الشيء الوحيد الذي يرونه فيك هو الكسل والملل والتذمر والضجر، لا أحد يرى اجتهادك حروبك محاولاتك المستميتة للوصول، يرمقونك بنظرات الذهول: لم تتحرك خطوة لتستسلم، وأنت مشيت أميالاً وأميال وحيدًا صامتًا ومعذبًا..
وحـدهُ الله يخمـد حريقًـا ضخمًا في صدرك، وحـده سبحانه من يغطـي قلبك بلحافٍ دافـئ في أوَج صقيـع القلق، وحده من يجعـلك تتزن..
عاهد نفسك ألا تنحني لأحد، وألا تخضع لشيء، وألا يؤرّق بالك شخصٌ وألا يقتل حُلمك بؤس، وألا ينتصر عليك يأس، وأن تقدِّر نفسك حق تقدير..
الله يعلم أن هذا التعب والإنهاك لم يكن ترفًا، الله يعلم كيف أصارع الحياة، والأيام، والناس وروحي على سبيل أن أبقى بكل هذا الثبات..
سلامٌ على الذي إنهدّ جدار روحِه ولم يطلب من أحد أن يُقيمه، على الذي أخفى ما يتقلّب في صدره ويُحرقه، على الذي أقبل بابتسامة كي لا يُريهم تعبه.. سلامٌ على الذي إنزوى واعتزل حينما جزع، وصمت حينما عزّ الكلام، وضحك حينما إشتعل البكاء.. سلامٌ على الذي زرع وإجتهد ولم يكن له من حصاده شيء، على الذي مشى ساعيًا للنّصر ولم يُحالفه، على الذي قامت أمامَه حظوظ الآخرين وسقط حظّه.. سلامٌ على الذي قاوم يومًا كاملًا وبكى ليلًا، على الذي أمضى عُمره يَستدعي قوّته ويرجُوها، على الذي بدا لهم صلبًا صارمًا وهو يُخفي عكس ذلك.. سلامٌ على الذي سكت عن عَتبه خشية أن يجرحَهم، على الذي كفّ أذاه وبَلَغُه أذاهُم، على الذي حفظ وفاءً لهم ولم يحفظوا له وفاء.. سلامٌ على الذي أتاهم بنوره وذهبوا عنه تاركين له الظّلام، على الذي بقيَ أبيضًا بين السّواد.. سلامٌ على الطيّب الرّقيق..
.
دائمًا أنا بخير ، حتى بلحظات اليأس الطويله، او الندم المستعصي، او الصدمات او الإنكسارات و حتى بأقصى مراحل الضعف أنا دائمًا بخير..الله يراك وأنت تخوض المصاعب، وتتعرقل، وتتعثر، ويكسر قلبك، وتناضل، وتحاول وتعود، الله شهيد على كلّ تنهيدة وجع، فلا تقلق..
هل تعي معنى أن تتحدث بشكل مٌغاير لما بداخلك، أن تبكي و عيناك جافتان، أن تٌعطي غيرك طاقات إيجابيه ومن داخلك مٌحبط كلياً
الكُتمان مُجرد هلاك وانهيار داخِلي لكِن بهُدوء..
كل هذه الجبال التي تحملها، كان يجب أن تتسلقها فقط..
من سيصدق الخراب الذي بداخلك وأنت تبتسم طوال اليوم..
لن تستطيع التعمق بي مهما حاولت ولن تستطيع تحديد شخصيتي أبداً ولن تفهمني، إن الظاهر أمامك من المستحيل أن يشرح عمقي في الحقيقه..
كيف أشفق على الذي يبدد ألمه في الشكاية والتظلم فلا يبقى منه ما يستدعي الشفقة؟ كل شفقتي تتجه إليك أنت الذي لا تشكوا مع أن ألمك صامت لا حد له ولا نهاية..
.
لا تستسلم، أرجوك، حتى لو كان البردُ يحرق، حتى لو كان الخوفُ يعضّ، حتى لو اختبئتْ الشمس وصمتت الريح، حتى لو أن هُنالِك نارًا في روحك، حتى لو أن هناك حياةً في أحلامك.. لأن الحياة لك، ولك الرغبة أيضًا، لأن كُل يوم هو بدايةً جديدة، لأن هذه هي الساعة، واللحظة الأفضل، كي لا تكون وحيدًا..ماذا سأفعل منّ دون الله؟ في من سأضع إيماني هذا كله؟ لمن سأطمئن ؟ وبمن سأستقيم؟ انا اللاشيء الذي لا يقدر من دونك ياربّ..
الله هو الطريق الذي لم يخونك أبدًا مهما اطلت الوقوف فيه.. الله هو الباب الذي لا يُغلق والدّرب الذي ستلجأ إليه في نهاية المطاف رغم كل شيء..
اللهم لا تحرمني طموحا اسعى لأجله ربي انزل علي توفيقك ورضاك ويسر لي اموري..
أن الله هو الصديق الوحيد الذي سيبقى معك متى ما أردت ذلك، هو الذي ستجده متى ما إحتجته، هو الذي إذا ناديته أتى مسرعاً لك..
.
تذكر لن ينس الله خيراً قدمته و هماً فرّجته و عيناً كادت أن تبكي فأسعدتها.. عش حياتك على مبدأ كن مُحسناً حتى وإن لم تلق إحساناً !
.
انت لا تهزم عندما تخسر.. بل تهزم عندما تيأس وتغادر!!
وحدهُ الله من يُنهضك في كلِّ عثرة، فتوكل على الله ولا تيأس..