من ساحة الحرب إلى ساحة الحب

255 19 37
                                    

- بصمتٍ وهدوء، هيا اتبعوني!

أشارت إلى فمها وهي تسير في دهاليز تلك القلعة، تصعد سلمًا حجريًا تارةً وتسير على أرضٍ غير مستويةٍ تارةً أخرى، الفرسان مشغولون بمعارك محتدمةٍ في الجبهة، ولهذا تم استقطاب جددٍ للمشاركة في المعركة، والآن معكم الفارسة المستجدة لايت التي تسعى إلى الوصول إلى الغرفة التي وضعوا فيها.

وصلت إلى الغرفةِ المنشودة أخيرًا بعد أن سمعت بعض الضجة التي تنم عن وجود أحدهم، إنهم هنا، من الجيد أن تروس درعي مطليةٌ جيدًا، لا غبار أو خدوش، الانطباع الأول مهم؛ هيا بنا نتعرف عليهم.

فتحتُ الباب لأنظر إلى المتواجدات، كنّ أربع فارساتٍ لكنهن مختلفات، إحداهن لم تبدُ كفارسة بل كأميرةٍ هاربةٍ من قصرها، مزينة بكل الورد البنفسجي الذي رأته عيناي من قبل، وأخرى جالسة يبدو عليها الوقار، وثالثة بدت أكثرهم استعدادًا لتكون فارسة، حتى أنها نهضت لتحيتي. لو يعلمون أنني مستجدة مثلهم -ضحكة-

الرابعة بدت هادئة أكثر، نظّفت حلقي ثم تحدثت: مرحبًا بفرساننا الشجعان الذين عبروا القارات واجتازوا كل المحن والصعوبات ليقفوا هنا، إننا لن نكون أكثر سعادةً مما نحن عليه برؤيتكم هنا بيننا.

ابتسمن جميعًا بسعادةٍ لهذا الكلام، جلست تلك المتحمسة التي بدت لطيفةً بعد أن أمعنت النظر فيها لوهلة، قلّبت ورقيَ الذي كان مجرد زينةٍ لأنني في حقيقة الأمر لم أحضر أسئلتي حتى، لكن حافظوا على هذا كسرٍ بيننا فأنتم الوحيدون الذين يعلمون بذلك!

- آمل أن رحلتكم إلى هنا لم تكن شاقة، دعونا نبدأ هذهِ المقابلة بسؤالٍ بسيط، عرفونا بانفسكم؟

تنتحنت صديقتنا المتحمسة التي تذكرت أن اسمها آرتشي من سجلات الفرسان، بدأت جوابها قائلةً: فتاة عادية، أحب كل ما يشمله الأدب، كل ما يخطه القلم، وكل ما تستهويه الروح، عاطفية وسريعة البكاء -يا له من إحراج- لدي عشقان لا ثالث لهما: الكتابة وبانغتان سونيوندان، أطمح إلى أن أكون كاتبة في المستقبل وتكتب سيرتي الذاتية بين صفحات كتاب اللغة العربية.

يا لها من فتاة! إنها رائعة، أجبتُ أخيرًا: آمل أن تحققي رغبتكِ تلك، نتطلع لرؤية اسمكِ بين صفحات الكتب فنحن نفخر بكِ.

تابعت بعدها تلك الآنسة البنفسجية -والتي تذكرت أيضًا أن اسمها هيدرانجيا، يبدو أن ذاكرتي تلفظ أنفاسها الأخيرة- بقولها الهادئ: فتاة عادية، أحب قراءة الروايات الخيالية والخواطر التي تقطُر جمالًا، أحب اللغات على اختلافها، أعشق الزهور وكل ما يتعلق بها، وأطمح بتطوير كتاباتي، أن أعرف أكثر عن الأزهار، كما أرغب بتعلم لغات جديدة.

ابتسمت بسعادة وفهمت سبب الزي، تحدثت معبرةً عن ما جال في بالي: أحب الزهور أكثر! آمل أن نندمج سويًا.

على قيد أنملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن