سندريتون

239 39 126
                                    

(كان يا ما كان)، في قديم الزمان، كان هناك فتاة جميلة تدعى وتين، كانت تحلم أن تغدو فارسة مثل والدها «أوريان».
ولأنه فارس فهو لا يملك وقتًا لرعاية وتين، تزوج جاز ظنًا بأنها امرأة طيبة القلب. لدى جاز ابنتان: الأولى عبلة المخادعة، والثانية عنترة السمينة.

كانت وتين تعمل لدى جاز وابنتيها أعمالًا لا تطاق، كانت تغسل الثياب، وتجلي الصحون، وتنظف الغرف، وتعد الطعام، ولا تحصل إلا على بقايا الطعام، وتنام على سريرٍ من قشٍّ. كانت وتين تتحمل هذه المعاناة بالسكوت، فلا يمكنها فعل أي شيء.

بعد مرور عدة أسابيع، وصلت دعوة من قصر الملك، ذُكر فيها أن الأمير (ابن الملك) قد أعدّ حفلةً كبيرةً، ودعا إليها فتيات البلدة جميعهن، ومن بينهن جاز وبنتيها ووتين، إلا أن زوجة أوريان جاز رفضت ذهاب وتين إلى الحفلة، وأجبرت وتين المسكينة على تزيين الفساتين التي سترتديها هي وبناتها في الحفلة، وتسريح شعرها وشعر ابنتيها.

وبعد يومين، جاء الموعد المنتظر. ذهبت جاز مع ابنتيها (عبلة وعنترة) إلى القاعة الملكية التي كان الأمير قد جهّزها لإقامة الحفل، وترَكْن وتين في المنزل. نظرت وتين إلى العربة التي ركبتها زوجة أبيها مع ابنتيها، وودّت لو استطاعت أن تتبعها، فانهمرت الدموع من عينيْ وتين.

لم يمضِ وقتٌ طويلٌ على مكوث وتين وهي تبكي في غرفتها، حتى سمعت صوتًا يناديها. اعتقدت وتين أنها تتخيل، لكن ما إن التفت إلى الخلف حتى رأت طيف امرأة كبيرة.

سألتها المرأة:

- لماذا تبكين يا وتين؟

- ما شأنك؟ لمَ قد أفشي أسراري لامرأة غريبة؟

وضعت المرأة يدها على جبهتها متحسرةً على حالها، وقالت:

- سأجيبك فيما بعد، والآن أجيبي.

- يا إلهي! ماذا أقول وماذا أترك؟ لقد تحمّلت ظلم زوجة أبي طوال هذا الوقت، وتحمّلت قسوة ابنتيها، وكنت أنظّف المنزل وحدي كل يوم، وأقوم بكل أنواع الأعمال الشاقة.

- وماذا أيضًا؟

- كنت أكوي ملابسهن، وأسرّح شعرهنّ، وأرتّب فراشهن، وأجهّز لهن كل شيء يحتجنه، وأعد الطعام، وأشعل النار.

- وماذا أيضًا؟

- بالرغم من جمالي وروعتي إلا أنني أرتدي الثياب البالية المستعملة، وأنام على سرير من قش، بينما يلبسن أجمل الثياب، ويأكلن أفضل الطعام، ويحصلن أحسن المعاملة.

- وماذا أيضًا؟

احمرّت وجنتا وتين خجلًا، مسحت دموعها وقالت:

- لا شيء آخر.

- بلى يا وتين، أنا جئت لأنّي أعرف كم ترغبين بحضور حفل الأمير، ولذلك عليكِ مساعدتي بإحضار بعض الأغراض كي أستطيع أن نقلك إلى الحفلة.

على قيد أنملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن