(الحلقة الثالثة)

568 31 1
                                    


ُ شعرت بالم لم أذق مثله ٌ فى حياتى 

اريد ان اتكلم بشىء لم استطع حتى عيناى كانت مفتوحة ولم أستطع النظر بها سواد في سواد حتى سمعت أقدام كثيرة تقترب منا وأسمع أصواتهم يقولون لا تحركونه رأسه ينزف ورجليه مكسورة أنا شعرت بتنفسي يضيق ويضيق وشعرت بحرارة رهيبة بجسمي كأنها تبدأ من قدمي وتتحرك نحو رأسي 

وسمعتهم يقولون : وش صار على السائق 

قال شخص اسمع صوته من بعيد هو ميت لا يتحرك 


(اللقاء بالشيطان ) 

قبل نزع الروح وكيفية خروج الروح شعرت بالألم يشتد علي وشعرت أيضا برهبة الموقف ورهبة ما ً سيحصل لي 

كنت أفكر وأقول هل هذه نهايتي سبحان الله بعدها بدأ ندم شديد يخالجني على كل لحظة ضاعت من عمري وعلى كل تقصير مر علي الآن أنا أمام الأمر الواقع لا مفر منه 

بدأت أصوات الناس حولي تختفي وبدأ السواد أمام عيني يشتد والآلام كأنها تقطع جسمي بسكاكين شعرت كأن شيئا ً يخنقني ويمنع الهواء عن الوصول لرئتي ً وألم برأسي وبالتحديد مكان الضربة كأنه جمرة ، تلتهب 

وظهر لي في السواد رجل له لحية بيضاء وقال لي : يا بني هذه آخر لحظاتك وأنا جئتك ناصحا لأن الله أرسلني لك 

قلت له ما ًالذي تريد 

قال : فأنا أعرفك رجلا ذكيا ًتحب الخيروسأوصيك وصية قبل أن تلاقي ربك 

قلت له مالذى تريد

قال لى قل ليحيا الصليب فهو والله نجاتك وإن أنت آمنت به سأعيدك لأهلك وأولادك وأعيد لك روحك قل ذلك بسرعة فلا مجال للتردد والتأخير 

علمت أن هذا هو الشيطان ، فأنا الآن مهما يخالجني من ألم إلا أني واثق بربي ونبيي عليه الصلاة والسلام 

قلت له : اخسأ عدو الله فقد عشت ً وسأموت مسلما ُ بإذن الله على ذلك تغير وجهه

 قال : اسمع لن تنجو الآن إلا أن تموت نصرانيا ً أو يهوديا وإلا سأجعل الألم يزداد عليك وأقبض روحك

 قلت : الحياة والموت بيد الله وليست بيدك فلن ً أموت إلا مسلما 

تمعر وجهه وقال الشيطان : إن فتني فلم يفتني المئات قبلك ويكفيني أني استطعت ّ أن أجعلك تعصي الله كثيرا وتتجرأ عليه ونظر لأعلى كأنه رأى شيئا ً يخاف منه ثم هرب سريعا ً تعجبت من سرعة انصرافه واستغربت ما الذي أخافه 

فما هي إلا لحظة حتى رأيت وجوها غريبة ً وأجساما عظيمة نزلوا وقالوا السلام عليكم 

قلت عليكم السلام وسكتوا ولم يتكلموا بكلمة واحدة ًومعهم أكفان علمت أن هذه النهاية لا محالة

فنزل ملك عظيم جدا وقال : يا أيتها النفس المطمئنة ً اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان والله شعرت بسعادة لم توصف عندما سمعت هذه الكلمة منه 

وقلت أبشر يا ملك الله

رحلة الى عالم ما بعد الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن