•●.. تعارف ولقاء ..●•___________________
ساحةُ الحرب في ليلةِِ مقمرة، أطلّت سحائبُ الحزن ولكنها لم تستطع أن تخفيَ نورَ القمر، ملأت أقداحُ البؤسِ المكان، الكثيرُ من الدماء هنا وهناك.. اللونُ الأحمر يغطي الأرجاء حتّى ذلك الجسد الملقى على الأرض يتَلفَّظُ أنفاسه الأخيرة
-"ل..لي..ف..ا..ي.. اقترب مني أرجوك"
لقد بدت كلماته ثقيلة وصعبة الخروج يبدو أنّه لن يصبر أكثر من هذا..
نظر إليه ذلك الشخص المدعو ليفاي دون وضع أي ملامح مزيفة على وجهه فقط احتفظ بتقاسيم وجهه العابسة المعتادة
-"لا تترجاني کالأطفال إن كنت تريد شيئاً فقله"
هذه الاجابات المعتادة لليفاي وهذه طريقته التي لا تعرف الشفقة أو الرحمة
-"حسناً أنتَ تعرف أن لدي صغيرة تدعى ميكاسا لقد فقدت والدتها وأنا الشخص الوحيد المتبقي لها وأنا هنا سأموت في هذه اللحظات.. لذا اهتم بها"
نظر إليه ليفاي بعينيه الضيقتان بإحتقار.. ألقى بندقيته أرضاً وجثا على ركبتيه أمام ذلك الجسد النحيل أمسك بياقته بقوةِِ شديدة وقال:
-"اسمع ايرين.. ليس لدي الوقت للإعتناء بأحد عليك أن تعود أنت وتهتم بها فأنا لا أفقه شيئاً بالأطفال هل كلامي مفهوم بالنسبة لك؟"
تركه وتناول بندقيته وهمَّ بالابتعاد
-"ليفاي.. لا تتركني"
-"هل أنتَ راضِِ هكذا؟ ستموت ميتةً نتنة.. عن نفسي لا أريد لجثتي أن تتعفن في أرضِِ قذرةِِ كهذه"
-"ولكنني ميت لا محالة أرجوك فقط اهتم بميكاسا"
-"أنتَ، إن لم تقف في الحال فسأسحقك بيدي هاتين أسمعت؟!"
لم يلقَ رداً علمَ أن زميله شرب من كأس الموت وحاكت له الأيام هذا المصير المأساوي..
اعتاد ليفاي رؤية مشاهدَ كثيرة كهذه ولكن هذه المرة مختلفة ونائية عن كلّ المرات إنه ببساطة الآن حريص أن يعود للبيت على قيد الحياة..
هناك أخيراً سبب يستحق أن يعيش لأجله
شَكَّلَ قبضةً بيده وضغط عليها أمسك سكينته وبدأ بالقتل إنه ذاك السفاح الذي مزَّقَ ألف حنجرة
كان أقوى مَن في الفرقة فلم يستطع أحد أن يحصل على قطرة دم واحدة منه..
عاد للمنزل دون النظر خلفه أو حتى دفن جسد ايرين..
جلس كالعادة وحيداً.. أَظلَّتهُ سحائب الحزن وكثيرُُ من الأوهام تسيطر على مخيلته..
إنَّ دورة الحياة مليئةُُ بالذكريات القاسية، الشريطُ الذي مرَّ بباله كان قاتماً جداً، تذكر جسداً نحيلاً جداً وميتاً في صغره لماذا تراوده تلك الذكرى مجدداً؟!.. ذكريات الماضي استمرت بالتدفق في مخيلته..روزويل قريةُُ ريفية محاطة باللون الأخضر من كلّ نواحيها، تلك القرية متخفية بين الأشجار الوارفة كلؤلؤة متخفية في صدفتها..
إنها قريةُ الأكواخ ذات السفوح الحمراء
في فصل الربيع تنبثق تلك المناطق بالأزهار حاملةً معها البهجة والسرور إلى عيون الناظرين وفي فصل الصيف يحظى المتجولون برحلةِِ أمام شلالِ القرية القديم وفي الخريف أمطارُُ دافئة من الأوراق المتساقطة.. وفي فصل الشتاء فحكاية أخرى نائية.. في كل فصل تعتلي روزويل خشبة المسرح، كانت أرضاً ماتعة تَسُر النّاظرين
والمنازلُ أخذت حقها من بهجة أرضها ابتداءً من الأسطح الخشبية الحمراء انتهاءً بجدرانها
في قلب القرية اجتاحت المتاجرُ المكان على طول الشارع
في العطلة ترى هذا السوق يحتشد تماماً بالمتسوقين..
ذلك المنظر الكفيل بنسج البهجة وحياكة الفرح..
أنت تقرأ
لا تتركني أغدو وحيدة || هجوم العمالقة
Romance(لستُ بهذه القسوة لأترككِ تموتين ولكنّي أيضاً لستُ طيباً لأكون والدا لكِ.. أنا في مهمة وهي البقاء معك إلى أن تصبحي مسؤولة عن نفسكِ ثم أرحل).. كلمات قالها ليفاي لميكاسا الصغيرة ونفذها بالفعل..!! هل يمكن لذاك الكره والمشاعر المكبوته حقاً أن تتفجر؟! ول...