مسك الختام

202 19 16
                                    

بدأت كتابة هذا الفصل منذ أسبوع، تصدقون؟ كنت متحمسة كونه فصلي الأول، وأفكارعديدة بدأت تجول في رأسي لكتابته، لكن حماسي تبخر والأفكار الخائنة فرّت هاربة ما إن نويت الشروع في الكتابة؛ فبقيت ساعات طوال أعصر دماغي عسى أن يتفضل علي بكلمات قليلة أرصفُها جنبًا إلى جنب لأكوّن فصلًا يستحق النشر، لكن محاولاتي باءت بالفشل.

قبل أن نبدأ، يجب أن تعرفوا من أنا.
كُتبت من أجلي قصائد عديدة، وقصتي مع ابن عمي من أكبر قصص الحب في زمن الجاهلية، أكسبته شهرة لا نظير لها، وكنت إلهامه في كل كتاباته، قال فِيّ:
«يا عبلَ إنّ هواكِ قد جازَ المدى
وأنا المعنّى فيكِ من دون الورى
يا عبلَ حبكِ في عظامي مع دمي
لمّا جرت روحي بجسمي قد جرى»، نعم أنا عبلة، التي ارتبط اسمها باسم محبوبها عنترة منذ أيام الجاهلية، وعادت رابطة حبنا تتجدد في فريق الفرسان، وغدونا زوجين الآن لا أدري متى وكيف، لنثبت أن الحب الحقيقي لا يموت مهما دثره الزمان. ❤️

صهيل الخيول عمّ المكان فجأة، خرجت من الخيمة أنظر من في الخارج لترتسم ابتسامة بسيطة على شفتيّ، لقد وصل فرساننا من معركتهم، كنت قد أخبرتهم أنني أريدهم في شيء لكنني لم أخبرهم عن المقابلة، فلتكن مفاجأة. بالمناسبة، لديّ لكم مفاجأة تخص أحد الفرسان، ستكتشفونها بأنفسكم بعد قليل.
رحّبت بهم ودعوتهم إلى الدخول لأخذ قسط من الراحة، ثم قلت: أوريان، نون، لؤلؤة، وريدل، سأطرح عليكم بعض الأسئلة، وأجيبوا عنها بصراحة. ستكون هذه مقابلة ليتعرف إليكم البقية، ألديكم مشكلة؟

هزوا رؤوسهم نفيًا، فأكملت: عظيم، لنبدأ إذن. صفوا أنفسكم باختصار، ريدل، أجب أولًا.
نفض الغبار من ثيابه، نظر إليّ برهة -نظرته مخيفة- ثم قال: كائن متخفٍ داكن، مقره الرئيس غرفة أسراره في الجانب الشمالي الغربي من قلعة النقاد، هناك حيث يضع فأس الناقد، وسيف الفارس، مع عصا سحرية للف أبواب حجرته بتعويذة ولعنة ظلامية، حيث لا يتسلل إليه إلا الكلمات والجُمل، ملقيًا ما لا يروقه منها في مقدسات الموت لتعاني علقمه قبل أن تتذوق حلاوة الموت!

عرفتم بالطبع أنه مفاجأتنا صحيح؟ الناقد ريدل انضم إلى الفرسان، نحتفي بك بيننا سيد ريدل.

حضّر أوريان نفسه للإجابة، فتح فمه ليتكلم ثم تراجع، انتظرته ريثما يجمع كلماته فقد بدا كمن يصارع عقله لإيجاد تعريف مناسب لنفسه، قال أخيرًا:
- شاب في مقتبل العمر ما يزال يبحث عن معنى الحياة، السعادة، والحب...
- جميل، أتمنى أن تجد ما تبحث عنه قريبًا.

حولت نظري إلى نون؛ ففهمت أنه دورها، قالت بثقة ظهرت جلية على ملامحها: فتاة تحمل في أعماقها كل متناقضات الحياة، بيدها سيف فارسة يوشك أن يكتمل صقله. وقبل هذا وذاك، إنسان بروح شتاء ونفس تصبو لتكون مطمئنة.

تابعت لؤلؤة بعفوية: لا أجيد الثرثرة والتطفل في أرض الواقع، كذلك الكذب، وأكره التجاهل من الشخص المسؤول عن مسؤوليته.

على قيد أنملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن