Ghostwriter

CH 1- إختفاء

إذا أردت أن تتعمق في الأشياء فـ لن تصل إلا إلى زيادة آلامك

ليو تولستوي

-

جالِساً على أريكةٍ جلدية بُنية اللون، مُمسكاً هاتفهِ ويُطالع شاشته بإهتمامٍ وإصغاء، في غُرفة لا يضيءُ ظلمتها سوى ضوء خافت من المصباح المُعلق على السقف 

" ويمضي يوماً ثالثاً على إعلان عائلة المُؤلفة بارك إختفائها، أعلنت الشرطة في وقتٍ لاحق عن عدم نيتها للبحث وذلك كَون بارك فوق السن القانوني، نستضيف معنا صديق المؤلفة الرسامُ التشكيلي ليو كيم "

يظهر على الشاشة شابٌ في مُقتبل العشرينيات، بإسلوب ملابس بسيط، وَسيم وحاد الملامح على عكس مُذيع الأخبار الذي بدا عجوزاً جداً على أن يهتم لِحوارٍ كهذا 

" لطالما كانت شغوفةً تِجاه تأليف الويب تون، ولِكوننا زملاء وأصدقاء مُقربين فإنها تشاركني الكثير عنها، ولا أعتقد أن إختفائها  مُقلق، خُصوصاً وأن المؤلفة أعلنت مُنذ وقتٍ قريب عن رغبتها بإيقاف ويب تون ظل شجرة الصنوبر، صحيح أن لا معلومات حالية تؤكد مكانها ولستُ على تواصل معها الآن، لكن بحقكم هل ستكون مرتاحة مع كُل هذا الكم من التهكم والسيناريوهات السيئة حول إختفائها؟ "

يَتحدث المُذيع بِلهفةٍ أخيراً وكأنهُ أمسك خيط الحديث الذي كان يحاول الوصول إليهِ

" على ذكر ذلك ، هل صحيح أن الكاتبة بارك قررت عدم إستئناف ظل شجرة الصنوبر بسبب الشائعات المُستمرة عن إمتلاكها كاتب شبح؟ "

ينفعل ليو كيم

" ما يقال لا أساس لهُ من الصحة، للمُؤلفة بارك أعمالٌ كُثر لاقت إستحسان القُراء  على مدى الأعوام التي عملت بها بجهدٍ وكد، وكـصديقٍ لها  لا يُمكنني تَقبُل أقوال من هذا القبيل" 

" إذاً لم يكن للكاتب البديل وجود في حياة المؤلفة بارك؟ "

" إطلاقاً وأنا أعدُ قُرائها بِذلك، وأبتغي مِنهم تفهم حاجتِها للراحة بعيداً عن هذه الضوضاء. "

مُتململاً يرمي بهاتفه على الأريكة جانبهُ ، ينظر إلى السرير الذي يتوسط الغرفة المُظلمة، حيثُ فتاة شابة نائمةً هُناك، وأكثر من النوم بدت وكأنها غير متيقظة تماماً 

أمال رأسهُ مُثبتاً نظرهُ نحوها مُبتسماً إبتسامةً جانبية 

" هو يَدّعي ما لا يعلم.. أحمق ، يقول أنكِ بحاجة للراحة؟ أكثر من أيّ مكانٍ آخر الراحة ستتوفر لكِ هُنا، سأعتنِ بكِ جيداً مؤلفة بارك، لا تقلقي! "