Introduction

1.5K 92 71
                                    








كانَ يا مكان...~

لماذا كانَ يا مكان؟؟!!.
لأنّها أفضلُ طريقةٍ لبَدأ حِكايّه. لِذا، كانَ يا مكان~

وُلِد طِفلٌ لعائِلةٍ كـَ غيرِها...، في بِكين، وكانَ يُدعىٰ لُوهان

وُلِد أعذَرٌ وبَريء، مِثل أيِّ طِفلٍ آخَر، لَا شيء مُميَّز!

كَبِر ونَمىٰ هٰذا الطِفلُ البَريء، وطوالَ فترةِ مُراهقتِه، كأيِّ مُراهقٍ في عُمرِه حَلُم لُوهان فِي الحُّب!~~

أن يَلتقِيَّ بـِ 'فتاةِ أحلامِه'، فَتاةٌ جَميله وذكِيَّه يَتزوجُ مِنها وتُنجِبُ لهُ طِفلين

كانَ والِدُه شياو سُوجين، يعملُ تاجِراً عاديّاً، ووالِدتُه شياو آدون، خَيّاطة ملابِس، إتَّخذت لها فِي المَنزل غُرفةٌ صَغيره تعملُ بِها

لِذا، كانَ لُوهان يَنتظِرُ بشوقٍ اليومَ الذي ستَظهرُ فيهِ فتاةُ أحلامِه دون سابقِ إنذارٍ وتَفتِن قلبَه، ليَفتح معها أبواب العالم

وبِما أنَّ فتاةَ أحلامِه لم تَظهر، لم يَكُن لهُ سِوىٰ أن يَحلُم

أحبَّ للمرَّةِ الأولىٰ في الخامسةِ عشَر، كانَ مُتَجهاً سيراً علىٰ قدميهِ الىٰ المدرسةِ الإعداديَّه، فقَد إكتشفَ ذاتَ يومٍ أنهُ لا يسيرُ بمُفردهِ علىٰ الطريق، فكانَ غير بعيدٍ عنهُ يَمشي ولدٌ يَسكنُ بالجِوار ويذهبُ الىٰ المدرسةِ في المواعيدِ ذاتِها

لم يَتبادلا كلمةً قط، لٰكِن لُوهان لاحظَ أنَّ أكثر ما يَروقُ له في النَهار هو تِلك اللحظات التي يُمضيها علىٰ الطريقِ ذاتِه، رغم العَطش والتَعب والشَّمسُ في كبِد السَّماء، والصبيُّ الذي يَسيرُ مسرعاً للمَنزل فِيما يَبذلُ لُوهان جُهوداً مُضنِيَّه لكيّ يَبقىٰ مُوازياً له

تكررَ المشهدُ شُهوراً عِدَّه، وباتَ لُوهان الذي يكرهُ المدرسَه يَتمنىٰ مُرور الوقتِ بسُرعه بإنتِظار الذهاب اليها بقلقٍ ولَهفه، وبِما أنَّ الساعاتِ تمرُّ بشكلٍ أبطأ لطفلٍ منها لراشِد كانَ يُعاني مِن ذٰلِك ويجدُ النهار كأنهُ باتَ بِلا نهايَّه، لأنهُ لا يقدمُ له سِوىٰ عشرِ دقائِق يَتقاسمُها مع الآخر

ذاتَ صباحٍ، إقتربَ الولدُ مِنه وطلبَ إعارتهُ قلماً لٰكِن لُوهان لم يُجِب وأسرعَ بعيداً عنهُ بالخُطا

لقد تَيبَّسَ مِن الفزَع وهو يَراهُ مُتجهاً نحوه، خوفاً مِن أن يعرف بأنهُ يحِبُه، يَنتظرُه، ويَحلُم بأنهُ يمسكُ يَده، فيَجتازُ بذلِك بابَ المدرسه ويَخطو في الطريق حتىٰ النهايَّه

في الصَف، لم يَكُن لُوهان يستطيعُ التَركيز أبداً، يَتنهدُ كثيراً ويَتألمُ مِن سُلوكهِ الغبيّ آنذاك، في الوقتِ ذاتِه، إرتاحَ لمعرفتهِ أنَّ الصبيّ الآخر لاحظهُ كذلِك
-لمحَ قلم حبرٍ في جَيبهِ عندما إقترب-

لم يَكُن القلم سِوىٰ ذريعةٍ لبَدأ الحَديث~

لكنهُ لم يحاوِل التَّوجُه إليهِ بالحَديث ثانيةً أبداً، مهما إنتظر لُوهان ذٰلِك، إستَمرا في الذهابِ معاً إلىٰ المدرسَه، يَتقدمهُ لُوهان أحياناً ببضعِ خُطوات مُمسكاً بقلمٍ في يَده اليُمنىٰ، وأحياناً أخرىٰ يسيرُ خلفه مُتأملاً إياهُ في حنان

لقد أضطر للإكتِفاء بالحُب والتألم بصمتٍ حتىٰ نِهاية العام الدِراسيّ

وفي أول يومٍ من المدرسَه، خرجَ لُوهان مِن منزلهِ شاكراً الرَب علىٰ إنقضاء العُطله الصيفِيَّه وأقسمَ بأن يُبادِر الحَديث هذهِ المرَّه

لٰكِن الصبيّ لم يَظهر، وإنقضىٰ أسبوعٌ كامِل قبل أن يعلمَ مِن زُملائِه ما حدَث

لقد سافرَ بعيداً~~

إكتشفَ لُوهان في تِلك اللحظه بأنَّ ثمةَ أشياءٌ يُمكِن أن نَفقِدها الىٰ الأبَد، وأنَّ العالمَ واسِعٌ ومدينتهُ كبيرَه، وأنَّ أهم الأشخاص يَذهبُون دوماً في النِهايَّه

تألم بعض الوقت وحاولَ عبثاً العُثور علىٰ أثر الصبيّ، لٰكِن أحداً لم يَعرف أين إنتَقل، عِندها بدأ لُوهان يَجدُ العالم أوسَع والحُبَّ خطيراً

لٰكِن لُوهان لم يَندم علىٰ التَجربه، لقد إكتشفَ أنهُ لا يَميلُ للفتيات وأنَّ فتاة أحلامهِ لن تَظهر

كلا، ليسَ فتاة بل فتىٰ! فتىٰ الأحلام!!~~

وحينَ صارحَ والديهِ بذٰلك، علىٰ عكسِ ما توّقع من غضبٍ وسجنٍ في غُرفتهِ هُما بسُرعةٍ تَقبلا الواقِع

كانَ لُوهان سعيداً، فيما يزالُ في بحثٍ عن الحُب...~





يُتبَع~

هاي آنجِلز~
فِيك لـَ 'سِيلو' هديَّه لكُم بِمُناسبة يَوم مَولِدي
السابِع من إبريل~

أعجبتكم البدايَه؟
آرائُكم تَهمني جداً، فلتُمطِروهُ حُباً؟

Eleven minutesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن