في قصص المخيم ناخذ احيانا قصص المتابعين وننشرها ، هذه القصة خاصة ب ريم @Ri_Rimi
هذه القصة تحكيها لنا @Ri_Rimi
تقول ريم :
هشت ، ليعم الصمت الان ، و لتسمعوا جرس الخوف يدق مسامعكم و حسيس رياح الموت الجائعة تسكن عقولكم ، فما سأرويه الآن ليس عاديا بل خياليا لعقل عاقل ان يصدقه ، لكنه صادف انه حقيقي !!!
و حدث أن زوجة الشاهد روت ما حدث قبل أن يودع زوجها لأقرب مشفى للامراض النفسية بعد اسبوع واحد من الحادثه ، فقد تلبسه الجنون ! فعقل الرجل لم يتحمل صدمة أن يكذب ما رأته عيناه و ما سمعته أذناه في ذلك اليوم المشؤوم .
فمنذ 8 سنوات تقريبا من الآن ، في أعالي هضاب احدى المدن ، و من وراء الجبال ، اختبأت قرية بسيطة من مجموع القرى المحيطه ، و هناك كانت تعيش احدى العائلات حياة عادية هادئة نوعا ما ، لكن ما كانت تخبأه تلك الجبال في أعماقها لاح من بعيد بسواد معتم و بدأت الايام السوداء بالولوج الى منزلهم منذ ذلك اليوم . كان للعائلة ثلاث فتياة ، و شاء القدر أن تموت الفتاة الكبرى ، و بعدها الوسطى ، و يبدو ان الدور قد حان على الصغرى ذات العقد و اربع سنوات فقط ! و الغريب أن ميتتهم لم تكن عادية كالباقي ! فالوسطى اقدمت على الانتحار قصرا بعد افراغ طلق ناري في نصف رأسها بدون سبب و المثير للريبة ان المسدس كان خاويا تماما!! و بعد مدة لابأس بها بدأت الاحداث الغريبة تتدحرج في أركان ذلك المنزل و تستفز سكانه ، فالغرفة اغلقت ، و النوافذ سدت عن تلك الغرفة و لم يجرأ أحد على الاقتراب منها ، الا ان الفتاة الصغرى بقيت تهلوس بشقيقيتها ، او كما كانت تقول بأنها " تراها و تحدثها !!" و احيانا تبكي بهستيرية و تقول بانها تسكن الغرفة المغلقة !
اعتقدوا في بادئ الأمر أن مشهد الدماء التي لطخت جدران الغرفة و الأرضية و صورة اختها الميتة و نصف رأسها مهشم كتلك الصخرة في مقالع الحجارة لم يفارق ذاكرتها و بقي عالقا كصورة أمام عينيها ، الى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي لم يتوقعه أحد ، اليوم الذي اقدم على هدم كيان الاسرة بكل ما فيها ..
بعد أشهر من الحادثة رقم 2 ، و التي ك سر دفنت مع كل ما روي ، كان ذلك الرجل الكهل ذو الملامح الجادة السائر في طريقه شاقا المقبرة في ذلك المساء عند الغروب مُرَاقبا من مصيره المقطوع كحبل مشنقة تحت المقصله في صمت مهيب ينظر اليه و ينتظر ، ينتظر ، ينتظر . و بعيدا عن كل شيء ، كان الرجل يمشي في طريق الجبل الوعر و ككل يوم يمر من هناك ، بالصدفة لمح طيف شخص و سمع بكاءه بجانب قبر ما ، اقترب من مصدر البكاء فوجد فتاة في مقتبل العمر لازالت تبدو طفله ! و في مقبرة في وقت الغسق !!! تعجب الرجل و ظن لوهلة انها مع أهلها ، لكنه لاحظ بأنها وحدها في مقبرة خاوية لا تحمل في اعماقها الا اموات ينصت الصمت لحديثهم و لا احد سوى غربان الليل و بوم المساء يستمع ! كان الجو غريبا و لنقل مرعبا ان صح التعبير ، مرعبا لأن الظلام بدا يستوطن المكان و ما يخفيه في سواده لا يعلمه الا العليم . أدرك الرجل غرابة ما يحصل فراح يقترب من الفتاة و هو يقول
" ما بك يا ابنتي ، ابنة من انت ، و لما انت هنا في وقت كهذا ؟! "
نظر الرجل إليها متعجبا ، فقد بدت له غريبة ، ملامحها غير عادية قليلا ، شاحبة الوجه مرعبة للعين بعض الشيء ، و ترتدي ملابس خفيفة لا تناسب جو الشتاء البارد الذي كان يصفر الريح في انحائه .. لم يفكر الرجل في شكلها بقدر ما اهتم بسبب جلوسها في مكان خاطيء في وقت خاطئ و راح يلح عليها بالسؤال الى ان اجابت :
" انا ابنة فلان ، و جئت أزور مكاني !"
تعجب الرجل من كلامها الغريب و اتسعت عيناه أكثر حين قالت اسم الشخص ، فهو يعرفه ! كان يعرف فلان هذا ، و فكر في اعادتها لمنزلها قائلا لا يقلق عليكي أهلك . هنا ابتسمت الفتاة ابتسامة غريبة و صمتت ، بينما الرجل ينزع سترته لكي يضعها على اكتافها المتجمدة ، ثم مشى الاثنان طول طريق ذلك الجبل دون أي كلمة ، و بين الحين و الحين ينظر الرجل ان كانت الفتاة تتبعه ام لا ، و طول الطريق و هي تبتسم تلك الابتسامة الغريبة ، لم يعرها الرجل اي اهتمام حتى وصلا لباب المنزل ، و يا ليته لم يصل ! وصلا للمنزل
! وصلا للمنزل المقصود و حين اراد ان يقول بأنه المنزل أخيرا ، رآها تنظر اليه و كانها تقرأ عيناهه بينما تبتسم تلك الابتسامة و هي تومأ برأسها بمعنى نعم ، هنا بدت له غريبة لدرجة مخيفة جعلت قشعريرة تسري في جسده ، لكنه لم يكترث و راح بدق الباب بالحاح الى ان خرجت سيدة ما " نعم ؟! " " ابنتكم في مكان ليس بمكان يا سيدة ، كيف تسمحون لها بالخروج في وقت كهذا ؟! " تعجبت السيدة من كلامه و راحت مهاجمة اياه :" و ها أنت الشخص المئة ، و كانكم لا تعرفون ، ليس لدينا بنات " قالتها بغضب و كادت تقفل الباب في وجهه الى ان راح يقول بتعجب " و هذه ! ابنتي انا ؟! " أشار للفتاة فغضبة السيدة اكثر و اقفلت الباب في وجهه و هي تقول " لا اراك الل انت !! " ، تعجب الرجل ثم استدار فوجد سترته ملقاة على الارض ، و لا وجود للفتاة !
استغرب الرجل ، ثم اعاد دق الباب عدة مرات لكن لا احد استجاب ، فعاد لمنزله مستغربا و حكى لزوجته ما حصل و عن الفتاة ، فصدمت المرأة و قالت بأن ما رآه مستحيل الحصول ، فالفتاة التي رآها بحسب ما روي لها انتحرت قبل شهرين في نفس مكان انتحار شقيقتها بنفس الطريقه ، بنفس الشكل ، بنفس الوضعية و بنفس المسدس الفارغ بدون سبب ! داخل تلك الغرفة المشؤومه . و الامر الصادم الذي اذهب عقل الرجل أنه بعد الحاحه رأى صورة للفتاة و كانت نفسها تقريبا بملامح غريبه ! فزع عقله لما رآه فانتهى به الأمر قابعا في غرفة مشفى يتنسى ما حصل ! لكن ، ان لم تكن الفتاة ، اي شيء رآه يا ترى ، و ما الحقيقة التي تخفيها تلك الابتسامة من وراءها ، طريق موت ام جنون أم شيء آخر ؟! و يبقى السر عالقا في تلك الغرفة المسدودة الى الابد#ريم
@Ri_Rimi
اذا اعجبتكم القصة پليز تابعو البنت