الكتابة أمانة

32 12 14
                                    

الكتابة أمانة ثقيلة!
الكتابة رسالة؛ ربما -إن لم يكن أكيدًا- تُشكل حروفها حياة قراء لك؛ فإن اخترت إثقال عاتقك بهذه الأمانة؛ فكن شخصًا يليق بها!

كن شخصًا يليق بالقلم الذي أقسم به خالقك!
كن خليفة الله في الأرض بقلمك!
كن عقلًا بصيرًا!
كن قلبًا يفكر!
كن أذنًا تشعر وتتوجس خيفةً من الكذب وشروره!
كن قرونَ استشعارٍ عبقريةَ القدرة على تمييز الخبيث من الطيب!

كن واعيًا! كن واعيًا! كن واعيًا لأجلك... أرجوك، كن واعيًا!

اقرأ!
اقرأ عن كل شيء وأي شيء!
ثم...
فكر!
انقد!
وتدين!
أجل، تدين! أتدرك لِمَ؟

تالله لن تنجوَ بدنياك وآخرتك إلا بوعيك دينك الإسلامي أولًا؛ فدينك هو خريطتك التي حاباك الله كي تهتدي بها في دنيانا؛ فلا تضل ولا تشقى. دينك هو الجذر لكل علم من علوم الأرض. هو الشريان الذي يغذي سائر العلوم من: طبٍ وفلك وتاريخ وجغرافيا وأدب واجتماع وسياسة، إلخ....

والتدين معناه الصادق ليس التشدد أو التعصب؛ بل معناه إذا استفتينا الحكمة: السير على الصراط المستقيم الراشد وتحاشي كل مادونه من  شعاراتٍ بارقة المظهر جوفاء الباطن، لا تسمن ولا تغني من جوع؛ بل لا محلَّ لها من الإعراب مالم تُقَلَد بمفاتح النية الخالصة للذي بيده الأمر كله).

وبالختام، لي عندك سؤال أرجو جوابًا عليه: إذا خُيِّرتَ بين طريقين؛ أحدهما تكون فيه عبدًا لنفسِكَ ولشعاراتٍ تتجمل بحداثتها ومواكبتها صيحة العصر، غافلًا عن معدنها المفلس الذي يقتات على غفوة وعيك وإدراكك؛ بل وتباهيك بإنسانيتك التي شحذت بضع رحمتها من الله الذي تجافيه! 

والآخر طريق يزخر بالحضارة. ربما تبدو قديمة -والأجدر بصفة القِدم من يراها هكذا- لكنّها راسخة صلبة تُسَيِّر صاحبها بما غذته من صلابة ربانية، مُثبتة إياه في وجه كل ريح صرصر عاتية، جاعلة منه أهلًا لحمل الرسالة، مُبَصِّرَةً إياه حقيقته وحقيقة منزله في الدنيا، جاعلة منه إنسان!

فأيُّ الطريقين حقٌّ عليكَ سلوكه، يا صاحب العقل؟

مقتطفات كلامية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن