها بيدي و انا اناديها لكنها لا تتحرك وضعت رأسي فوق صدرها لأستمع إلى نبضات قلبها الا ان قلبها لا ينبض لابد أنني قتلتها لابد أنني نمت عليها و أخنقتها حتى الموت... بدأت بالصراخ بإسمها اااان اااان فجأة سمعت صراخ اختي لونا خرجت من الغرفة و ركضت إلى غرفة امي فوجدتها تصرخ بإسم امي و  تبكي و كانت أمي قد انتحرت شنقت نفسها حد الموت كنت واقفة خارجة الغرفة لا أستطيع أن انطق كلمة و لا أستطيع أن أبكي و بكاء لونا أصبح كمعزوفة بائسة في اذناي
فلاش باك☝️☝️
كانت هي نائمة فوق سريرها و تنظر إلى سقف الغرفه... كانت لا تحرك رموشها و تتنفس ببطئ و تحاول أن تمتل موتها.... و هي تتذكر كابوس طفولتها الذي لا يفارقها و يطاردها في احلامها....ازعجها صوت التلفاز رفعت رأسها اخذت المتحكم من الطاوله التي بجانب سريرها اطفأت التلفاز و هي تقول و ترميه بعيدا " كلكم أغبياء".... و بعد ذلك ذهبت لتستحم...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 21, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غريبة تمشي بداخلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن