الجُزء الثّـاني| رِحلّة

5.9K 532 116
                                    

*شُغلوا الفيديو قبلِ القراءة ..
_قراءة مُمتعة.

*     *     *    *

تتمسّك بالمظلة بينما أشتملت المنزل بنظرة أخيرة.
كل ما عاشته بهذا المنزل وتلك الذكريات والايام لن تعود يومًا، هي ستغادر البلد، ستمضي نحو حياة جديدة بعيدًا كل ما ما شهدته من حزن وغم.

"لـاَ تلتفتي للخلف بـرلين." تحدثث آلاورا ريثما تحمل الحقائب حَيْث السيارة وتابعت: "هُنالك رحله تنتطرنا عزيزتي ؟"

"أمهليني دقائق وسأكون بالسيارة." أجابتَ بـرلين دون ملامح مُعبرة، تنهدت الأخرى وبإيما خفيف هزت راْسها وسارت حَيْث تركن السيارة.

مـاثيو يتّصل ..

حدقت بشاشة هاتفها فِي شرود فِيمَا أمتلأت حدقتيها بدموع.

لقَدَ كُانتَ تحاول، لقَدَ حاولت ولكنّها فشلت.. لْمَ تستطع أنّ لـاَ تحدثه للمـرّة الأخيرة لذا هِي ضغطت علىَ زر الفتح تلقئياً مُبتلعه مياه حلقها.

لْمَ تتحدثّ هِـي، ولْمَ يتحـدّث هُـو وبَقى صوتَ أنفاسهم يعزف لحن الوَداع ..

"لـاَ تفعلِي. لا ترحلِي."

نطق أخيـراً. وكأن جملته كُانتَ ثقيلة ليقوم بنطقها.

"سبق وفعلت. أنـا الآن علىَ مشارف إنهاء كُل شَـيْء." آجابتَ هِـي بأنفاس مُنتظمة وقلب مُتخبط.

"بـرلين.."

ولـأول مـرّة يَنطِق أسمها بهذا الجمال، لـأول مـرّة تلاحظ نبرته المُتحشرجة للبكاء.. يبدو يائساً بشكلِ جيد بمتياز كم تمنت أنّ يشعر يوماً.

"أجل ؟" ردتّ مُبتسمة فِي هزل وقَدَ أغلقت جفنيها لتنطلق الدّموع بحريه علىَ وجنتيها.

"أُحبـكِ." همسّ. ولقَدَ توقعت جملته!
"كـاذب حتىّ وإن كنت صادقاً." همست.
"إني أقول الحقيقه." أجاب.
"بعـد فوات الآون؟" سُخِرَت بحزن وقد شعرت بالغضب يصل لراسها وقد وجدت نفسها تقول: "هل نسيت تلك الليالي التي كنت اتوسل إليك بها البقاء! هل نسيت كيف عاملتني بجفاء تام وكاني لم اكن يوم حبًا نبض قلبك له عشقًا؟ كنت اتصل بك مرارًا بينما كنت تنبذني. لقد خذلتني في عز تعلقي بك واحتياجي فكيف لي ان أتمئن قلبي معك وانت الذي مضيت عني وكاني سراب!"

خيم الصمتَ بَيْنهمَا بعد حديثها وقد صاحت آلاورا مَـن خلال نافذة للسيارة قائـلة: "سيفوت موعد رحلتنا يـا بـرلين."

أخذت نظرة أخيرة علىَ المكان، وقبضت علىَ مظلتها أَكْثَـر: "عليِ الأغلاق. كُنتَ أتمنى لوُ أني لْمَ ألتقِي بكِ يوماً يا مـاثيو. فقد عبث بحياتي لسنوات وإني لست أسامحك ما حييت."

خَلِيْط مُثلجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن