الفصل الثالث عشر || يوم كاملٌ معًا

25.3K 1.3K 219
                                    





• أندرسون •
• مملكة الذئاب •

هيلدا:

تسللت أشِعة الشَمس الدافِئة ‏بين ستائر الغُرفة، وشقّت الظلام المتوسد عليها عابثةً بمرح في أرجائها، باعثةً طيوفًا من الدفء المستوطن فيها، ولامست الأجساد الراكِدة فوقَ أسرتها والسائرة في الأرض تجوبها بمرح ونشاط. تسللت خيوطٌ من الأمل فيها وداعبت وجهَ تلكَ النارية المُثلجة، الراكِدة بين ثنايا فِراشها، حلقت يداها بانزعاجٍ بادٍ على وجهها ‏في مُحاولةٍ بائسة منها لزحزحتها عَنها ‏من أجل إكمال سُباتها، فلَم تنل ما تَمنت، ومع محاولاتها البائسة ما زالَت عيناها الزمرديتين مُغلقتين، التَقطت أُذناها الحساستين قهقهاتٍ مكتومة خفيفة داعَبت قلبها ‏تلت تلكَ الضَحِكات قُبلات خفيفة داعبت وجهها من عينيها إلى خديها، ابتسمت بقوة تزامنًا مع إمساكها خد الآخر وفتحت عينيها، ونظرت إلى عينيه اللّتين اختلطَ رمادهما بلون أزرقٍ خفيفٍ جدًا‏ مما أعطاه عينين ساحِرتين، فشعرت بالشوق والحنين لأيامٍ لم تعد تذكرها. ‏

«ألهذه الدرجة أنا وسيم؟»، ابتسم بعذوبة‏ ليذكرني بأبي عندما شاهدته من خلال المرآة. ‏

«أجل، أنت وسيمٌ جدًا ما دمتَ ابن أبي وشبيهه»، طبعت قبلة على وجنته الناعمة، ‏كم أحببته! عندما تقابلت عيناي بعينيه لأول مرة، ما كنتُ أعتقد يومًا بأنّ لي نصفًا آخر ‏في مكانٍ ما، ربما لو أن كل هذا لم يحدث لم أكن لأُقابِله لذلك أنا أشكر ‏هذه الأيام رغمَ مرارتها.‏ قاطعتُ تأملي عندما اعتدلَ الآخر في جلسته فاختفى الدفء الذي أحاطني عند قُربهِ الشديد مني، جَلستُ أنا الأخرى على السرير أتأمل الغرفة قليلًا ناظرة نحو جانبي الأيسر ‏باحثة عَن قلبي.

«لقد غادر منذ الرابعة صباحًا»، التفتُّ ناحية أوليڤر بسرعة وبعينين متسعتين قليلًا، حتى أنه تراجعَ قليلًا كرد فعل سريع ومفاجِئ. أملتُ رأسي جهة اليمين قَليلًا وسألت مع ‏عينين ضيقتين: «لماذا في هذا الوقت الباكر؟»

سواء كانت مجرّد تخيلات أو لا لكنني شعرت بأنهُ توّتر قليلًا ‏عندما طرحت سؤالي، إلا أنني لم أشم أي رائحةٍ لهذا ‏لذلك ربما هذا كلّه من نسج خيالي، حمحم وأجاب بهدوء وابتسامةٍ رزينة تزيّن وجهه: «إنهُ يدرب القطيع ‏تدريبًا مُكثفًا استعدادًا لحمايتكِ، فالجميع ‏يعمل على تطوير قدراتهم كي يحموا اللونا والأندرسون الأسطورية». ‏

«إنهم لطيفون جدًا! إن مشاعرهم تصلني بقوة في كُل مَرة أقابلهم فيها، على ذكر ذلك أنا لم أتعرف عليهم جيدًا إلا لحظات معدودة»، كانَ سؤالًا أكثر من استفسار، ربما؟ ‏

نظر لي بمعنى حقًا؟ واُكملت بابتسامة بلهاء: «حقًا، لأنني انشغلت بأمور أخرى في الفترة الماضية ولم يتسنَ لي أن أتعرف عليهم أكثر»، رمشتُ عدة مرات بأهدابي ‏الطويلة ‏وأعطيته نظرة بريئة مع رفعي لكتفيّ ‏فتنهد بابتسامة مستسلمة: «لكنني أيضًا أتيتُ للسبب ذاته».‏

أنـدِرسـون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن