البكاء من خشية الله

10 4 2
                                    

بسم الله الرحمان الرحيم

وقال صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله)
[صححه الألباني]

البكاء من خشية الله

البكاء من خشية الله عبادة يحبها الله تعالى، ويرغّب فيها، ويعطي عليها الأجر العظيم، لأن بها تتحقق العبودية الكاملة له سبحانه، ويتحقق الخشوع والخضوع والانكسار والتذلل بين يديه، والتوبة والإنابة إليه، كما أنها ترقق القلب وتزيد الإيمان، وترقي العبد إلى أعلى مقامات الولاية والقرب من الله عز وجل. ولقد تنوعت أساليب القرآن الكريم في الحديث عن البكاء، فمرة يستنكر على المشركين اشتغالهم بالعجب والضحك، بدل البكاء، فيقول: أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون . وتارة يبين حال الصالحين ويثني عليهم قائلا: إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا ، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا .

- فضل البكاء من خشية الله تعالى

1- محبة الله تعالى: لقوله صلى الله عليه وسلم: “ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران، فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله”

2- رقة القلب وزيادة الإيمان والخشوع، لقوله تعالى: ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا.

3- الاستظلال بظل العرش يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه” .

4- الكينونة مع الذين أنعم الله عليهم وهداهم واجتباهم لقوله تعالى: أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا، إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا .

5- العلم بالله وخشيته، لقوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء، وقوله صلى الله عليه وسلم: “لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا” ،
وقال القرطبي في تفسير قوله

تعالى: ويخرون للأذقان يبكون: (هذه مبالغة في صفتهم ومدح لهم، وحق لكل من توسم بالعلم وحصل منه شيئا، أن يجري إلى هذه المرتبة، فيخشع عند
استماع القرآن ويتورع ويذل

6- النجاة من النار: لقوله صل الله عليه وسلم:“عينان لا تمسهما النار، عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشية الله” 

وقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يلج النار رجل بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن إلى الضرع” 

. وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة بالمدينة فقام علينا فقال: “إني رأيت البارحة عجبا… ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار، فجاءته دمعته التي بكى من خشية الله عز وجل، فاستنقذته من ذلك” .

يارب رضاك والجنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن