Chapter two

919 77 28
                                    










لا شكَ أنّ لُوهان كانَ يقولُ لِـ نَفسه بأنَّ الحُب أساسيّ لا غِنىٰ عنهُ، مِن ناحيّةٍ أخرىٰ راحَ يَسعىٰ يائِساً للعُثور علىٰ وسيلةٍ تُكسِبهُ نُقوداً أكثر في زَمنٍ قليل، تَجعلهُ لا يُفَكّرُ كثيراً، ويَجدُ سبباً وجيهاً لِما يَفعلُه

إنهُ الجانِب الأصعَب: ما هُو السبَب الحَقيقيّ؟

كانَ يفعلُ ذٰلِك لأنهُ بحاجةٍ للمال، الجَميعُ يَسعون لِـ كَسبِ المال، لٰكِن الجَميع لا يَختارون العَيش علىٰ هامِش المُجتَمع كُليّاً. إنهُ يَفعلُ ذٰلِك لأنهُ يُريد خَوض تَجربةٍ جَديده. أحقاً؟ العالمُ مَليءٌ بالتَجارِب المُمكِنَه

لَم يَكُن لُوهان يَعرفُ بَعد معنىٰ زبونٌ خاص لم يُذكَر الموضوعُ أمامهُ إلاّ في المَساء الأول ولَم يَتطرّق إليهِ أحدٌ أمامهُ بَعدها.

وشيئاً فَـ شيئاً تعلّمَ بعض الحِيل الهامَه للمِهنه! ألاّ يطرحَ علىٰ الزبُون مثلاً أيَّ سُؤالٍ عن حياتهِ الخاصَه وأن يُقلِل ما أمكنَهُ مِن الإبتِسام والكلام. أهمُ نصيحةٍ جائَتهُ مِن فَتاه نِصفُ كوريّه ونِصفُ فرنسِيَّه تُدعىٰ نياه: " عليكَ أن تَتأوه بِـ كثره حتىٰ إن لَم تَكُن مُنتَشياً لٰكِن تَظاهر أنكَ كذٰلِك ولتَجعلهُ يَبدو حقيقيّاً. هٰكذا يَبقىٰ الزبون مُخلصاً لك "

" ولٰكِن لمَ؟ ألا يَدفعون لكيّ يَستمتِعوا هُم؟"

" كفاكَ توَهُماً، الرجُل لا يُبَرهِنُ عن نفسِه عندما يَحصلُ علىٰ إنتِصاب بَل عندما يكونُ قادراً علىٰ إمتاعِ شَريكِه، وإذا إستَطاع إمتاع عاهراً سَـ يَعتبرُ نفسهُ أفضل الجَميع "

هٰكذا مضَت ستةُ أشهُر. تعلمَ لُوهان كُل ما يَحتاجُ إليه، نامَ مع رجالٍ كَثيرين لَم يَلتفِت أبداً لأعمارهِم ولا لثِيابهم. بعد إجتِياز الليله الأولىٰ والثانِيه تصبحُ مِهنةً مِثل غَيرها، يعملُ بجِد، يُكافِح ضد المُنافسَه، يَحترمُ المَواعيد، ويَرتاحُ في عُطلة نِهاية الأسبوع

وفي هٰذهِ الشُهور السِته، كانَ لُوهان قد أودعَ في المَصرف ستينَ ألف دولار، وأخذَ يَرتادُ مطاعم أفخَر وإشترىٰ تِلفازاً رغمَ أنهُ لم يستَخدمهُ قط يُرسِلُ بإنتِظامٍ دخلاً لوالديه، وإنتقلَ إلى شقةٍ مُريحةٍ أكثَر مُزودَه بِـ تَدفئةٍ مَركزِيّه، ومِن نافذته باتَ يستطيعُ رؤيةَ كنيسه ومطعمٍ يابانيّ ومَقهىٰ لطيف

Eleven minutesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن