9

1.3K 20 0
                                    


قولوا لها إنني مازلت اهواها مهما طال النوى لا انسى ذكراها
:
يا املي من الدنيا هي املي هي السعادة وما احلاها وما اشهاها
:
هي التي علمتني كيف اعشقها هي التي سقتني شهد رياها
:
الشعر من وجهها در مرصع والفن من سحرها واللحن مغناها
:
روح من الله سواها لنا بشر كساها حسن وجملها وحلاها
:
فإن عبدتها لا اشراك بالله لانني في هواها اعبد الله
:
بلغوها اذا اتيتم حماها انني مت في الغرام فداها
:
واذكروني لها بكل جميل فعساها تحن علي عساها
:
وبحق الوفاء اعيد عليها ماعرفتم من عذابي في هواها
:
واجلبوها الى تربتي فعظامي تشتهي ان تدوسها قدماها
:
ان روحي من االضريح تناجيها وعيني تسير إثر خطاها
:
لن يشفني يوم القيامة لولا املي انني هناك سوف اراها


.............
..............................
كانت في غرفة ابناءها ترتب ملابسهم التي انتهت من كيها للتو .....
فتح الباب .......و ولجت منه ماريا كالاعصار ...
كانت تشدد على كفيها ...وملامح غريبه تكسو وجهها ....وجهت كلامها لذيب ومحمد .........."يا اولاد انزلوا تحت كلموا جدكم يبيكم ......."
انطلقا مسرعين وارء بعضيهم ...لحقتهما واغلقت باب الغرفه .......
تسألت تلك فزعه ............"خير ياماريا ؟؟طمنيني ......."
اخذت نفسا عميقا ........."تتذكرين ..راجح خوي محمد الله يرحمه ......؟؟"
استغربت ........"ايه اذكره الله يرحم ميته وميتنا .......اشبه ..؟؟ لايكون خطبك؟؟"
:
:
تأملتها مطولا .........."لاء ...." ونطقت بطامتها على رأس مضاوي ......"تزوج مدين........."
:
سقطت الملابس من يدها ..........
ونظراتها مشدوهه الى ابنة عمها .....
وفاغرة فاهها ..تحاول استيعاب ما سمعته ..
"
ماريا ..اصدقي القول ...راجح ...راجح ...ماغيره ..."
:
:
تغضن جبينها ........"هو ماغيره ...شاهر دوبه حكاني وشرح لي السالفه كلها ....."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
فتح هاتف صديقه بنفس كلمة سر حاسبه المحمول ........
تورادت الرسائل ....كان معضمها عمليا ...الا الرسائل القادمه من تلك .........
كانت كلماتها شفافه وجميله ..تذكره بالخير في صباحه في بعضها ..والاخرى تحصنه من الشرور ...وبعضها موجز احداث ليومها ......واخرها عتب لانه لم يتصل عليها او يرسل لها رساله بمناسبة العيد وانها تفتقده كثيرا .....
:
:
يا الله لاتعلم بأنه توفي ...وكيف ستعلم ..
:
بالخطاء ضغط على المسودات .....وقد اسود كل شيء في عينه من الرسائل المتراجع عن ارسالها ..
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تسرب صوت اذان الفجر من المسجد المجاور لمسمعها ...
سحبت ذراعها بهدوء من تحت رأس ابنتها التي تحتضنها وهي تسمي بأسم الله..تفقدت ابنها الذي ينام على السرير الاخر بجانبها .....
لقد تغير كثيرا منذ اخر مره رأته .....انه حقا يكبر ...سامحك الله يا ابو فهد لقد حرمتني منهم فقط لانني لم ارتقي لتوقاعتك ...قد لا اكون اتحدث لغتين ..ولا افهم في اتكيت الحداثه ..لكن لازلت اما ....خساره لم تنظر الى قلبي يوما ..
موضي في العاشره من عمرها و تركي في الخامسه عشر ..
:
:
التقطت شرشف صلاتها من جانب ابنها فقد اعتاد منذ صغره ان يحتضنه عند نومه ........توجهت الى دورة المياه للوضوء ...
بعد ان انهت وضوئها .......مسحت الماء عن المراءه ...عيناها قد تورمت من البكاء ..وحدتها تحز بخاطرها ...لقد مرت سنوات كثيره من عمرها انها في الخامسه والثلاثين .......في دوله اخرى ..او في ثقافه اخرى لنفس منطقة الحجاز ...لا اعتبر عانسا ..او عارا ..او منفور منها ابدا ...........انا حقا ناقمه على عادات مجتمعي ...لكن لازلت احلم بشريك الحياة المثالي ..لازلت احلم برجلي يقدر قيمتي ..يقدر كياني ..قراراتي ..افكاري ..توجهاتي ...يحترمني ..يحتويني ..
الا انه يبدو بأن حكم حياتي صدر منذ زمن بعيد ..
:
:
جلست في الصاله لوحدها بعد ان صلت وفتحت مصحفها وقد خرج اخيها وابنيه وابنها للصلاة ..
عادوا من الصلاة ..وبيدهم الافطار جهزته لهم ..
اغتصب الصغار لقيمات ليعودا الى السرير ..
نظفت المكان ولازال اخيها يتصفح الجريده في الصاله ..
عادت اليه بقهوه عربيه اعدتها ..
جلسة بجانبه تتلبس الهدوء وتعتنق الصمت كعادتها ..كعادة كل النساء تحت مسمى "حرمه "
:
:
انزل الجريده من يده واغلق التلفاز وهو ينظر اليها من تحت نظارته الطبيه للقراءه ....
اعتدل في جلسته ..
وتوجه اليها بالحديث ......"ابو تركي كلمني امس ........"
راقب ردة فعلها لم تبادر بأي فعل يذكر حتى ...
اكمل " يبيتس ترجعين له ......هاه وش قولتس يقول لا اني اقدر اسيب عيالها عندها واحرمهم مني ومني اخوانهم واهلي ...ولا اني اقدر احرمها منهم ....."
:
:
رفعت حاجبها مبتسمة بأستهزاء .." جزاه الله خير والله فكر فيني ........قله اختي عايفتك ......."
:
استغرب ردها ودافع بغضب عن ابن جنسه ........"ياوخيتي ذا مو كلام عيب ذا ابو عيالتس .........."
:
:
اخذت نفسا عميقا ...تعرف ماسيواجهها ..........."ابو عيالي على عيني وراسي .......ماقدرني وانا بنت عنده بيقدرني بعد ماتطلقت من رجل بعده ........كلامه لا يودي ولا يجيب والله يستر عليه "
:
:
لم يكن اخيها ليفهمها ابدا ........رد عليها بما كسرها .........."والله غير تاخذينه سامعه يابنت ابوي .........."
:
:
وقفت ..........."انا قدني مره شايله عمري بعمري ........ومنت بغاصبني على شيء ....لا والله اشتكيك بالمحكمه ............"
:
:
وقف غاضبا ............."مرادي احسن لتس ..لاتعصبيني ...والله رجعه لبيتي للعلا مافيه ........."
:
كانت زوجته تحدثه بقوتها لكن لم يرها يوما .......
:
:
وقد التمعت عينيها بعناد .........."بجلس في بيتي ...وجعل العلا باللي فيها للحرق ..........وزواج منه مو متزوجه ........."
:
:
جرها مع شعرها .......واخنعها عند رجليه ... "وانا حلفت يابنت ابوي ......"
:
:
مسكت يديه ..."حلفانك باطل ياخوي ......اقتل نفسي ولا ارجع له ......."
:
:
رماها على وجهها ...وانهال عليها بالضرب .....
:
:
استيقض ابنيها هلعين على صوت صراخها المكتوم ....
:
:
عندما فتحا الباب صدما بها مستلقيه على الارض ..وخالهما يصرخ بأسماء ابناءه ...ويسحثهم للذهاب .....
:
:
جرت اليها ابنتها تسترها ..وقد انكشف جسدها ...
بينما هرع ابنها لرفع رأسها عن الارض ..
لكم هذا يبعث بشعور المهانه والذل والتقزم في القلب ..
لم تكن للتتمنى ان يراها ابنيها بهذا الحال .....
جلست بصعوبه وهي تحتضنهم يقوه ...تبحث عن كرامتها الضائعه فيهم .....
وقد سال الدم من شفتها السفلى ..وانفها وتقطع شعرها في يده حت ان منابته اسفل رقبتها قد ادمت ..
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت للتو قد بعثت ابنيها ليستأذنا لها من ذيب بالذهاب لخالتها في بيتها ..
..
بدأت في الاستعداد سارحه غارقه في البعيد ..
تفكر ...ولم تفعل يوما الا التفكير ......
بمدين ..بأخر لقاء لها معه ..
بعمتها ام الذيب ..بكل شيء ..
بعمها زايد ..
بأبنائها ..
بمصير ابنتها ماريا ..
يحمل عقلها الكثير و ثقل الحمل يهد قلبها ..
:::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
اتى اليها ابنها محمد ......."امي ابوي يقول يالله اجهزو .....بسرعه بيخرج ......"
هزت رأسها بالايجاب ..
استحثت ابنتها للأستعجال ........"بسرعه عمتس يقول هيا ....."
:
:
جلست خلفه ..
راقبت ابنتها تقبل رأسه وكفه وهي تجلس بجانبه ...
والذيب الصغير يلعب في القلم في جيبه وهو يرتجيه بأن يسمح له بشراء شريط جديد ..
:
:
لوهله حزنت عليه فنهرت نفسها ..
سمحت لنفسها بالاقتراب وكأنها تعدل من وضعها ..فاختنقت برائحته ..وداهمتها ذكرى ذاك اليوم ..
تأملت يديه على المقعد الجاور وهي ينظر للوراء ليخرج بالسيارة من الموقف ..وقد نهر ابنيها للجلوس بأدب ..
لم تسترجي ان ترفع عينيها لوجهه ...
وقد احست به يكتمها ..يجلس في حجرها ..قربه متعب هذه ليست اول مره تستقل معه السياره هي وابناءها فقط ..
لكن هذه اقرب مره يكون اليها بعد ذاك اليوم ..الذي اهداها فيه انوثتها ..
يالله ذكرى رقته تخجلها ...
لقد سيطر عليها تماما وتحكم بها ولم يسعفها قلبه بكلمه واحده توقفه بها ..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عاد من العمل ...فتح الباب ووجد غير ماتوقعه واعتاده ..
كانت البيت يعج بهم محتفلا ..
اثنان يلعبان البلايستيشن احدهما على الارض والاخر يجلس على الطاوله .......والتؤمان قد التحما في صراع بينهم على غرض ما ...
:
:
والفتاه متعلق عينها في جهازها وتصرخ بهم طالبه الصمت ...
أبتسم يستشعر دفء المكان ..ابتعدت الخادمه التي كانت تحاول عبث ترتيب المكان عن طريقه ..
جلس بينهم ..لازالو يغرقون بصخبهم ..
التفتت اليه مبتسمه ..." عمي راجح ..........متى جيت ما انتبهت؟؟ ...."
وكأنها ايقضت الكل من انشغالهم توجهوا اليه جملة واحده يقبلون رأسه ويديه ....
رد عليهم بمحبه ....."الله يخليكم ويحفظكم ......هاه تغديتم ...؟؟"
ردت افنان الصغيره البلسم ........"لاء كنا نستناك تجي ........."
::
::
مسح على رأسها ..اخذ يديها وقبلها ........."حبيبة عمك ..افدى حنانك ......"
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
رنت الجلس مطولا ..كان لايزال واقفا يراقبها ليطمئن عليها ...
عندها ردت فتاه صغيره ....
وفتحت الباب بعد ان علمت من هي ..
:
:
صعدت للدور الثالث .. وفتحت لها موضي الصغيره الباب ..
قبلتها وعايدتها ..
كانت تلك وجهها لايبشر بالخير ..
تسألت ......."فين امتس ياروحي ......."
أشارت على الغرفه تحبس دمعتها ...هرعت الى الغرفه ما ان دخلت حتى خرج ابنها على استحياء .......
كانت تغطي كامل جسمها حتى رأسها ...
جلست على طرف السرير ..اهتزت تحارب بكاءها ..
ربت بيدي على كتفها ......."خاله مرداي ..؟؟......"


تم بحمد الله ولي عودة قريبه ان شاء الله ..

هن لباس لكمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن