Chapter 6

7.4K 658 173
                                    

نجمةٌ و تَعليق لُطفاً 🍒.

-

أوه، في الأحلامِ الغَريبة، أمشي بجانبكَ
هذهِ هي الفَجوةُ التي تَفرضها على حَياتك

الساعةُ الرابعة أتتْ وانقضَت، في لحظةٍ عابرة و إذا كانَ جونغكوك صادقاً مع نفسهِ، إنّ تايهيونغ لن يَظهر.

تذهبُ للنَومِ بمفردك.. تستيقظُ كُل يومٍ مع أفكاركَ
و يُخيفُك أن تكونَ وحيداً

لكنّ جونغكوك لم يَكن راغباً في الاستسلامِ بَعد، هو سوفَ ينتظر لأنّهُ شبهُ مُتأكد من أنّ تايهيونغ سوفَ يأتي.

الطيورُ ترفرفُ بأجنحتها من حولهِ، و الأطفالُ يلعبونَ بشكلٍ صاخب، و هُناك الكثيرُ من الأشخاصِ يسيرونَ بإتجاهاتٍ مُتعاكسة، بعضهم عائدٌ إلى المَنزل و البعضُ الآخر في طريقهِ للعَمل.

إنقضتْ الساعةُ الخامسة، ثُمَّ تبعتها السادسة، حيثُ أنّ الوقتَ أصبحُ يقاربُ الساعة السابعة مساءً، بدأ جونغكوك بالشعورِ بالارتيابِ و القَلق، الظلامُ كانَ قد حَلّ بالفِعل حيثُ النُجوم زينَت السماء، جونغكوك اعتقد أنّ تايهيونغ على الأرجحِ قد توفي و كانَ ذلكَ خطأهُ.

دفنَ جونغكوك رأسهُ بينَ كفيهِ يحولُ دونَ سقوطِ دموعهِ، هوَ كانَ على وشكِ الإعترافِ بمشاعرهِ لتايهيونغ و لكنَّ حقيقةَ أنّه إختار الوقتَ السيء للقيامِ بذلكَ قد أزعجتهُ.

أطلقَ جونغكوك تنهيدةً جافةً ليغمضَ عينيه، كانَ لديه الفُرصة لإنقاذِ تايهيونغ و بسببِ أنانيتهِ هوَ لم يفعل.

"أنتَ تبدو أجمل عندما لا تكونُ تَبكي"

رفعَ جونغكوك رأسهُ ناحيةَ مصدرِ ذلكَ الصوت، غمرتْ الراحة جسدهُ عندما أدركَ أنّ تايهيونغ يقفُ أمامهُ، أضواءُ مصابيح الشارعِ انعكستْ على ملامحِ تايهيونغ لتظهرَ كم هوَ يبدو مُرهقاً و حزيناً بشكلٍ لا يُصدق.

تايهيونغ الذي إعتادَ عليهِ كانَ قد إختفى ليُستبدلَ بمُجردِ إناءٍ مكسور.

"يا الهي، أنتَ على قيد الحياة"

"لا،  و الفضلُ يعودُ لك" أجابَ تايهيونغ بمرارةٍ

ثُمَّ كُل ذكرياتِ الليلةِ الماضية عادتْ للظهورِ في رأسِ جونغكوك مُجدداً.

"أنا ليسَ لدي سببٌ للتواجدِ هنا الآن، في الحقيقةِ أنا أملكُ الحَق في جَعلكَ تَظنُ أنّني قد فارقتُ الحياة"

أومئ جونغكوك تزامناً مع تساقطِ بعض الدموعِ مُزينتاً وجنتاهُ.

"أنا استحقُ ذلك"

جلسَ تايهيونغ على المَقعد بجانبِ جونغكوك، حَدقَ أمامهُ ثُم أخفضَ نظرهُ ناحيةَ أكمامِ قميصهِ ليرفعها ببطء، كانتْ الضماداتُ تزينُ ساعدهُ بأكملهِ.

كانت الضماداتُ بيضاءٌ بشكلٍ كُلي لكنّ جونغكوك لاحظَ وجودَ بعضِ بقعِ الدماء، حيثُ امتزَج الأحمرُ الداكن بالأبيض.

"لقَد فعلتها لأجلكَ، على الرُغم من أنّك تركتني أُواجه الألمَ بمُفردي"

بيدٍ مُرتجفةٍ بدأ جونغكوك بتمسيدِ ذلكَ السطح الأبيض ببطء.

"أنا من يُفترضُ بهِ الشعورُ بالألم تايهيونغ، ليسَ أنت"

ضحكَ تايهيونغ بسخريةٍ ليلتفتَ مُقابلاً جونغكوك بشكلٍ كامل.

"هذهِ ستكونُ المرة الأولى و الأخيرةِ التي سأقولُ بها هذا، أنتَ لستَ الشخص الوحيدَ الذي يتألم في العالمِ، كُل شخصٍ لديهِ أوجاعهُ و مَخاوفهُ، من الغرور التَفكيرُ بأنّك الوحيدُ الذي يَمرُ بما تَمرُ بهِ"

"أنا أتألم أيضاً جونغكوك. إنني أُعاني من اكتئابٍ مرضي و أفكارٍ إنتحارية، أنا لا أخافُ المرتفعات إنني أخشى تركَ الأشخاصِ الذينَ أُحبهم خلفي"

* أتيلوفوبيا: خوفُ الشخص الدائم بأنْ يكونَ غير جيد أو دونَ المّستوى، و مهما بذلَ من مجهود لا يرضى عن نفسهِ أبداً.

"أجدهُ في الواقعِ مثيراً للسخريةِ بعض الشيء، كيفَ أنَّ الأشخاصَ يدعونَ الجرأةَ و الشجاعة بينما الخوفُ يُسيطرُ على كلِّ شيءٍ نقومُ به. الخَوف هوَ الوَحش الذي لا يُمكن أن يُهزم"

"اصمتْ تايهيونغ"

كانَ جونغكوك لا يزالُ يحدقُ في الضماداتِ بحيرةٍ، كيفَ أنّه من الحماقةِ أن يُفكر بأنّ قطعً صغيرة من القُماش أنقذت حياةَ تايهيونغ بينما هوَ لم يَفعل.

جلسا في صمتٍ، غيرُ راغبينَ بأنْ تصبحَ هذهِ المُحادثة شيءً لا يُطاق، لكنّها أصبَحت.

"أنا أُحبكَ تايهيونغ"

"تَوقف عن الكَذب"

ثُمَّ سادَ الصمت بينهما، جونغكوك كانَ يريدُ أن يَعترض و يؤكدَ أنّه بالفِعل يُحب تايهيونغ، لكنّهُ لم يَعد واثقاً من الأمرِ بعدَ الآن.

تايهيونغ كانَ مكسوراً كما هوَ الحالُ مع جونغكوك، و شخصانِ مكسورانِ لا يُمكنهما إصلاحُ بعضهما البَعض.

جونغكوك من بينِ جميعِ الناس كانَ يعرفُ ذلكَ.

الأشخاصُ المكسورينَ سوفَ يدمرونَ بعضهم في النهاية.

و يُخيفكَ أن تَبقى وحيداً

-

الأُغنية :

Sleepsong by Bastille 🎶

Somniphobia | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن