الأول.

853 4 7
                                    

‏رفع عينه عن كتابه بعد سماعه لصوت الكابتن وهو يعلن عن هبُوط الطائره.
‏قفل كتابه بتنهيده عميقة توصف توتره وحماسه للتجربه الجديدة إللي راح يخوضها، ألتفت للنافذه وهو يتأمل المنازل وصغر حجمها بسبب إرتفاع الطائرة، والأشجار التي أخفت معالم شوارع المدينة، تأمُّل هالمنظر الجميل أخذه لعالم ثاني بدون ما يحس.
‏... مسكت يده.: برايك!.
‏برايك فز من لمستها وألتفت لها بسرعة.: شفيك؟.
‏إيلين ضحكت على ردة فعله.: الطيارة هبطت من زمان ترا.
‏برايك ناظر المقاعد الفاضية حوله بشكل سريع.: ماحسيت.
‏وقف برايك وبدأ يلم أغراضه بشكل سريع.: يلا قومي.
‏إيلين قامت وهي تتمدد.: أف ظهري آلمني من الجلسة.
‏برايك سبقها.: بس نوصل البيت أسويلك أطلق مساج.
‏إيلين سارعت بخطواتها حتى توصل له، شبكت يدها بيد برايك والإبتسامه مافارقت وجهها.: تمام أتفقنا.
‏برايك فصل يدينهم عن بعض،وحاوط إيلين من كتفها ومرسومه بوجهه إبتسامة خفيفة وإيلين بدورها حاوطت خصره.
‏-نقدم الأحداث لبعد ساعة.
‏طالعين من المطار بعد ما أنتهوا من الإجرائات وأستلموا حقائبهم.
‏بمجرد تخطي أقدامهم باب المطار أستقبلتهم نسمة هواء باردة جداً تلاعب خصلات شعرهم بشكل لطيف وهادئ.
‏دخلت إيلين بحضن برايك وكأنها تحتمي من البرد إللي تغلغل لأعمق نقطه في عظامها بدون أي رحمة.: ببببررررردددد.
‏برايك فصخ معطفه بكل هدوء وتركه يضم أكتاف إيلين.
‏إيلين نزلته من أكتافها ومدته لبرايك.: خذ برايك بلا غباء بعدين تمرض.
‏تجاهلها برايك، تأففت ‏إيلين بضجر.: برااايك قاعدة أكلمك!!.
‏أخيراً وقف التاكسي قدامهم وباللحظه المناسبه تماماً،وقت ما بدأت إيلين بحلطمتها اليوميه.
‏برايك يمشي متجاهل إيلين تماماً ولمحاولات إقناعه بأن يأخذ جاكيته.
‏إيلين صرخت وهي تلحقه للتاكسي.: ياككلب لا تطننشني.
‏ركبوا التاكسي وإيلين مستمره بالحلطمه بدون أي توقف.
‏برايك مُتجاهلها ويوصف للسائق العنوان.
‏إيلين.: تدري إنك زق؟.
‏برايك تسند عالمقعد.: قلتي لي قبل.
‏إيلين سكتت تمثل الزعل، لكن لم يستمر سكوتها إلا دقائق معدوده وأنهتها بضحكه مرتفعه أجبرت برايك يلتفت لها بفضول وهو رافع حاجبه.: ليه تضحكي؟.
‏إيلين رفعت يدينها وباقي تضحك.: شوف كيف؟أعوذ بالله كم مقاسك إنت؟؟؟.
‏برايك ناظر الأكمام إللي مُخفية معالم كف إيلين بسبب الإختلاف الكبير ببُنية أجسادهم، أبتسم على طفولتها وألتفت للشباك وهو يستغفر بهمس من غبائها.
نقدّم الأحداث لبعد أسبوع..
‏ الجميع مرتبك ومتحمس، أول يوم لتحقيق حلمهم أبتدأ، تركوا أهلهم وناسهم وحضروا من قارات مُختلفة وعادات مُختلفة، ولغات مُختلفة تماماً!.
‏أجتمعوا في شيء واحد وهو حب الموسيقى، هواية تلازم أغلبيتهم منذُ الصغر، كل شخص يملك قدوة مُوسيقية ويتمنى بأن يصبح مثله أو أفضل، الإصرار متواجد لدى الجميع وروح المنافسة مرتفع، إما تحقيق الحلم أو الخروج.
‏مسابقة لودفيج فان بيتهوفن، سُميت على أهم الموسيقيين عالمياً والمعنى الحقيقي للإصرار.
‏-من هُنا تبدأ قصتي "وتر مُستهام".
واقف بالزاويه ويناظر حوله بشمئزاز،زحمة فضيعة،ضحكات مرتفعه كأنهم ما يعرفون يسولفون بهدوء،حط سماعته بإذنه يتجنب الإزعاج وغمض عينه ودخل بعالم ثاني تماماً مع مغنيته المفضلة.

• جهة ثانية..
‏دخل وعينه تراقب تصميم المبنى وزحمة الناس بذهول،مُش معقوله كل هالناس مشتركين بالمسابقه،بلحظة تحولت ملامحه من الذهول للحزن،كيف بيقدر يتغلب على كل هالناس؟كيف راح يثبت مهارته وجدارته،شيء أبداً مُش سهل،هز راسه يخرج هالأفكار العقيمه من راسه ورجع التفائل تملكه من جديد.
‏مشى يدور لنفسه مكان،زحمة فضيعه مستحيل يلقى لنفسه مكان،وقف وتأفف بملل،رجله تكسرت وهو يدور مكان يجلس فيه لكن بدون جدوى.
‏فجأه أصطدم فيه شخص من الخلف بقوة وأنكبت القهوه عليه،صرخ بألم من حرارة القهوة إللي لامست ظهره.
‏إيار شهق.:أوه،آسف ما أنتبهت.
‏ياس غمض عيونه بألم وحاس إن القهوة صهرت جلده من حرارتها.
‏إيار ألتفت لصاحبه.:نُورس هات كلينكس.
‏نُورس طلع الكلينكس بسرعه ومده لإيار.:خذ.
‏إيار خذا المنديل وبدأ يجفف أثر القهوة.
‏ياس.:خلص أترك تيشيرتي،حصل خير.
‏إيار ناظره بإحراج.:مره آسف ما كنت أقصد.
ياس.:قلنا حصل خير "مشي وتركهم".
إيار.:وش هالأخلاق الزباله؟.
‏نُورس.:كاب عليه قهوه وش تبيه يسوي يبوسك؟أمش بس لا يلعننا صاحبك على هالتأخير، يكفي إنك كبيت قهوته.

• ياس..
ثواني قليلة كانت كفيلة بأنها تقلب موده كلياً، لعن هالشخصين الغريبين ألف مره جهراً وألفين مره سراً، تأفف بصوت عالي.: واضحة من بدايتها!.
ناظر ساعته وشهق مابقى على موعد مقابلته سوا خمس دقايق،حط جواله بجيبه وصار يركض بسرعه بين الممرات.‏

• نزل برايك سماعته يوم شاف أصحابه متجهين له ويدينهم فاضيه،عقد حواجبه.:وين قهوتي؟.
‏نُورس أشر على إيار.:إيار كبها على واحد، مالي دخل أنا.
‏إيار دف يد نُورس إللي قاعد يأشر فيها.:لا تبيعني كذا بسرعه ياكلب.
‏نُورس رفع يدينه كتبرئه لنفسه.:أنا جداً آسف.
‏برايك تأفف.:أستغفرالله العظيم.
‏نُورس لمح ياس.: شوفه شوفه هذا اللي يركض هو إللي كبينا عليه القهوه.
برايك.: ياحليله عادمينه بالقهوه وما قال شيء؟.
إيار.: ياحليلك إنت والله، لو طولنا دقيقه زياده كان دعسني.
نُورس.: تستاهل الصدق ماعرف وين كانت عيونك.
إيار.: إنطم إنت، أقول برايك شرايك فيه بالله مب يهبل؟؟ الزق نُورس يقول شين!!.
نُورس.: لا تكذب ماقلت شين، قلت حلو بس مب واو زي ما إنت تقول.
إيار.: أوكي برايك يحكم.
ناظروا الإثنين برايك ينتظرونه يقول رأيه، برايك.: مانتبهت.
إيار.: ياكذبك برايك قول والله مانعلم كيث.
ناظر برايك ساعته.: يلا قوموا مابقى شيء على مقابلتنا.
إيار.: شصار على سؤالي طيب؟.
ضحك نُورس.: قوم بس مابيجاوبك هالخروف.

• طلع ياس بعد ما خلص مقابلته لكن لحقه شخص من لجنة التقييم، ...: لو سمحت!!.
ألتفت ياس لمصدر الصوت، عقد حاجبه بإستنكار.: هلا؟.
...: ممكن تنتظرني دقيقتين؟ بجيب شيء من مكتبي بسرعه وبجيك.
في هاللحظة أسئلة كثيرة دارت بعقل ياس لأن الوضع جداً غريب، لكن ما كان أمامه حل غير إنه يتجاهل تساؤلاته ويوافق على طلب الشخص الغريب.
فعلاً كلها دقائق معدوده ورجع هالشخص وبيده بلوڤر.: خذه.
ناظر ياس البلوڤر بإستغراب.: ليش؟.
...: أولا الجو بارد وإنت لابس خفيف، ثانياً ملابسك كلها قهوة كيف بتطلع كذا؟.
أنحرج ياس.: شكراً على لطافتك بس ماقدر أخذه.
مسك الشخص الغريب يد ياس وحط البلوڤر فيها.: آسف ما أقبل الرفض.
وبعد محاولات وافق ياس ياخذه.: كيف أرجعه لك؟.
...: بنتقابل مره ثانية ووقتها رجعه لي.
مشي عن ياس الشخص الغريب، صرخ ياس قبل لا يبعد عنه كثير.: طيب علمني شسمك؟؟.
...: بيل.

• دخلوا البيت وملامح التعب كانت كفيلة بإنها توصف اليوم الشاق إللي مروا فيه الثلاثة، أستقبلتهم إيلين بحماس.: أخيييرراً جيتوا!!! بسرعة علموني شسويتوا؟ شصار؟ كيف المقابلة؟؟.
نُورس.: يوه إيلين تكفين تعبانين، بعدين نعلمك بكل شي.
تأففت إيلين.: يالله من اليوم أنتظركم عشان أعرف شصار.
ضم برايك إيلين من كتفها، ومشي معها متوجه لغرفته.: ولا تزعلي أنا أعلمك.

وتر مُستهام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن