الجزء الثاني

163 21 25
                                    


6- المواسم و المناسبات:
لا تكاد تخلو مانجا يابانية أو انمي من الاشارة الى احتفالاتهم ومهرجناتهم التي يقومون فيها بطقوس معينة بناء على معتقداتهم،الخ
ونحن أيضا لدينا مواسم مميزة جدا، قد يكون أهمها موسم رمضان.
وفيه الكثير الكثير من الأمور التي تميزنا، السحور، الافطار في وقت موحد، تجهيز السفر في المساجد والعزائم بين الاقارب والأصدقاء، صلاة التراويح، صلاة التهجد، بالاضافة الى الزينات والعادات المعروفة من فوانيس رمضان، ووجود المسحراتي الذي يطوف على البيوت بطبلته المعروفة، ليلة العيد ويوم العيد وصلاة العيد المميزة الخ، كلها يمكننا الاشارة اليها بشكل مثير لمن لا يعرف ثقافتنا، ولا تنسوا ليلة القدر، ذلك الحدث المهم لدينا.

وسأضع مقطعا من مدرسة الفروسية يشير إلى ذلك:
" أسرع حسام فيما تبعه بقية الاصدقاء- الذين قضوا ليلتهم معتكفين في جامع الفتح- نحو سطح المدرسة، ووقفوا يراقبون بحماسة جهة الشروق، حتى إذا ما بدا قرص الشمس، هتف حسام بلهفة:
- انظروا ان قوس الشمس يبدو ابيض لا شعاع فيه، اظنها كانت ليلة القدر، والله أعلم..
فقال أصيل مناكفا:
- وما أدراك أن الشمس لا تشرق هكذا دائما!
فبادره طلال بالاجابة:
- الفرق واضح بين قرص الشمس اليوم وبين ما كانت عليه في ليالي الحادي والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين!
فقال له حسان:
- لا تأخذ كلامه على محمل الجد يا طلال، فهو لا يعدو كونه مناكفة لا أكثر!!
فاعترض أصيل قائلا:
- هذا ما تقوله أنت.. على كل حال لا نستطيع الجزم الآن، فما زالت أمامنا ليلة التاسع والعشرين!
وعلق علاء بقوله:
- لا أظن أن هناك منا من يستطيع الحكم على هذه الأمور أفضل من حسام ما شاء الله..
فأكد صوت من خلفهم كلام علاء:
- وأنا أشهد بذلك..
التفت الجميع للوراء ليفاجؤوا بالمعلم برهان يقولها مبتسما، والى جانبه المعلم أمين الذي أضاف قائلا:
- كما قال حسام والله اعلم كانت تلك ليلة القدر..
وردد فيما أمن الجميع على دعائه:
- ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم..
فما كان من أصيل إلا أن لكز حسام في خاصرت هامسا:
- عش حياتك يا أخي، الجميع يقف معك حتى المعلمين أنفسهم!
وتابع المعلم أمين:
- وأيا كانت تلك الليلة، نسأل الله أن يكتب لنا أجر قيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا، ويتقبل منا رمضان ويعيده علينا أعواما عديدة وأزمنة مديدة، ونحن والمسلمون في خير وعافية..
وأضاف المعلم برهان باسما:
- وبهذه المناسبة لدي أخبار سعيدة، خاصة لك يا حسام..
وابتسم متابعا:
- سنبدأ ببناء قبة فلكية لمراقبة النجوم هنا ان شاء الله..
لم يكد المعلم برهان يتم عبارته، حتى قفز حسام نحوه بفرحة منقطعة النظير:
- حقا.. الحمد لله الحمد لله .. جزاك الله خيرا يا معلمي، طوال عمري وانا أحلم بقبة فلكية ومناظير متخصصة، كم أنا سعيد لهذا الخبر..
ابتسم المعلم برهان:
- أرجو أن يسهل الله انجازه ويكون ذا نفع كبير لكم..
وقبل أن يهم المعلم أمين بالنزول التفت إليهم قائلا باسما:
- أرجو أن لا تتأخروا عن الدرس الأول يا شباب..
وما إن نزل المعلمان حتى أخذ حسام يقفز بفرح هنا وهناك:
- يا لسعادتي، أحلامي على وشك التحقق، أخيرا بفضل الله الحمد لله لقد استجاب الله دعائي..
فضحك أصيل معلقا:
- أهذه هي منتهى أحلام شاعرنا الكبير!! لا تقل لي أنك اعتكفت الليلة كلها تدعو من أجل قبة فلكية!!"

نحو موسوعة لأفكار عربية مذهلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن