(12)

679 37 6
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

مرت الأيام والشهور، كانت الحياة بين علاء وفريال هادئة ساكنة لدرجة الرتابة فلا يجمعهما أي علاقة سوى العلاقة الجسدية عبر الفراش، أما فريال فهي دائمًا داخل غرفتها تكاد لاتخرج منها إطلاقًا.

فعلاقتها بنازك والدة علاء تكاد تكون منقطعة فهي لم تحبها ولم تتمناها زوجة لابنها لكنها اضطرت لتقبلها من أجل ابنها، وكانت فريال تعلم ذلك جيدًا فكانت تتلاشى الاحتكاك بها فالأمر لا يستدعي المزيد من الضغوط.

أما علاء فكان دائمًا غير موجود بين سفرٍ أو سهرات مع أصدقاءه وربما بعض المقامرات، فكان يعود إلى القصر كل فترة فكانت أمه ترى أنه لا زال شابًا وعليه أن يعيش حياته خاصةً وهو ليس بحاجة للعمل ولم يلجأ للعمل لفترة مع حشمت سوى لرغبته في الوصول إلى فريال، فلما وصل إليها عاد إلى طبيعته في السفر والسهر وحياة اللهو والعبث.

كان يعجبه عزلة فريال وابتعادها عن الاحتكاك بأمه التي تكرهها ولا ترغب بوجودها وحتمًا ستختلق المشكلات لتُخرجها من بينهم، لكنه لا يزال يشتاق لفريال اشتياق الرجل للمرأة.

أما فريال فكانت ترى في غيابه الطويل الراحة والهدوء فقربه لها بمثابة جحيم فيغيب كما يشاء وعندما يعود تتحمله وقتها حتى يذهب من جديد.

كانت ورد وصيفتها قد اصطحبتها بعد زواجها وكانت ترى حالها وتشفق عليها فهي تعلم تفاصيل كل شيء، تتصور حجم الاحتراق داخل فريال وكم تتألم من جرح قلبها وزيادةً عليه أن تُجبر لتعيش مع غيره... كم تتألم هذه الجميلة!

كانت أمها تتابعها كل فترة وتزورها أحيانًا وتعترض على عزلتها؛ ترى أن عليها الاحتكاك بنازك ومهما فعلت فلن تستطيع أن تخرجها ما دام ابنها لا زال يرغب فيها.

فعليها أن تثبت جدارتها وشخصيتها داخل القصر وتستقطب زوجها لها لألا يستغنى عنها، لكنها لا زالت على وضعها لم تتغير.

مرت الشهور وبدأت فريال تشعر بدوارٍ وتعبٍ ومزيدًا من الغثيان لدرجة تصل للتقيؤ وعدم الرغبة في الطعام مع خمولٍ شبه دائم، وكل تلك الأعراض التي تدل على أنها قد صارت حامل.

كان ذلك الخبر على عكس الشواهد تمامًا قد أسعدها كثيرًا فستصير أمًّا وتجد من يشاركها حياتها حتى وإن ملّ منها علاء وتركها فسيكون معها طفلها أو طفلتها التي ستهوّن عليها حياتها وتشاركها في كل شيء .

صارت تحلم بذلك اليوم الذي تضع فيه وليدها لتشبعه حبًا وحنانًا وتصير أمًّا حقيقية، لكنها احتفظت بالخبر لنفسها فلم تُخبر به أحد فهي لا ترى أن أحدًا سيهتم بذلك باستثناء ورد التي كانت على علم بذلك منذ اليوم الأول وصارت تهتم بها أكثر ، لكنها تنتظر قدوم علاء ذات يوم لتخبره بتلك الإخبارية، حتى إنها لم تتأكد إن كان سيرحب أم لا.

(السقوط في هاوية العشق)  By:Noonazad. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن