أن تطارد مخلوقاً الجميع ينكر وجوده هو أمر صعب و الأصعب حين تتيقن أنه موجود وتدرك أنه يعلم بمطاردتك له...
إسمي هو "كريج" عمري ستة وثلاثون عاما أعمل في مصنع و هوايتي هي صيد الحيوانات... من علمني؟ الصيد كان والدي، حينما كنت في الثالثة عشرة من العمر وهذا لأن الصيد هواية عائليه نمارسها منذ زمن جدي الأكبر...
وفي خلال الثلاثة والعشرون عاما التي مارست فيها الصيد سواءا مع أبي قبل وفاته أو مع أصدقائي أو لوحدي رأيت العديد من الأشياء الغريبه...
شاهدت بعيني جثث حيوانات ممزقة بشكل لا يستطيع فعله مخلوق و سمعت بأذني أصوات غريبه تملأ الغابات ليلا بل و رأيت أشباح الموتي تجول تحت ظلام الغابة في الليل.... لذا ليس من السهل أن يخيفني شيء...
بلدتي... تحيط بها غابة واسعه... و هي الغابة التي أمارس الصيد فيها و هي الغابة التي شهدت العديد من حالات إختفاء الأطفال... و لكن خلال فترة قريبه زادت حالات إختفاء الأطفال بشكل ملحوظ و لهذا قرر أهالي البلده أن عليهم التوصل لحل فذلك الشخص او الشيء الذي يخطف الاطفال لا يزال في الخارج و سيختطف المزيد و المزيد...
لذا و في ليلة إجتماع رجال البلده في تلك الحانة الرخيصة و بينما تتصارع أصواتهم بحثا عن حل..
" الشرطه لا تفيدنا بشيء”
" لذا يجب علينا البحث عن الاطفال بأنفسنا”
" أقسم أنني لو عرفت من إختطف إبن أختي لأقتله شر قتله”
و تتصاعد أصوات حناجرهم من كل إتجاه بلا أي نتيجه... لذا قررت أن أتقدم للأمام و أخبرهم أنني رأيته
" لقد رأيت الخاطف”
لتهدأ أصواتهم و يخيم الصمت علي المكان بينما تتجه جميع نظراتهم إلي منتظرين أن أكمل حديثي
" منذ يومين كنت قد قررت أن أمارس هوايتي المعتادة للصيد في وسط النهار بينما تخترق أشعة الشمس أغصان الأشجار الكبيره... لذا خرجت من منزلي ببندقيتي و إتجهت إلي الغابه...كن أراقب ذلك الغزال الكبيروهو ثابت في مكانه يلتقط بعض أوراق الشجر بفمه بينما أنا مختبيء بين أغصان الأشجار الساقطه و علي وشك إطلاق النار علي قلبه...
لتتحرك أذنيه فجأة و ينظر حوله في خوف قبل أن يركض... أنا كنت صامتا تماما و لم أحدث أي صوت أنا متأكد من ذلك... هناك شيء ما جعل ذلك الغزال يخاف و يهرب...و لكني لم أدري ما هو لذا نهضت لأكمل البحث عن صيد أخر و هنا سمعت الصوت...
صوت الخطوات الطويلة المتباعده و يتبعها صوت خطوات صغيره تتحطم تحت وقعها الغصون...كان الصوت لا يزال بعيدا لكنني قررت تتبعه و كلما تحركت في إتجاه مصدر الصوت كان الصوت يزداد وضوحا و كنت أقترب منه و لكنني بقيت حذرا....
و هنا و علي بعد حوالي المتر مني و من بين الأشجار إستطعت رؤيته بجسده النحيل و ذراعيه الطويلتين و رأسه الشاحب عديم الوجه و كان يمسك بيد الصبي الصغيره خلفه لم أستطع التعرف علي هوية الصبي فقد كنت مختبئا خشية أن يراني و لكني رأيت ذلك الشيء بوضوح... الرجل النحيل... ذلك الكائن التي كانت أمهاتنا تخيفنا في قصصهم منه دائما قبل النوم... لقد رأيته بأم عيني”
أنت تقرأ
الخوف
Horrorتحتوي ظلمات هذا العالم علي الكثير من الشرور الخفيه ... في هذه المجموعة القصصيه ... سنخرج هذه الشرور الي الضوء...