(اخي لا اعلم ان كانت امي قد فاتحتك في الموضوع ولكني عزمت القرار على تأجيل سنة دراسية،)
استدار ينظر لأمي، وكانت ملامحه لا تنذر بخير، دفعه أخرى من الهواء استعدادا للاتي
(عن ماذا تتحدث ابنتك يا امي؟)
(اخي الامر لا علاقة له بأمي، تحدث معي ولتناقش أولا قبل ان تغضب)
(لا نقاش ....اعد الأيام كي تتخرجي , الان تريدين المماطلة ؟)(ولكني متعبة ,,,, الدراسة صعبة ولقد اتعبتني )
(وما نيل المطالب بالتمني يا اختي،)
نهض واكمل (لا اريد سماعك تتحدثين حول هذا مره أخرى )
صوت رطمه للباب، رطم كل امآلي معه، انتهى واضن أني سأستمر بهذا العذاب حتى يأتي أجلى
عدت لغرفتي كي ابدى أسطوانة النحيب التي أعتدتها كغيرها من الأمور، ولكن قطع ذلك صوت هاتفي يرن، كانت ليلى
تجاهلت الهاتف، وجلست اراقب مسامات الحائط التي احفظها، ولكن الهاتف رفض ان يتجاهلني، سئمت صوته فاضطرني للرد
(مرحبا رهف، لماذا لا تجيبين)
(مرحبا ليلى ... اسفة كنت نائمه)
(اه حسنا .... رهف هل لنا ان نلتقي يوم الاحد، لم نعد نراك ... فلنلتقي والفتيات ونتحدث قليلا ما رأيك؟)
(لا أضن أنى سأحضر، اسفة)
(رهف ارجوك ..... ان كان هناك مشكلة او حتى وان كانت مصيبة دعينا نحلها معا، حالك يلاحظه الجميع، انت تتغيرين كثيرا ولم تعودي ابدا كالسابق)
(ليلى ليس هنالك مشكلة وليس هنالك داعي لهذا الكلام)
(تكذبين..... لقد رأيتك.... بالأحرى رأيتكما)
(ماذا تقصدين؟؟؟)
(لم اقصد التطفل يا رهف لذا لا تغضبي ولكني عندما رأيتك من بعيد اردت الحديث معك فقدمت نحوك ورأيتكما ... لم اقصد ذلك)
(ما زلت لم افهم ما تحاولين قوله يا ليلى)
(انت ومازن، عندما كنتما تتحدثان .... لا اعلم حقيقة الامر ...ولكن يبدو انه يضايقك بشكل او بأخر اليس كذلك.)
(كلا.... ليس كذلك .... لم يكن هنالك شيء)
(رهف.......)
(هذا يكفي يا ليلى ..... اريد العودة لنوم لو سمحتي)
(حسنا ...حسنا عودي ...تصبحين على خير)
رميت الهاتف على الحائط وانا اشتاط غضبا.. لم اتدخل يوما بشؤون أحد، لماذا الجميع يحشرون انوفهم في شؤوني.فتحت دفتري، ملجئي وبدأت اكتب، لقد بات أوراقه توشك على الانتهاء، وعليَ ان اصاحب دفتراً جديد ..... اشغله بأفكاري حتى يسئم هو الاخر وينفذ،
كنت قد كتبت ما قالته ليلى لي، ورأي بذلك، ثم عاودت النظر لبقية الاسطر، وذكرياتي معك تتدافع، عن ماذا اكتب ومن ماذا اشتكي، واني لدي اقل من صفحة، اختصرت الامر برمته بدمعه بللت الورقة، ثم اغلقته ونمت
دفئ يداعب خدي، وصوت عبث مزعج في غرفتي يسحبني من الظلام، شعرت بمن يهز قدمي
(رهف .... استيقظي اخوك يريدك ان تنزلي الان)
فتحت عيني ببطيء، لأجد امي منحنيه فوقي،
(ماذا ماذا هناك،)
(اخوك يريدك، يريد ان يتكلم معك)
مسحت على وجهي وانا اتأفف
(كم الساعة ..... يا امي ما زالت السادسة واليوم سبت يا امي!)
(سوف يتغيب أكثر من عشره أيام لذا يريد الحديث معك الان)
(حسنا يا امي، سأغسل وجهي ثم الحق بك)
خرجت وأغلقت الباب فاعتدلت بجلستي، لماذا لم يتحدث البارحة، فكرة انارت امامي، لربما غير رأيه وقبل بمطلبي، قفزت من السرير واتجهت الى الحمام، فتحت الصنبور وبدأت، اضرب وجهي بالماء بعشوائية، رغم ذلك، نغزه في صدري، وصدى كلمة يتردد في رأسي، يخبرني ان لا افعل،
نزلت الدرجات مسرعة وتوجهت حيث توقعت ان اجده في العادة، يتناول فطوره، وكان بالفعل هناك، كنت ألهث عندما جلست امامه انظر اليه بأتساع عيني
(اخي .......بماذا تريدني)
(صباح النور اختي)
(صباح الخير ..... بماذا اردت ان تخبرني)
(ليس الذي في بالك، ولكن بعد عشرة أيام سيكون هنالك خطبة)
وخاب أملى مرة أخرى، نهضت وازحت الكرسي وتوجهت نحو غلاية القهوة وأطفأتها، سمعت اخي يكمل
(الن تسأليني عن التفاصيل)
(عن ماذا اسال ..... لو بقيت نائمه لكان أفضل)
(لم أتوقع ان تكون ردة فعلك هكذا .... إذا اثار الامر فضولك فالتفاصيل لدى والدتي، اساليها)
استدرت اليه لأجده قد نهض وحمل شفقة رأسه،
(الى اين ستكون رحلتك هذه المرة)
(دبي ..... ولكني لن أكون طيار المسؤول عن العودة وذلك من اجل المناسبة، لذا لن اتأخر أكثر من عشرة أيام)
سرت خلفه حيث باب الخروج
(اية مناسبة ..... منذ متى وانت تحب الرجوع للبيت مبكرا)
ضحك وداعب رأسي بخفة، كان ينظر لخلفي،
(انها امي، دعيني اودعها واذهب فقد تأخرت)
(حسنا، صاحبتك السلامة)
...........
جلست على الطاولة ادس الطعام بفمي دون نفس، انتبهت لأمي التي تقف امامي،
(لماذا لا تجلسين)
(لا يبدو عليك الانزعاج كما توقعنا)
(قد انزعجت البارحة، يكفي ان انزعج مرة واحدة، ثم أنى لم أكن أتوقع الكثير من اخي)
جلست وقد علت وجهها ابتسامة،
(هذا يعني أنك قد قبلتي؟)
(وهل لدي خيار اخر؟)
(يا سبحان الله)
نهضت مجددا وبدأت تدندن اثناء انشغالها بقلي البيض، لم تشعر بي عندما خرجت من المطبخ وتوجهت عائدة لغرفتي.
توقت لبرهه انظر لما حولي ,,,,, كومة من الأوراق مرمية على الأرض قرب المكتب، ثم ادرت عيني حيث السرير والوسائد المكدسة فوقه، والملابس لم تترك مكاننا فارغا الا وشغلته، كان غرفتي عبارة عن مكب نفايات لا أكثر، حسنا، بما ان الحال يريد البقاء على ما هو عليه، اذن لنضع له بعض المكياج عله يصلح بعضا من قبحه
توجهت نحو السرير نفضت ما عليه وشرعت عملية التنظيف والساعة ما زالت لم تتجاوز السابعة، بعد ان انتهيت كانت قد مرت ساعتان بالفعل، فتح الباب من خلفي، ضربني فتكورت انا وسلة المهملات التي انكبت على الأرض معي،
(امي، لماذا لا تطرقين باب غرفتي ابدا)
(وهل انا غريبه؟)
(جيد بما اننا لسنا غرباء، اقترح ان نبيع البيبان ونصرف أموالها في شيء مفيد)
نهضت ونفضت ثيابي
(انظر الى غرفتك انها واسعه، عجباُ كانت تبدو أصغر)
(ليس مضحكاً)
نظرت لي ببراءة،
(لست امزح ابداُ ...... في العصر سنخرج، نشتري بعض الصحون والفناجين وغيرها من الأشياء)
(ليس لدي مزاج لكذا أمور)
(لا يهمني، اخوك لن يقبل ان اخرج بمفردي وانا امرأة عجوز)
انحنيت اجمع النفايات
(ما زلتِ لم تتجاوزي الثامنة والثلاثين)
(لا يهم)
أغلقت الباب ثم سمعتها تطرقه، لكنها لم تدخل،
(أتساءل من اين لي خفة الدم التي املكها، تبين انها ارث عائلي)
عندما حل العصر سحبتني امي بالقوة رغم تذمري ورفضي الذي تتجاهله بسهولة , بدأت تبحث بين المحال وبالأحرى لم تترك احدهم دون ان تدخله , كان منتصف الليل قد شارف على الوصول عندما اقتنعت امي ان علينا العودة الى البيت، وترك أصحاب المحال كي يقفلوا،
تحدثت تتذمر وهي تدس المفاتيح في الباب
(دائما عجولة، لم نشتري نصف ما ذهبنا لشرائه حتى)
(امي لقد اشتريت نصف السوق)
فتح الباب، فسبقتها الى الداخل واكاد لا اشعر بيدي من ثقل ما احمل، اسقطت الصناديق بأهمال على الأرض، ورميت جسدي على الاريكة،
(لماذا نشتري فناجين ونحن نملكها بالفعل على أي حال)
(واقسم بالله إذا وجدت أحدها مكسوراُ سأكسر ظهرك)
بلعت ريقي، فنهضت وحملتها من الأرض ووضعتها على الطاولة بلطف، ابتسمت لها
(سأذهب لأستحم، وتصبحين على خير وضبي الأشياء بنفسك يا امي)
سمعتها تنادي اسمي ولكنني جريت مسرعة حتى وصلت غرفتي،
خرجت من الحمام وانا اجفف شعري، كانت الساعة الجدارية تشير للواحدة ليلا، امسكت الهاتف ورميت بجسدي على السرير،
فتحت أحد حساباتك، لم اراقبك اليوم مطلقا، اشعر أنى قد اشتقت اليك أكثر، عندما كنت اخرج كنت اخبرك بذلك، وبتفاصيل ذلك، لم تكن تمل تفاصيلي ابدا، بل كنت تستمتع، اغمضت عيني قبل ان اسمح لها بالبكاء، ثم فتحتها ونهضت أمشط شعري، متعبة بما فيه الكفاية لذا لننام فقط.
أنت تقرأ
ليت الوقت يعود
Romance"لا حل وسط....اما ان نعود كالسابق واما ..ان نعود غرباء " نظر الي عيني مباشرتاً ليخبرني دون تردد "نعود غرباء" ابتسمت بأكنسار "حسناً" ادرت ظهري وسرت ..... الرواية تدور حول رهف ومازن طالبان جامعيين ..بعد صداقة دامت سنة تبدأ الامور بالتغير ....هي دو...