" أين أنا !؟ "
أردفت ليلي بخفوتٍ بينما تعتدلُ بِجلستِها وتضغطُ على رأسِها برفقٍ أثرَ الصُداعِ الذي اِجتاحها فورَّ أن فتحت عيناها ..
نظرت حولها لترى نفسها جالِسَةً على سريرٍ أبيضٍ بِملاءاتٍ و وسائِدَ بنفسجيةَ اللونِ ..
ستائِرٌ بيضاءَ ناعمة تتطايرُ بِخفةٍ أثرَّ نسماتِ الهواءِ الصباحِ العليِّلة ..
نَهضتْ لتتجهَ نحوَ المِرآةِ وتَقِفَ أمامها لِتتَسِعَ عيناها بينما ترى نفسها مرُتديةً قميصاً أبيضَ اللونِ يصِلُ إلى مُنتَصفِ فَخذِيها ..
زفرتْ بِضَجَرٍ بينما تُبَعثِرُ شعرِها الأشقرَ بِخِفَةٍ ..
إلتفتت لِتَخرُجَ من الغرفةِ لِتمشي في رِواقٍ طويلٍ يُزيِّنُ جُدرانهُ لوحاتٍ عديدةَ ..
نَزِلت السلالِمْ مُتَجِهةً إلى الطابِقِ السُفلي لترى غُرفةَ جلوسٍ ويُطِلُّ عليها المطبخُ ذو الرَّفِ الرُخاميِّ الأسوَدِ الذي يفصِلُهُ عن غُرفَةِ الجلوسِ ..
عَقدتْ حاجبيها بينما تراهُ في المطبخِ وَ ظَهْرُهُ مواجِهاً لها ويبدو بِأنهُ يُعِدُّ القهوةَ فَ رائِحَتُها مَلئتْ الأرجاءْ...
تنهدت ثم إتجهت لتدلِفَ المطبخَ قائِلةً بِهُدوءٍ
" كَمِ الساعَةُ الآن ؟ "
إلتفتَ لينظُرَ لها من الأسفلِ إلى الأعلى ثمَّ ثبتَّ نظرهُ على عيناها بِتركيزٍ قائِلاً بإبتسامةٍ جانبيةٍ
" إنها العاشِرةَ صباحاً ، أنتِ نائِمةَ منذُ الساعةِ الخامسةِ عصراً البارِحةَ "
هَزَّتْ رأسها بِعدمِ تصديقٍ لِتقولَ بِتَوتُرٍ
" ماذا حدث !؟ "
مَدَّ لها كوباً من القهوة لِتلتقِطهُ ثُمَّ تَبعتهُ إلى غرفةِ الجلوس لِيجلِسا على أريكةٍ ويقولَ لها
" أنقذتُكِ منَ الغرق ، هذا ما حدث "
إتسعت عيناها بِصدمةٍ قائلةً
" قفزتَ خلفي !؟ "
" وهل يجدُرُ بيِّ تَركُ حبيبتي تغرق ؟"
أجابها بِلامُبالاةٍ بينما يرتَشِفُ قهوتهُ
لتنظُرَ لهُ بِعدمِ تصديقٍ بينما إبتسامةٌ عريضةٌ إرتسمتْ على وجهِها لِتقفِزَ نحوَهُ مُحتضِنَةً إياهُ بِقوةٍ بينما تصرُخُ بِسعادةٍ لِيُقهقِهَ هُوَ بِخِفَةِ ..
إبتعدت لِتجلِسَ على قدميهِ بينما ذِراعيها حُولَ عُنقِهِ تنظُرُ لهُ مُبتَسِمَةً تُريدُ توضيحاً ..
تنهدَّ بينما يُحيطُ خصرها بِذراعيهِ قائِلاً بإبتسامةٍ
" لا أعلمُ كيفَ أحببتني ولا أعلمُ لِما أَنجَذِبُ لكِ .. ولكنِّ أعلمُ بِأنَّ كُلَّ شيءٍ حدثً بِسُرعةٍ ..
هل تُريدينَّ البقاءَ معي ليلي ؟ هل أنتِ تَعيِّنَ بِأنكِ ستتخلينَّ عن حياتكِ وما فيها كي تبدأي حياةٍ جديدةٍ معي ؟ "
أنت تقرأ
The Joker
Actionأنا أُحِبُكَ لِمَ لا تَتَقَبَلُ ذَلِكَ فَقطْ !؟ -صَرَخَتْ أمامَهُ وَدُموعُها لا تتوقف- كُفِّي عن الهَذَيانِ! أنتيِ طَبيبَةٌ عاقِلةَ في عالَمِكِ الهادئِ، ولا تنتمينَ إلى عالميِ المليئِ بلإجرامِ والجُنونِ . -أجابها بِبُرودٍ يُشعِلُ النارَ في قَلبِها...
