مقدمة

913 242 153
                                    


أخرج خنجره من جيبه ينظفه بقماش أسود عيناه كانت تدرس المكان بكل احترافية يحدق نحو الغابة التي هم فيها الأن ، قد يكونون مجرد بشر لكن يمكنهم فعل ذلك، اصتياد ذلك الهجين سيكون من نصيبهم .

دحرج الخنجر بين يديه معيدا أياه لجيبه  عينيه مصوبة تماما نحو الأمام بحذر، همس بسخرية : أتصدقون ؟ لقد حرمنا من الصيد هنا لسنوات طويلة ، بحقك الصيد هنا أفضل من قطيع ذلك القذر فقط بكونهم مستدئبين يملكون قوى لايعني معاملتهم لنا تلك المعاملة النتنة.

_لاتذكرني فقط لأنه مستذئب يتصرف هكذا ، نسى أن قبل مئات سنين كان البشر يصطادونهم بدون رحمة كل شيئ راجع إلى هذه الهدنة السخيفة : أجابه شخص ما يقضب حاجبيه بإنزعاج واضح ..

يمسك رمحه بتركيز تام وأصابعه تشدد الإمساك به ، الأخر لم يرد فقط إكتفى بإمائة بسيطة ينظر للأمام بتركيز..
هو محق ، لولا هذه الهدنة التي بين البشر والمستذئبين لكانوا الأن في عداد الحرب!

نظر نحو الغابة الكبيرة والأشجار التي يبدوا أنها رفضت ان تكون بالحجم الطبيعي وأصبحت تتباها بطولها الكبير محركة أوراقها بخفة ..
الطيور التي تغرد محلقة فوق السماء الصافية  ينتظر أن يلمح شيئ مـا ، عقد حاجبيه باستغراب لماذا محرم دخول هذه الغابة؟ تبدوا عادية للغاية لاشيئ مختلف أو خارق للطبيعة. لكن لايجب عليهم النسيان أبدا،  ، هم هنا للإصتياد في عرين الشيطان..

العرين الذي أختلفت الأحاديث عنه والإشاعات ويقال أن لا أحد يخرج من هذا المكان حي .

هو هنا مكلف بإصتياد نوع مميز من الطيور الكبيرة ، وهو بالفعل معرض للإنقراض وأصبح هذا النوع غالبا يتواجد في هذه المنطقة نظرا للحراسة الشديدة لعدم دخول أحد ، واللافتات المكتوبة بعدة لغات تتضمن شيئ واحد..«تحذير! لاتدخل»
لكن لم يكف الصيادين بلإتيان إلى هنا رغم التحذيرات التي لم تحرك فيهم شيئ..ففضول الصيادين تغلب على الخوف وأي شيئ أخر!

أشار  بالتوقف واضعا إصبعا صغيرا في فمه يشير له بالصمت ، العرق تصبب من جبينه يحاول التركيز في الصوت الذي سمعه للتو. كان يبدوا كفحيح أفعى لكن أكثر خشونة جعلته يقلب عينيه بحثا عن مصدر الصوت.

سماء متبلدة غامقة وطيور فجأة أصبحت تحلق نحو منطقة واحدة كأنها تريد الهرب بسرعة ..

الكل عقد حاجبه بإستغراب ، ولما لا! وهم فقط في التاسعة صباحا والسماء فجأة أصبحت عاتمة تنذر بتساقط المطروعاتمة وكأن الليل بالفعل حل ، وهذ مادفع البعض بالتأفأف وإخراج هواتفهم من جيوبهم يضيئون المكان فهم حازمون نحو هذا الأمر لن يعودوا أدراجهم قبل أن يصتادوا سڤنت الهجين هذا هو مطلبهم ..
السماء التي كانت للتو صافية ترحب بوجودهم هاهي الأن وكأنها غاضبة وتطردهم ولا ترحب بوجودهم.

 أستدار نحو أحد رجاله آمرا اياه : ماكسيمس أملئ البندقية الأن!

أسرع ماكسيمس بملئ البنذقية بفزع ، ربما بسبب صراخ هرقل! أو لأنه إلتمس للتو إرتعاب  أو خوف في صوته ،  يعرف هرقل وشاركه في العديد من المرات في للإصتياد هرقل لايقول شيئ إلا وهو متأكد تماما! أبتلع ريقه بتوتر رادفا : _سأقوم بـ..أمهلني دقيقة"

عقد هرقل حاجبيه مخرجا نفسا غاضبا ، ليس مجددا!...هذه الأعراض تحدث كلما يدخل لهذه الغاية ، مما تجعلهم يرجعون للوراء ولا شيئ في أيديهم لكن الأن طفح الكيل! وهذه المجموعة التي معه مجرد مبتدئين لايفقهون بشيئ ، رغبته في مصاحبة مجموعة لم تستمع من قبل للخرافات التي تدور حول هذه الغابة المشؤومة ، عقد حاجبيه بسخط يستمع نحو ثرترة الرجال الذي يقعون خلفه.

أستدار يحدق نحوهم بغضب ، وعقدة بين حاجبيه تكونت باستغراب يلاحظ عدم وجود ماكسيمس   ، عقد هرقل حاجبيه بعدم فهم وبالفعل واحد من أصل خمسة لايوجد معهم! كيف ومتى ومن دون حتى صوت ، لايمكن الدوس على هذه الحشائش التي تمتلئ الأرض بالطبع سيسبب صوتا حتى ولو كان اخف من الريشة!

إبتلع ريقه بهلع ، مشيرا للجميع بالصمت.

_هكذا أنتم البشر ، مجرد متطفلين تعشقون الألم..

رفع الكل رؤوسهم يتحدثون نحو الشيئ الذي يتكلم ، نبرة مليئة بالسخرية والكراهية  إمرأة متشحة بالسواد عينيها فقط التي تظهر عيناها الرمادية المختلطة ببريق غريب ! جعل القشعريرة تسري داخل اجسامهم ، البعض بالفعل هربوا ..كيف لا وهم يرون صديقهم بين أيدي تلك المرأة ..مقطوع الرأس!

شاهدوها بأم أعينهم ترمي ماكسيمس على الأرض ودمائه التي تنطلق من عنقه بقوة..وهو كان فقط في مكانه لم يستطع التحرك! يشعر  بجسمه متجمد بمكانه وكأن مجرد تحريك إصبعه الصغير يتطلب جهدا كبير سيألمه !

بقي وحده وعينيه تحدق نحوها بهلع ، كانت تقترب رآها كيف بلحضة واحدة إختفت من فوق الشجرة والان أمامه! أفكاره كانت متضاربة داخل رأسه ، أيعقل أن هذه هي بالفعل الهجين التي لعنتها الألهة  بجعلها وحيدة طوال حياتها ومجرد ملعونة تعيش لسفك الدماء وتعيش بالغابة الملعونة ، الغابة التي كلما يدخلها أحد تعود بالزمن للوراء لليوم المشأوم..تقلب السماء بليل عاتم ، تهاجر الطيور من دون عودة والبدر يكتمل معلنا عن ظهور الملعونة أرتميس ويعاد كل هذا كلما يدخل أحد هذه الغابة. لكن آرتميس مجرد خرافة تداولها الناس عبر القرون وكان يحكوها الأباء لأطفالهم من أجل جعلهم خائفين ولايدخلوا الغابات.

يديها أحاطت عنقه بقوة خانقة أياه ، كان يشعر بالشلل في أقدامه وجسمه كاملا لايقوى على التكلم أو الهروب.

_مُت، مُت..نطقت بجمود تحدق نحوه إلى أن سقط جثة هامدة بين أيديها، هكذا هم البشر ليس لديهم القوة ولا شيئ فقط كائنات شجعة تريد المزيد ولا تكتفي بما لديها.

_أقتلي وأقتلي ياغابتي ، كلٌ من يدوس على أقدامك الثمينة قطعيه إربا إربا أطعميهم معنى الإنتقام ياغابتي ، تعادُ وتعادُ ومامـن عاقل يوقف اللعنة ، جشع وراء جشع ولم يظهر بعد ماذكرته المخطوطة .

إستدارت تخطو نحو المجهول ممسكة بسهمها .ودقائق عديدة حتى عاد كل شيئ إلى سابقه ، وكأن شيئ لم يكن ، الجثث أختفت ورجعت السماء لحالها كأن شيئا لم يكن.

تنهدت مغلقة عينها تاركة الهواء يلمس وجهها ، شفاه زرقاء وبشرة بيضاء باهتة عينيها كانت تشع بالحقد والرغبة في سفك  الدماء هي كانت تبدوا كملاك لكن كانت ملاك ساقط من السماء . أبتسمت بقسوة ترجع تغطية وجهها من جديد ، همست بحقد: وطمس وراء طمس وأنا لن أتوقف ، كلعنتي سألعن كل من يخطو فوق هذه الغابة ..سأعيد تكرير ذلك اليوم إلى أن أجد ضالتي ، لأنني أرتميس معجزتكم المزيفة التي ستكون هلاككم .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 19, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

آرتميس || ARTEMISحيث تعيش القصص. اكتشف الآن