ظلّ يُنظـر لعينيها مُطولاً لفترة ثـمّ ترك يَدَهْا وأشار لهَـا بأن تخرّج دون أنّ يتفوة بحرف !
خرّجت وهِي علىَ يقين تام أنه يُراقب خطواطها.
"فاني. لطفاً أتصلِ بالمسؤال عَـن المُتحف وأعلميه أنّ الغد سوفـ.." لمَ تنهي بـرلين حديثها إذ بِـ فاني قاطعتها:
"إنهم علىَ علم بذَلِـك مُسبقاً سيدتي.""جيد للغـاية." تمتمت بـرلين مُبتسمة وأضافت: "أين سيد غابرييل ؟"
"بالقسم الثّـاني." ردتّ فاني لتسير بـرلين حَيْث قسمة، بينما دلفت إليه قائلة تسأله دون أي مقدمات: "كم تأخذ منك الأوراق وقتَ لمراجعتها ؟"
"حتى المساءَ تكون جاهزة آنستي." آجاب غابرييل واقفاً بحترام لحضورها.
تقدمت بـرلين من مكتبة وأردفت فـي حدّة: "أهدارك للوقتَ وعدم مراجعتك للأوراق بالوقتَ الَّذِي مَن المُفترض لزم مراجعتها انذاك لنّ نتغاضى عَنْه."
"آنسة رُوس أنـ..
لمَ يُنهي حديثه إذ ببـرلين قاطعته: "لطفًا أُنجز مُراجعتك للأوراق سريعاً سيّد غابرييل انه أمر".
وبذلك هِي غادرت مكتبة لتجد فاني بوجْهَها لتناديها سريعاً: "فاني".
ألتفتت فاني مُستفسرة وقالت: "أجل آنسة رُوس ؟"
"بلغِي مَن بالشركة بأن السادسة مساءً سيَكُون هناك اجتماعاً بشأن الأسهم الَتِـي تنخفض." أمرت بـرلين.
"لـاَ يمكّن ذَلِـك دون الأذن مَن المدير!" بعتراض نفت فاني، لتتغير ملامح بـرلين لضجر.
"أفعلِي مَا أمرتكِ به فاني، لقد اعلنته انني ساتولى الامر من هنا وهو على علم مسبق".
"ولكـ...
"ليس هناك لكن!" عادت تشدد على كلماتها.
"حسنًا.. سيَكُون الأجتماع عِند السادسة مساءً آنسة بـرلين لتكونِ بالأنتظار." أردفت فاني بغيّـر حيله قبل أن تذهب لتبلغ الجميع بذَلِـك.
"مُستهترين." شتمت بـرلين بعصبية تزامناً مع وقوع عينيـها معً ألبيِـرت الَّذِي كُان أتِي نحوها.
"أتبعيني." أردف بذَلِـك سريعاً مُكملاً سيره حَيْث المصعد لتأتِ خلفه وعلىَ ملامحها الحيرة !
"إلى أين ؟" سألته فورِ دخولها للمصعد.
ولَمْ يكُـن هناك جوابًا مَنه.
"مُتعالي." شتمت بغيض. وقَدَ قبضت علىَ يَدَهْا.
"عذرًا ؟" تسأءل هُـو. فِيما نُظـر نحوها."لـاَ شَـيْء سيّد غُـوردان." ردتّ بغيّر مُبالاة.
فُتح فمه ليقول شيئاً ولكن تراجع.
أقترب مِنْهَـا كفايه ليخفق قلبُها نبضات مُتسارعة لقُربه. وقال فِي همسّ: "سنذهب للمنزل بـرلين. أرى أنكِ بحاجة لراحة."حدّقت بعيناه الَتِـي تناظرها. وكم كُان لفظ أسمها علىَ لسانه ركيك و غريبً للغـاية.
أرتبط لسانها ولَمْ تجد حروفاً لتتحدث.
ضيق عيناه نحوها. وأردف: "سأعيد تكراراها. هـل رأيتكِ مُسبقاً."
حاولت أنّ تشيح بنظراتها عَنْه. بينما أُلصقت ظهرها علىَ حائط المصعد. تبقى خمسّ ثواني ويُفتح المصعد.
"لقَدَ سألت ؟" عادَ يقولُ. وقَدَ أنحنى أقراب لعينيها.
"..ربما !" نطقت أخيرًا رافعه نظراتها المُتوترة لهَ.ظلّ يُرامقها بنظراته الطّويلة. وعلىَ ذات القُرب مِنْهَـا.
لقَدَ علم مَـن هِـي. لقَدَ تُـذكرهـا أخيـرًا، ولكنّه لنّ يُـعِلمها.يتبع..
أنت تقرأ
خَلِيْط مُثلج
Romanceيقولون الحبّ لـاَ يُجمع المُتشابهين .. فمَـاذا لوُ أجتمع شخصان يسودهم مَن الكبرياء والبرود مَـا يكفي لإخفاء عشقهم ؟ هـل سيتنازل إحداهم للبوح أم سيقبى الصمتَ ملازم حياتهم بينما أعينهم وحدها مَـن تتحدثّ ؟ _"خَلِيْط مُثلج" الرواية الَتِـي ستكون أحداثه...