ما ذنبي؟

8 0 0
                                    

( شمس)
فتحت عيناي وانا اشعر بالم فضيع في راسي.. اين انا ومالذي يحدث؟ اين ادريان؟ نضرت من حولي لارى اين انا. كنت في غرفه كبيره جدا كانها غرفه في فندق او ما شابه. كانت جميله وفخمه جدا. نهضت بتعب وذهبت الى الباب.. حاولت فتحه ولكنه مغلق. طرقت الباب بقوه ناديت بان يفتحو لي: افتحو الباب. اين انا ولمى تحتجزوني. افتحو الباب اللعين.
بقيت اطرق الباب بقوه دون جدوى. جلست على الارض وانا احاول ان لا ابكي. كل ما اتذكره من ما حدث بان احدهم قام باختطافي واخذوني داخل سياره سودا. لا اعرف الى اين ولا اعرف اين انا. هل يعلم ادريان بما حدث؟ هل سياتي لينقذني...
سمعت صوت الباب يفتح نهضت بسرعه ووقفت امام الباب لاعرف من هناك... دخل رجل كبير بالسن بعض الشي. كانت ملامحه عربيه. كان يرتدي بدله سودا ويحمل معه ضرف صغير.
ضحك الي الرجل وقال: ما شاء الله انك اسم على مسمى شمس وانتي فعلا شمس.
قلت بخوف: من انت وماذا تريد مني؟
اجابني بالعربيه: بدي منك كل خير. بس قعدي هون لاحكيلك.
قلت بغضب: لن اجلس في اي مكان قبل ان تخربني من انت وماذا افعل هنا؟ مالذي تريده مني؟
ضحك بكل برود وقال: انتي شخصيا مابدي منك شي. بس بدي من الناس يلي بيخصوكي..
- هل.. هل تقصد ادريان؟
ضحك الرجل بصوت عالي وقال: ليش ادريان من بقيه عيلتك؟
نضرت اليه بدهشه من ما قال وعلقت: وما شائنك انتي بعائلتي.
- لو ما كان الي غرض ما عيلتك ما كنت جبتك لهون.
قلت بنفاذ صبر: ليس لدي عائله! لقد ماتو جميعا في حادث سير منذ سنوات. ان كان لديك حساب معهم فاذهب الى قبرهم وحاسبهم ودعني ارحل!
نضر الي بتمعن وقال: راح حاسبهم. بس مو عند القبر. راح حاسبهم ببيتهم.
قلت بغضب: الى تفهم ما اقول؟ لقد توفي والدي منذ سنين لمى لا تفهم ما اقوله! ليس لدي والدان!
مد يده الي واعطاني الضرف الذي في يده وقال: خذي وقتك وانتي عم تشوفي هي الصور وببقى برجعلك بعد ساعه. تكوني فهمتي شو عم يصيريمكن.
رميت الضرف بغضب على الارض وقلت بصوت مرتفع: لا اريد هذا الضرف اللعين دعني ارحل من هنا!
تجاهل كلامي وترجل خارج الغرفه ثم اغلق الباب.
طرقت الباب بقوه وبدات الصراخ: افتح هذا الباب اللعين. مالذي تريده مني هل انت مجنون. افتحوو لييي!!
لم يابه احدا لصراخي .. اخذت الضرف وقمت بفتحة.
ياللهي انها انا. وهذا صور والداي ايضا... تمعنت بالصور كانت صوري عند ما كنت طفله في الثانيه من عمري. كان هناك رجل وسيده يحملاني. من هم؟ في صوره اخرى رايت والداي واخي مع الرجل والسيده الي كانا يحملاني. من هم ولمذا لم يخبرني والداي عنهم؟ تمعنت بصوره السيده جيدا... نضرت خلف الصور لارى ان كان هناك شي مكتوب فيها... ياللهي هذا ماكان ينقصني .. كانت هنالك كتابه في اللغه العربيه على الصور. لااتقن القرائه للاحرف العربيه وبدات تهجي ماكان مكتوب على الصوره الي كانت السيده والرجل يحملاني فيها.. ( ع ا ئ ل ه عائله الس السيد ابرا ابراهيم السلطاني. وزوجته السيده اس مي رال دا اسميرالدا ) ابراهيم واسميرالدا... لا اذكر باني قد سمعت بهما من قبل. ربما كانو اصدقاء والداي. امسكت بصوره لي مع والداي وقرات ما كتب خلف الصوره: ( السيد كامل والسيده نهى مع ابنهما وليد و الط فله الطفله شمس) من الذي كتب هذا. لقد ذكرو شقيقي وليد ولم يذكرو باني ابنتهم ايضا. كيف حصل هذا الرجل على الصور وما علي ان افهمه من تلك الصور؟ تجمعت الدموع في عيناي عندما وانا ادقق النضر في صوره عائلتي. كان وليد يكبرني ب ١٢ سنه. لقد كان دائما يعاملني بقسوه. حتى بعد ما توفي والداي قام برمي في الملجى وتخلى عن شقيقته الوحيده. لمى لم يزورني مره. كيف نساني هكذا. لماذا لم يذكرني مره. ..
( ادريان)
اتصلت بحكيم واتفقت مع ان يعيد شمس. اتفقنا على ان تعود مساء اليوم الى المنزل. بقيت انتضر بفارغ الصبر الى عودتها. كان علي بجانبي طوال والوقت واتى معي الى المنزل لكي نطمان على عوده شمس...
- لك علي شو كنت غبي انا. غبييي. فكرت انو هيك عم احميها من حكيم وانو ماعاد يوصلها. فكرت انو لمى اخذه على مكان ثاني ماراح يعرف انو هيه معي.
- طب ازاي مش حيعرف وانتا كنت بتلف فيها. دانتا حتى جبتها معاك للخطوبتي. اكيد حد شافها هناك.
- لك انا اساسا كنت مفكر اذى بورجيها للناس ماحدى حيشك انها بنت ابراهيم وانا عم خبيها عندي. ماحدى بيعرف كيف شكله اساسا. اكيد حكيم كان عم يراقب كل تصرفاتي ومشان هيك ضل يدور وراي لحتى تاكد انها شمس. وهذا يلي كنت متوقعه يصير اساسا. كان ببالي انو احسم الامر كلو واخذها هذا الاسبوع لبيت اهله بس هلا خرب كلشي.
- خلاص بقى حنلاقي حل. اهدى انته العصبيه مش حتنفع بحاجه. لازم نفكر حنعمل ايه. دانتا قلت لحكيم انك حتقتل ابوها وامها. حتعمل ايه بقى. ايه الي فراسك؟
- كل يلي عم فكر في كيف هرب شمس من هون هلا. اول ما شمس تكون عندي راح اعرف شو ساوي.
- واللهي؟ وانتا فاكر ان حكيم حيسيبك فحالك كده. ده يجيب الدنيا عاليها واطيها.
- في ببالي خطه. وهي الوحيده يلي ممكن تطلعنا من هالمشاكل.
- خطه ايه؟
- راح قلك بوقتها. هلا لازم شوف شمس الاول واتطمن عليها.
(شمس)
عاد الرجل ذاته الى غرفتي بعد ساعه وقال: يلا قومي معي
قلت بقلق: الى اين؟
- السيد ادريان ماعم يقدر يتحمل بعادك عنو وبدو ياكي ترجعيلو بسرعه.
قلت بقرح: ادريان اتى لياخذني؟
- ماتفرحي كثير يا اموره ماجاى مشانك. بس مشان مصلحتو..
قلت بغضب: ماذا تقصد؟
- روحيلو واسالي. بس ليكي تاكدي انو ماراح يكذب عليكي اكثر. حرام شافك صغيره واستغل ضعفك.
نضرت اليه بعدم تصديق. لا افهم مالذي يقصده وكيف استغلني ادريان؟
قلت بغضب: انتو شتردون مني؟ شنو لعبه بيدكم اني. عوفوني بحالي بس ماريد غير هيج.
- ههههههه شو طلع لسانك وصرتي تحكي عراقي هلا. وين كان هالحكي من الصبح. يلا قومي يام العيون السود هههه. ولو عيونك عسليه وكانك قطعه قشطه...
حاول الاقتراب مني فدفعته بقوه وصرخت به: هل جننت؟! ابتعد عني والاه ساقتلك بيداي.
ضحك باستهزاء وقال: خلص خلص بعدت امشي لنروح. اساسا شغلي مو معك هلا. بعرف ايمتى يجي وقتك يا قمر...
نضرت اليه بخوف.. ترجل امامي وامرني بان اتبعه. خرجنا الى خارج الفندق. كانت هناك سياره سودا تنتضرني. قال لي بان اركب السياره وبانه ستوصلني الى ادريان. لم يكن لدي خيار اخر غير الركوب. بقيت طوال الطريق قلقه وخائفه ان كان ما قاله الرجل صحيح. هل حقا سيقلوني الى ادريان؟
بدا قلقي يزول عندما ميزت طريق المنزل. واخيراا وصلنا اليه...
امرني السائق بان انزل وبان اوصل رساله الى ادريان. قال لي السائق: قولي لادريان انو المعلم بيقلك مر من الاسبوعين يوم. وفاضيلو ١٣ يوم لحتى ينفذ يلي طلبو منو المعلم حكيم. يلا نزلي
ترجلت من السياره وركضت الى باب البيت. طرقت الباب وفتحت لي الس. رحبت بي يفرح. رايت ادريان وعلي مسرعين خلف الس. ارتميت في حضن ادريان باكيه: ادريان مالذي يحدث اخبري. من الذي اختطفني؟
- شمس فيكي شي صارلك شي؟ حدى عملك شي ؟ قوليلي
- لا لم يحدث لي شي لاكني شعرت بالذعر.
- طب خلص خلص فوتي ارتاحي
دخلنا الى المنزل وتبعنا علي. احضرت لي الس كوبا من الماء... بقي علي وادريان برفقتي الى ان كفيت عن البكاء لاخبرهم مالذي حدث.
قطع ادريان حاجز الصمت وقال: شمس بدي ياكي تهدي وماتفكري بالي صار. وبوعدك انو ماراح خلي هيك شي يتكرر ابدا. ماشي؟
قلت بهستيريا: لم اعد اتحمل. راسي سينفجر. لم اعد افهم اي شي. ذلك الرجل الذى خطفني كان لديه صور تخصني وتخص عائلتي. قال لي اني سافهم ما يحدث ان تمعنت بالصور. ولاكني لم افهم. لقد اراني صور لرجل وامراء كانو يحملاني عندما كنت صغيره. لا اعلم ما صلتهم بي او بوالداي. ولم افهم ماذا يريد ذلك الرجل مني. لقد كان كان ينضر الي بطريقه مخيفه. وقبل ان نرحل قال لي بانك تستغلني و و و حاول ان..
- شمس كملي حاول شو؟!
- حاول ان يعتدي علي. حاولت ابعاده عني فابتعد وقال بان وقتي لم يحن عنده.  القذر.
غضب ادريان كثيرا ولم يتمالك نفسه وضرب بيده الطاوله وقال: الحقير الواطي والله لاقتلو بايدي هذول
حاول علي ان يهديه وقال: اهدى العصبيه مش حتجيب نتيجه. لازم نفكر حنعمل ايه.
قطعت حديثمها وقلت: والسايق كلي انو اوصلك رساله.
قال ادريان باستفسار: رساله شو؟
- كال انو مر على الاتفاق يوم وباقيلك ١٣ يوم وتكملون الي اتفقتو عليه..
تنهد ادريان وقال: طيب خلص انتي روحي ارتاحي وحاولي ماتفكري يالي صار. تاكدي انك هلا بامان ومستحيل حدى يعملك شي طول ما انا عايش.
اتقرب مني وامسك بيداي وقال: بوعدك انو ماحدى راح يتعرضلك مره ثانيه.
ابتسمت بحزن وقلت: ليش اني ؟ احد يفهمني بس شنو الي ديصير؟
- بوعدك انو راح قلك على كلشي وراح تعرفي كلشي بس مو هلا. هلا ماعنى وقت. انتي لازم تسافري..
- اسافر وين اسافر؟
- راح نروح انا وياكي على دبي.. قلت للخدامه انو تلم اواعيكي وغراضك كلن. اليوم بالليل حنسافر انا وياكي. وحينتهي هذا الكابوس...
نضرت اليه بتعب ولم اقل شي. ابعدت يداه عندي وترجلت الى غرفتي. وضعت راسي على المخده بكل تعب وبدات بالبكاء. راودتني اساله كثيره عن ما يحدث؟ هذ حقا ادريان يقوم باستغلالي كما قال ذلك الرجل؟ وما علاقه ادريان به؟.. تعبت من شده التفكير وغفوت من شده تعبي...
- ادريان ايه الي عاوز تعملو. حتسافر وتاخذها ازاي؟ ده حكيم مزروعلك بكل حته حتهرب بيها ازاي؟
- حكيم بدو ياخذ ثروه ابو وام شمس. مشان هيك طلب مني اقتلن. لمى باخذ شمس لهنيك راح تكون بحمايه ابراهيم. ابراهيم رجال عندو نفوذ وحمايه واكيد حكيم ماراح يقدر عليه. بس وصل شمس لعند اهله ببقى بتفرغ لحكيم واعرف كيف جيب اجلو. بس المهم هلا شمس ترجع سالمه لاهله.
- طب حتقول لحكيم ايه وانتا بتاخذ شمس على مطار وتسافر بيها؟ مهو مش حيسبك كده!
- راح نهرب شمس!
- حتهربها ازاي؟
- اسمعني منيح. طلبت من رجال يجو لهلا. بعد شوي حيكون قدام الباب ٨ سيارات من نفس النوع. انا حاركب سياره وانته وشمس بسياره.
حنروح كلنا على طريق المطار. بس انتا حترافقك ٤ سيارات ومن ضمنهم سيارتي. بنص الطريق حندخل طرق داخليه وبسرعه بنبدل السيارات. راح يكون في تكسي مستنيني بنص الطريق. بركب في انا وشمس وانتا والشباب بتكملو طريقكن للعاصمه. هيك بنكون خلصنا من رجاله حكيم وماعاد يلقالنا طريق انا وشمس ومشان ما حكيم يحطك براسو.. بتروح بنص عجقه العاصمه بتعطي السياره لواحد من الشباب وبتركب انتا قطار ياخذك على بيبتك. بتجيب خطيبتك وبتروحو على المينا وبتاخذو العباره يلي رايحة على الدنيمارك. من هنيك بكون حجزتلك انتا وخطيبتك سفره على مصر.
- طب ولازمتها ايه السفر انا وخطبتي. بعدين اقنعها ازاي تيكي معايا؟
- انا اتصلت فيها وقلتلها تترك كل مشاغلها وتجهز حالها بسرعه لانك عامله مفاجاه وبدك تاخذها سفره. بتروح على مصر انتا وياها مشان ما حكيم يعملك مشاكل او يهددك بخطيبتك.  اساسا هيه فرحت كتير لانو اهلها هلا بمصر قالت تروح لعندن هيه كمان. هيك بنكون نحنا الاربعه بالسليم ومامنين. ورجالي حيكونو معنا خطوه بخطوه مشان ماحدى يصرلو شي.
- ولو اني يعني زعلان عشان دخلت منى خطبتي فالخطه. بس معلش عندك حق.
- لك علي مابدي حدى منكن يصرلو شي شو بك. لازم نعمل هيك.
- خلاص يلي تشوفو يمعلم. مانا معاك حتى لو كان الثمن عمري.
- لك والله كفو منك...
( شمس)
شعرت بيد احدهم تداعب خصلات شعري.. فتحت عيناي ورايت ادريان..
ابتسمت وقمت باحتضانه بقوه.
احتضني هو ايضا.. وكانه يريد  ان يخفيني بين ذراعيه. كان يحتضني بشده.
نضر الي بتمعن وقال: انا اسف كتير على يلي صار. بوعدك اني راح احميكي وماخلي حدى يقرب عليكي ابدا
- ادريان اني مدافتهم اي شي ديصير بس منو ذوله الناس شيردون مني انته شمسوي ؟ شنو علاقتك بيهم والصور الي شفتهم والناس الي بالصوره شنو؟ راسي راح ينفجر اريد افتهم اي شي كلي اي
شي ...
- صدقيني راح تعرفي كلشي بوقتو. بعرف عندك اسئله كتير وماعم تستوعبي شو عم يصير بس عن قريب هذا كلو راح ينتهي وراح تفهمي كلشي... صمت قليلا وبعدها اكمل: ماعنى وقت لازم نروح هلا. قومي غيري اواعيكي وامشي معي.
- وين رايحين؟
- هلى بالطريق بتعرفي
طاوعته دون ان اقول شي...
خرجنا انا وهو من المنزل.... كان هناك العديد من السيارات امام منزلنا. كلها متشابها. لم افهم مايحدث ولكني طاوعت ادريان ولم اتحدث بشي. ركبنا السياره. متجهين الى المطار.
في منتصف الطريق تحدث السائق الى ادريان وقال: سيدي انهم يلاحقونا الان.
رد عليه ادريان وقال: حاول ان تضللهم واكمل طريقك بسرعه.
اسرع السائق بنا الى ان اضعنا الناس الذين كانو يلاحقونا الى ان توقفت السياره..ترجلنا انا وادريان الى سياره اجره كانت بانتضارنا. واكملنا الطريق الى المطار....
- ادريان وين رايحين؟ منو ذوله الي جانو يلحكونه؟ شنو الفلم الصار هسه ؟ كلي لخاطر الله ارد افتهم
- حكيم يلي خطفك عم يساومني فيكي. رجالو كانو عم يلحقونا بس ضيعناهم وهلا لازم نسافر بسرعه لانو مابيصير تضلي هون اكثر اوثقي فيني وامشي معي هلا صدقيني راح تعرفي كلشي بوقتو بس هلى ماعنى وقت نضيعو ابدا!
مشينا نحو بوابه طائرتنا... سنذهب الى دبي؟
سمعت عنها كثير تذكرت فتيات الملجئ وهم يتحدثون عن دبي ويتمنون زيارتها يوما... شعرت بضيق في نفسي وانا اتذكر ذلك الملجئ اللعين.. يوم سلبت مني سعادتي وعائلتي.. ركبنا الطائره وحان وقت اقلاعها.. على ما اضن انها اول مره لي على متن الطائره.. قمت باغلاق عيناي بيداي من شده الخوف.. اصبحت اتنفس بصعوبه... قربني ادريان اليه وقام بضمي اليه ليخفف الخوف عني.... لم اشعر ماحدث بعدها.. يبدو انني غفوت ولم استيقض الى عند الوصول....
بعد رحله طويله وصلنا الى مطار دبي الدولي...
اتممنا اجرائات المطار وفور خروجنا.. جاء احدهم وقال بانه كان ينتضر وصولنا...
ترجلنا معه الى سيارته.. وبعد نصف ساعه تقريبا وصلنا الى الفندق الذي سنمكث فيه الليله.
فور دخولنا قام احد العمال في الفندق بتوجيهنا الى الغرفه. او الى الجناح...
لقد كان الفندق رائعا حقا وفخم للغايه.
دخلنا الى جناحنا..
- ادريان.. مالذي نفعله هنا ؟
- راح نبقى يومين هون وبعدها.. حيتغير كلشي..
قلت باستفسار: شنو قصدك؟ شنو الي راح يتغير بعد يومين؟
-ارتاحي هلا وروحي غيري ثيابك ونامي انتي تعبانه.
تنهدت وطاوعته. خلدت الى النوم فورا من شده تعبي...
في صباح اليوم التالي.. استيقضت ولم اراى ادريان بقربي.. انتابني الخوف وفزعت لارى اين هو... ذهبت الى الصاله ووجدته يقف هناك ويتحدث في الهاتف...
- حمد لله على سلامتك علي. الحمد لله عدى كلشي على خير.. لا بكرا.. راح نروح ونفض هالسيره... خلص علي بحكيك بعدين.. ابقى طمني عليك. مع السلامه.
اغلق الهاتف وترجل نحوي: صباح الخير
اجبت ببرود: صباح النور
- راح يجيبو الفطور بعد شوي كلي وخلصي واستنيني هون انا رايح بمشوار وماراح اتاخر عليكي ماشي؟
قلت بخوف: هل ستتركني مره اخرى؟
وضع بده على وجنتي وقال: خلص ماتخافي. ماراح يصرلك شي هون ولا اي حدى حيقربلك. بس عندي مشوار مهم لازم روحلو. وبوعدك ماراح اتاخر ماشي؟
تجمعن الدموع في عيناي وقلت: كلي انك حتبقى وياي؟ ومراح تعوفني بعدين؟
اشاح بوجه عني وقال: خلص شمس ماتبكي... لازم روح هلا... بشوفك بعدين...
ترجل خارج الغرفه ونضر الي وفي عيناه بعض الحزن .. ثم غادر..
(ادريان)
ياللهي اعطيني القوه والصبر. لم اعد اتحمل ما يحدث. مالذي اقحمت نفسي به. اشعر وكان داخلي يتمزق كل ما اقترب موعد فراقنا... اشعر بان العالم سينتهي حين تبتعد عني...
كان علي ان اذهب الى بيت ابراهيم لاخبره بكل ما حدث.. ولكي لا يقوم حكيم بتعقبنا، ارسل السيد ابراهيم سياره اجره لكي تقلني اله مكانه . بعيدا عن انضار حكيم...وصلت الى قصر السيد ابراهيم انها اول مره لي التقي فيه مباشر كانت ملامحه حاده على عكس ملامح شمس.. ترجلت داخل منزله ..جلسنا في مكتبه ونضر الي بتمعن وقال: شنو الموضوع؟ منو انته وشنوالكلام التافه الي كتلي عليه بالتليفون؟
- حياتك وحياه بنتك شمس بخطر! عداواتك القديمه اثرت على حياتك وحرمتك من شوفه بنتك. وهلا ممكن تنحرم من شوفتها للابد بسبب اعدائك يلي عم يلاحقوها يوم عرفو انو بنتك لسه عايشه...
- بنتي ماتت يوم ولادتها واني ماعندي اي اعداء. انته جاي تالف يمي قصص؟ كول شكد تريد وتروح من النهايه ماعندي وقت اضيعه بهذا الكلام.
- سيد ابراهيم. مافي عنى وقت فعلا لانو حكيم بدو يقتلك ويقتل بنتك مشان ياخذ ثروتكن. وانا جايه لهون مشان حط ايدي بايدك ونخلص من شر حكيم. ونامن على حياه شمس!
تغيرت ملامحه وقال بغضب: حكيم الكلب! شيريد مني اكثر من الي اخذه؟!
- ثروتك
- وانته الكلب الي دازه حكيم حتى يالف عليه ويبتزني بقصص فارغه؟
ضربت بيدي على الطاوله بغضب ونضرت اله بتمعن وقلت: سيد ابراهيم الزم حدودك معي وفهام كتير منيح انو حياتك وحياه بنتك بخطر. بنتك شمس لسه عايشه وما ماتت وحكيم عرف بهذا الشي وبدو يخلص عليكم.
نضر بقلق ودهشه وقال: شمس؟ تمالك نفسه واكمل: وشنو الي يضمنلي انو مو حكيم الدازك حتى تتامرون عليه!
- لو كنت حاط ايدي بايد حكيم ما كنت اجيت لهون وجبت شمس حتى تكون بحمايتك!
- شنو؟! شمس هنا؟
- اي مبارح اجينا من السويد على هون. وراح جيبها لعندك. بس مو قبل ما تتعاون معي مشان نخلص من حكيم. لانو خطف شمس وساومني اني اقتلك واقتل مرتك لحتى يرجعلي شمس.
- الحقير النذل. سهله حكيم. اله اخليها اخر ايامك هاي!
- سيد ابراهيم... انا بعرف حكيم كتير منيح. وان تعاونا مع بعض اكيد راح نقدر نتخلص منو. بس يلي بدي يا منك انك تحط ايدك بايدي وباسرع وقت قبل ما حكيم يوصل لهون ويعمل مصيبه..
- تجيبلي شمس للبيت وبعدها ينتهي امر حكيم.
- شمس لهلا مابتعرف شي. لساته مفكره انو يلي ماتو بيكونو اهلها واساسا مابتعرفكن.
- باجر راح اجيبها ونسوي فحص DNA حتى اتاكد انها بنتي. وبعدها اعرف شسوي وياك وويا حكيم النذل.
زفرت بقوه وقلت بغضب: سيد ابراهيم. الزم حدودك معي. انا مني جايه لهون حتى اطلب حمايتك. انا جايه لهون لمصلحتك ومصلحة شمس. ان كان بدك سلامه الكل، وبعد ما تتاكد من انو شمس بنتك.. بدك تتعاون معي والاه راح نخسر ارواحنا وارواح ناس مالها ذنب بكل يلي عم يصير..! انا عم حاول اعمل كلشي مشان احمي شمس!
- وانته شعرفك بشمس؟ منين وصلتلها وشلون متاكد هاي بنتي ؟ وحكيم شلون عرف ؟؟
- حكيم مادخلت ببالو انو بنتك ماتت وضل السنين كلها عم يدور عليها.. عرف انك عطيت بنتك لرفيقك مشان يربيها ويفكرو الناس انها بنتو. بيوم من الايام اجه رجال كان بدو يقابلك، انته رفضت تقابلو لانو حاول يبتزك ببنتك شمس. حكيم سمع عن الموضوع وجاب الرجال لعندو. هذا الرجال بيكون اخو المرحوم كامل يلي كان عم يربي شمس عندو. قلو بخبرك بمكان شمس بس بتعطيني مصاري. حكيم ماصدق الخبر وضل يساير الرجال لبين ما عرف مكان شمس. رجع الرجال بدو مصاري من حكيم. حكيم طبعا ماعطى وطلب من رجالو يخلصو على الرجال.
من حسن حظ شمس انو يوم يلي حكيم راح يدور عليها، صار الحادث ومات كامل ومرتو وبقيو شمس ووليد ابن كامل عايشين. حكيم مادري انهم ضلو عايشين وفكر انو الكل مات. وفعلا نكتب عمر جديد لشمس لانو حالتها بالمستشفى وكانت حالتها خطره. بعد ايام من العنايه فاقت شمس وهيه عم تسال عن اهلها. ماضل غير وليد طبعا ولانو بوقته كان عمرو فوق ال١٨ سنه سمحولن انو يضلو عايشين ببيت ابوهم.
- الملجى يلي كانت في شمس كانت بناتو بتنباع بعد مايكملو سن القانوني. الحل الوحيد يلي كان فيني اعملو مشان اخذ شمس هو اني اتزوجها. غير هيك ضلت شمس مده ببيتي بدون ما حدى يعرف مين هيه. لو كنت جبتها بدون زواج كان حكيم عرف من البدايه انها بتخصك وماكان تركها تضل معي اساسا.
- وانته شنو الي خلاك تعوف حكيم وتكسر ثقته بعد ما جنت انته ايده اليمين؟ شنو الي خلاك تدافع عن شمس هيج وتخاطر بحياتك علمودها؟
- مابنكر اني كنت ذراع حكيم ومابنكر كمان انو حكيم علمني وكبرني. بس بعدين بلش يشتغل على حساب ناس مادخلها بشغلنا. وبلش كلشي من يوم يلي حاول يقتل شمس واهلها يلي تبنوها من زمان. قلب السياره فيهن وماتو. فكر انو شمس ماتت معن بس هيه كانت عايشه. كنت عم امشي وره سيارتن بامل اني لحق عليهن بس ماقدرت. لقيت السياره نقلبت. قدرت طلع شمس من السياره بس كانت حالتها خطره ومغمى عليها. اخذتها على المشفى وهنيك اتصلت باخوها وليد يجي يتطمن عليها. ماكنت اقدر ضل هنيك اكثر مشان ما يكتشف حكيم انها عايشه. وجعت بعد فتره لعند وليد وعرفت انو رماها بدار الايتام. دفع مصاري لمده ٥ سنين للملجى مشان يبقوها عندن. صاحبه الملجى كامن بتعرف وليد مشان هيك رضت تخليها بمقابل المصاري. بعد خمس سنين من الحادث.. وصل خبر لحكيم انو شمس عايشه وانها بالملجى.. وبعت رجالو لبيت وليد وامرو انو يوقف دفع مصاري للملجى. راحو على مديره الملجى كمان مشان تبقي شمس هنيك وانن راح يدفعولها حق اقامتها بالملجى بعد ما تكمل السن القانوني. قبل متكمل شمس ١٨ سنه.. اتفقت مع مديره الملجى انها تعطيني شمس وانا اعطيها مصاري.
- وشلون قبلت تنطيك اياه؟ وحكيم شلون مدره بالموضوع؟
- قبلها بفتره كنت تارك الشغل عند حكيم. بدلت مكان سكني كمان. بعد ما دفعت المصاري للمديره شرطت عليه انو شمس ماتطلع من الملجى الى وهيه مرتي. لانو شمس كانت حترفض تجي معي وكانت حتفضل انها تشتغل مشان تسدد الدين..
- اي دين ؟
- دين ال٣ سنين تبع الملجى. يلي مادفعن وليد... هي كانت طريقه المجلى بابتزاز البنات يلي بيكبرو في.. كانو مديونين بمصاري للملجى وكان عندن خيارين، ياما يروحو يدورو على شغل ومكان ياويهم.. ياما بيبيعوهن لناس مشان يتاجرو فيهن.. ماكان عندي غير طريقه انو اتزوج شمس مشان تحس بالراحة وماتخاف.
- وبعدين؟
- حكيم عرف انها عندي وخطفها. وباقي القصه عندك.!
- اسمع.. مبدائيا كول اني مصدك قصتك بس يا ادريان .. ان جنت دتلعب ويا حكيم ضدي، مراح تطلع منا سالم لا انته ولا هوا. افتهمت؟!
- مافي داعي لهالحكي هلا. عن اذنك
نهضت وترجلت خارج المكتب.. اقلني سائق السيد ابراهيم الى المدينه . ركبت سياره الاجره من هناك متجها الى الفندق...
- واخيرا اجيت؟ وين جنت
- شو هي واخيرا ما تاخرت عليكي اساسا.
- لا تاخرت، حتى لو تروح خمس دقايق معناته تاخرت!
- شمس في موضوع مهم لازم نحكي في..
- اذا تحدث اسمعك؟
- شمس انتي .. انتي بتعرفي انو كل يلي عم يصير الو سبب... يعني انتي تعرضتي لخطف وهذا الشي معناتو انو حياتك بخطر... وانا مابدي يصرلك شي ابدا..
جلست بجانبي واسمكت بيداي وقالت: ولكنك تصتطيع ان تحميني اليس كذلك؟
- شمس القصه مو بس قصه احميكي... في ناس هنه اولى فيكِ... يعني قصدي.. من بكرا راح... راح يكون كل واحد بطريق...
اتسعت عيناها وهي تنضر الي بعدم تصديق: مالذي تقوله انت؟؟ ماقصدك بان طرقنا ستفترق؟ هل ستتخلى عني؟
- لا شمس لا... انا مستحيل اتخلى عنك لو شو ما صار... بس انتي حياتك مو هون.. انتي حياتك مع ناس ثانيه.. حيحبوكي كتير ويعطوكي حياه جديده... حتكوني مثل الملكه وانتي معن صدقيني.
- لا اريد ان اكون ملكه.. اريد البقاء معك... لا تفعل بي هكذا ارجوك...
تجمعت الدموع في عيناها وقالت: اني مرتاحة وياك ماريد اروح لاي مكان ثاني...
- لك شمس.. في شغلات كتيره انتي لازم تعرفيها. شغلات بتخصك بتخص... عيلتك!
- شنو قصدك؟ ذلك الرجل قد حدثني ايضا عن عائلتي.. ماذا تقصدون بهم؟ لقد ماتو منذ سنين مالذي تغير الان لكي اعرفه عنهم؟ وما يهمني ما ساعرفه ان كانو قد فارقو الحياه وتركوني وحيده؟
- لانك منك وحيده!
نضرت الي بتمعن وقالت: شنو يعني ؟ ها؟ كلي شنو قصدك؟ شبيهم اهلي كلي؟
-...
- ادريان احجي كلي لتضل ساكت شبيهم؟ شنو هالشي يلي كلهم تقصدو واني ماعرفه ؟ كلي؟!!
- بكرا راح تعرفي. بس يلي بدي ياكي تفهمي انو انا وياكي انتهينا. من بكرا راح تكوني وحده ثانيه. من بكره راح يكون كل واحد فينا الو طريق.
صرخت في وجهي وقالت: بكرا بكرا بكرا شنو اني لعبه بيدكم. لو طفله كدامكم حتى تضمون عليه. ياما تكلي هسه شنو الي ديصير ياما اطلع من هذا الفندق ولا تلكالي طريق بعد. ولا اريد عيشه وياك ولا ويا ناس ثانيه.
امسكت بفكها وقلت: انا مافيني قلك شي هلا. عن جد مابقدر. بس بدي ياكي تعرفي اني بحبك كثير. شمس انا عن جد حبيتك. بس انتي... انتي يلي عم تحسي تجاهي مو حب. انتي عم تحسي بامتنان الي لاني اهتميت فيكي. بس بعدين لمى تتغير حياتك حتعرفي انو هذا ماكان حب!
- شنو يكون خلي يكون، بس اني احس انه شي حلو واكيد مراح يتغير بعدين!
- شمس انتي لساتك صغيره وقدامك حياه كامله لتعيشيها. مابدي كون حاجز بحياتك. وهيك هيك ماعاد فينا نضل سوا لانو... لانو خلصت القصه.
ابعدت يداي وقالت بنرفزه: قصه؟ هههه حياتي قصه؟ ومنو المولف انته؟ منو الي يقرر مسار حياتي انته؟
- لا مو انا! انتي حتقرري كل هذا مع ناس ثانين. وبيكفي بقى!
ترجلت خارج الغرفه. شعرت بشي ما يعتصر قلبي عندما ادركت بانه اخر يوم لي معها... غدا عندما نذهب الى بيت ابراهيم.. ستقون بتحاليل الDNA وفور تاكد والديها بانها ابنتهم.. سيفترض علي بان اطلقها...
جلست لساعتين في حديقه الفندق.. وعدت الى الغرفه..
كانت نائم على السرير.. اقتربت منها وسمعت صوت بكائها... جلست بجانبها وداعبت خصلات شعرها وقلت: مابدي ياكي تبكي. قومي لاحكيكي شوي لو سمحتي..
نهضت استعدلت جلستها جانبي.. نضرت الى عيناها المتورمتان من البكاء... ابعدت خصله من خصلات شعرها عن عينها وقلت: شمس بوعدك انو حياتك راح تكون احلى بكتير. راح تكوني اسعد وحده بالدنيا كله.. انا مستحيل خليكي تروحلي لمكان وماكون متاكد انك حترتاحي في.
مسحت دموعها وقالت: ولكني اشعر بالراحة معك. انا سعيده معك لمى لا تصدقني..
- تركي هالحكي هلا وريحي حالك... كلشي حيكون منيح..
شعرت برغبه شديده بان اقبل شفتاها..
اقتربت منها ثم تداركت نفسي ونهضت من السرير... نهضت خلفي ووقفت امامي... وضعت يداها على صدري وقالت: ان كانت هذه ليلتنا الاخيره... فدعني اودعك اذا... فكت ازرار قميصي وطبعت قبلاً على صدري الايسر... امسكت بفكها بيدي وقمت بتقبيل شفتيها... اثنا تقبيلنا قمت بتجردتها من ملابسها وهي فعلت ذات الشي.. شعرت بحراره اجسادنا وكميه اللهفه التي فينا... وضعتها على السرير وانا فوقها.. نضرت الى عيناها بتمعن وقلت: انا.. بموت فيكي!
عدت لتقبيلها مره اخرى...
( شمس)
كان يحاوط جسدي كليا... كنا نقبل بعضنا بكل لهفه.. وكانا قد ادركنا بانه اخر يوم لنى سويا... بادلته القبلات.. كانت يداي تحاوط ضهره العاري... وهو يقبلني... كان وكانه سيفقدني الى الابد... كانت تلك الليله اشبه بالمعركه ونحن كلانا خسرناها. ستكون اخر مواجهاتنا .. وكانه كان يريد ان يودعني ....
( ادريان)
فتحت عيناي لاراها نائمه على صدري.. داعبت خصلات شعرها قليلا ثم نهضت من السرير.. علي ان اغادر والاه سافقد صوابي. ذهبت الى الحمام لكي استحم... دخلت وفتحت الماء لكي افيق نفسي من ذلك الحلم. علي ان ادرك بانه انتهى اليوم... شعرت بيديها تحاوطان خصري.. كان الماء باردنا جدا ولاكنا لم نابه... وكان اجسادنا كانت تدفي بعضها ام انها نار قلوبنا ؟
دفعتها على الحائط وحاوطت جسدها الصغير بجسدي... قمنا بتقبيل بعضنا.. ربما تكون قبلات الوداع؟
في نهايه اليوم قمت بحزم امتعتها لكي اقلها الى منزل والديها.. كانت هي لا تزال تجلس على السرير والدموع متجمعه في عينيها...
- شمس يلا قومي صار لازم تروحي؟
قالت بصوت مبحوح: هل هذا قرارك الاخير؟ ان تتخلص مني؟
- شمس مشان الله ماتقولي هيك. صدقيني بعد شوي راح تفهمي كلشي وراح تعرفي اني مستحيل اتخلص منك او اتركك.
- اذا لمى الفراق؟ الست زوجتك؟ هل ستترك زوجتك هكذا؟
قلت بغضب: اي راح اتركها.. ومو بس هيك راح طلقها كمان. شمس انتي ماعدتي ملزومه مني خلص بقى ماتضغطي على حالك وعليه كمان. هيك هيك راح... راح تنسي كلشي بعد فتره. وراح كون كاني ماكنت بالنسبه الك! خلص بقى! امشي قومي معي سياره عم تستناكي.
مسحت دموعها ونضرت الي بحقد وقالت: لن انسى شي من ما حدث واعدك بذلك!
امسكت بحقيبتها ورحلت امامي... مشيت ورائها الى ان ركبت سياره احد رجال ابراهيم... ورحل... نضرت اخر نضره الى عينيها... شعرت بسكاكين تقطع قلبي من الداخل... شعرت برغبه كبيره في البكاء ولاكني تمالكت نفسي... لقد انتهت قصه شمس بالنسبه الي وهذا اخر المطاف!
( شمس)
لم اعر اهتماما الى الطريق والى اين ساذهب.. كل ماكان يدور في بالي هو انني لن ارى ادريان مره اخره. انه يتخلى عني وكاني كنت لعبه بين يديه... لقد تركني ارحل... لقد تخلى عني كما تخلى الجميع عني...سمعت صوت السائق يقول: لقد وصلنا يا سيده تفضلي..
نضرت من حولي.. ماهذا.. وكاني في قصر.. اين انا ومن صاحب هذا القصر؟؟
ترجلت خارج السياره.. كان السائق قد اعطى حقائبي الى احد الخدم في هذا المنزل او هذا القصر... طلب مني احدهم الدخول.. مشيت بتردد الى الداخل... نضرت حولي الى جمال هذا المنزل... الى ان سمعت صوتا لرجل كبير يقول: شمس..!
التفت خلفي ورايته... ياللهي.. انه ذات الرجل الذي رايته في الصور عندما كنت مخطوفه.. نضر الي بتمعن... وكانه كان يريد ان يقول شي ولاكنه لم يفعل.
قلت انا بقلق: من تكون؟ ولمى احضرتني هنا؟ ماذا تريد مني؟
قال بصرامه: تعالي وياي لازم نتاكد من شي اولا...
قلت بقلق: وشنو هذا الشي الي تريد تتاكد منه؟
ابتسم قليلا ثم تلاشت ابتسمته وقال: امشي وياي وبعدين تعرفين. لتخافين مراح يصيرلج شي.
طاوعته دون حيله وترجلت مع. رايت بعض الدكاتره يقفون في صاله وعلى ما اضن كانو ينتضرونا...
طلبو مني الجلوس على كرسي.. طلب مني احد الدكاتره ان افتح فمي..
قلت بقلق: ولمى ؟ مالذي تريدون ان تفعلو بي؟
قال الرجل المسن: كتلج لتخافين ماكو شي مجرد عينه منج. اسمعي الكلام.
فتحت فمي واخذ الطبيب يممر شيا بلاستيكيا في فمي.. لا اعرف ماكان ولكنه كان يريد اخذ بعض اللعاب من فمي...! لحضه لحضه... هل هذا فحص ال DNA??
نضرت بغرابه الى مايحدث وقلت: شديصير هنا؟ ليش داسوي فحص دي ان اي؟
قال الرجل: حتعرفين بعدين. وهسه امشي وياي اوصلج لغرفتج...
- زين انته منو؟ وشتريد مني؟
- اني اسمي ابراهيم. وان صبرتي شويه حتعرفين شريد منج.
- بس اني شفت صورتك.. ويا بابا وماما قبل. انته جنت تعرف اهلي؟
وكاني عرزت سكينه في قلبه بعد سوالي هذا.. لقد كاد وانه سيبكي بعد قليل... نضر الي والدموع تتجمع في عيناه وقال: منو ابوج وامج؟
- قلت كامل ونهى. انته جنت تعرفهم. اني شفت صور وانتو سوا بس همه مكلولي عليكم. يعني عليك انته وزوجتك...
بقي ينضر الي بحزن وقال: اي.. اي صح جنا نعرفهم.
تجمعت الدموع في عيناي ايضا وقلت: الله يرحمهم... عافوني وحدي بين ناس مترحم...
قال الرجل بحزن: ليش وين عافوج؟ اقصد بعد ما ماتو؟
- اخويه وليد ....
تداركت نفسي وقلت: غير اعرف شنو صلتك بيهم. يجوز جنت تكرهم.. ليس تسالني شصار وياي يجوز تريد تاذيني؟
قال بحزن شديد: لا لا ماريد ااذيج... بس اريد اعرف شنو صار وياج...
- اني...
قبل ان اكمل كلامي جاه احد الخدم وقطع حديثنا... طلب منه السيد ابراهيم ان يقلني الى غرفتي... قبل ان اترجل معه قلت: مراح تكلي ليش اني هنا وانته شتريد مني؟
- راحرتعرفين كلشي بوكته. روحي هسه...
ترجلت الى الاعلى... اوصلني الرجل الى غرفه كبير جدا وفخمه للغايه. فيها بابين وعلى ماضن باب منها كان باب الحمام... نضرت اليها بدهشه... كيف لغرفه ان تكون بهذا الشكل الرائع... تذكرت غرفتي في الملجى... كم كانت صغيره وكئيبه.. رغمجمال هذا الغرفه لكني لا زلت اشعر بعدم الراحة... جلست على السرير وانا انضر الى السقف.. زفرت بتعب فجاه طرق احدهم باب غرفتي... قلت بصوت مرتفع: تفضل...
دخلت سيده كبيره بالسن بعض الشي.. كانت تعتني بنفسها جيدا.. كانت.. كانت جميله للغايه... شعرت بشي غريب عندما كنت انضر اليها... شعرت وكاني اعرفها... تذكرت باني قد رايت صورتها في بيت ذلك الرجل الذي اختطفني....
قلت بهدوء: من انتي؟
تجمعت الدموع في عيناها وقالت: شمس!! ملاكي شمس!
ترجلت الي وتنضر الي بعدم تصديق.. بدات بلمس وجنتاي برفق وهي تكاد ان تجهش بالبكاء... نضرت الي بتمعن وقالت: شمس حبيبتي انا.. انا ليندا امك!!
نضرت اليها بذهول وقلت: ا.. امي؟
قامت باحتضاني بقوه وقالت: انا امك صغيرتي انا امك...
لانكر باني شعرت بشي غريب وهي تحتضني لكني لا استطع ان اصدق مايحدث..
ابتعدت عنها وقلت: توفيت والدتي منذ سنين. وانا لاعرف حتى من تكوني.. ابتعدي عني من فضلك..
بكت بشده وقالت بصوت مبحوح: لا لا حبيبتي لا. انا امك الحقيقه. انا من ولدتك.
نضرت اليها بعدم تصديق وقلت باستهزاء: وهل هذا مايحدث الان. ان ترمي الامهات ابنائها وتاتي بعد ١٨ عشر عام لكي تسترد ابنتها مره اخرى؟
قالت: لقد حدث الكثير يابنتي لكني ساخبرك بكل شي.. الان اسمعيني جيدا... عليكي ان تجدي فرصه لكي تهربي من هنا فانتي بخطر هنا...
نضرت اليها بتتمعن وقلت: مالذي تقصدينه؟
دخل السيد الى عرفتي وقطع حديثنا وقال: عزيزتي ليندا دعي الفتاه ترتاح قليلا فقد كان يومها صعبا جدا...
نضرت اليه السيده بحزن واكمل: هيا عزيزتي تعالي معي..
نضرت الى الرجل وقلت: لاعلم مالذي يحدث هنا.. لكن هذه السيده تقول بانها امي.. وكلاكما تتصرفان بغرابه.. فهل تسمحو لي بالرحيل؟ سانسى باني قابلتكما قد.. فقط دعوني ارحل من هنا...
نضر الرجل الي بحزن وقال: اذا يابنتي لقد عرفتي الحقيقه؟
نضرت اليه بغضب وقلت: عن اي حقيقه تتحدث؟ انا لاعرفكما. وايضا لا اصدق اي حرفا من ما تقولان.. لابد انكما محتالين تريدون ان تكذبو علي لغرض ما لاعرفه...
نضرت السيده الي وقالت: لا يابنتي انا لا اكذب عليكي. انا امك يا شمس. لقد اخذوكي مني منذ سنين وحرموني من رؤيتك... كنت ابحث عنك لسنين طويله الى ان احضروكِ الي يابنتي. صدقيني انا والدتك...
كادت دموعي ان تسيل ولكني تمالكت نفسي... شعرت بانها صادقه بما تقوله... هل يعقل بانها امي حقا؟؟
نضرت اليها بتمعن وقلت:  كيف؟ وابي كامل وامي نهى؟ واخي وليد؟ الم يكونو عائلتي الحقيقين؟
كادت ان تقول السيده ليندا شي ولكن السيد ابراهيم استوقفها وقال: لقد كان لدينا اعداء كثيرون في السابق.. وكانو يريدون ان يخطوكي منا ليهددونا.. خوفا عليكي قمنا بارسالك الى عائله السيد كامل لكي يعتني بك. بعد ١٠ سنوات سمعنا بان هناك حادث اصابكم وضننا انكِ متِ ايضاً. لم نعرف بانك على قيد الحياه قبل ان ياتي السيد ادريان ليخبرنا بانك عنده وبانك حيه ترزقين..
قلت بعدم تصديق: وماذلك الخطر الي يجعلكم ترمون ابنتكم ١٨ عاما؟ ان كنتم حقا صادقين بما تقولون؟
قال الرجل: يابنتي.. نحن من اغنى العائلات في الشرق الاوسط واوربا...لذلك يطمع الكثير من الناس ان ياخذو ثروتنا... بما انك الوريثه الوحيده لتلك الثروه يحاول الجميع بان يلحق الاذى بك وبعدها بنا لكي يستولو على ثروتنا..
- من هم الذين يريدون قتلي وقتلكم؟
كادت السيده ليندا ان تقول شي ليقاطعها السيد ابراهيم وقال: هناك الكثير من الاشرار... وهم من يريدون ان يستولو على كل شي.. لكن لا تقلقي.. انت الان في امان معنا.. ستكونين في امان وستعيشين حياتك الطبيعيه والذي حرمتي منها منذ سنوات يابنتي.. اعلم بان ماقوله الان صعب عليكي بان تستوعبيه.. لذلك سنتركك لكي ترتاحي..
هم الرجل والسيده بالخروج من الغرفه.. نضرت الي السيده ليندا بشفقه وبحزن.. وكانها تريد ان تخبرني بشي ولا تستطيع... مابالها ياترى؟
ياللهي يكاد راسي ان ينفجر.. والداي الحقيقين ليسو والداي وهذا الرجل وزوجته يقولون بانهم والداي الحقيقين.. كيف اعرف بانهم لا يكذبو؟ ولمى يحضرني ادريان الى هنا ان كانو ليسو والداي؟ هل كان زواجي من ادريان اذا مجرد صفقه؟ هل اراد ان يوصلني اليهم فقط؟ وماصلت ادريان بهم؟ كيف عرف مكاني في الملجى؟ ومن يكون ذلك الرجل ليختطفني؟؟؟؟!
( ادريان)
اتصلت بعلي لاتطمن بان كل شي على مايرام...
- ايه علي كيفك؟ كلشي منيح عندك؟
- كويس ياصحبي انته ازايك؟ عملت ايه قلي؟ بالي مشغول عليك اوي؟
- بعتت.. بعتت شمس لاهلها...
- ايه؟؟؟ ازاي؟ ازاي تعمل حاجه زي دي؟ انته مش خايف عليها؟
- موبيدي اعمل شي غير هيك. هذا الحل الانسب الها..
- انته تجننت يادريان؟ حياتها كده كمان فخطر.. لازم تتصرف بسرعه قبل متحصل حاجه ومتعرفش تلحقها ثاني..
- علي مشان هيك بدي ياك تكون معي. خلي خطيبتك بمكان امن مشان حكيم ماويصلها.. وتعى لعندي فورا.. لازم نوقف بوش حكيم
- هو حكيم بس الي لازم توقف بوشو...
- خلص علي هالاحكي هيك ماراح ينفع ضبط امورك بسرعه وتعى لعندي.. . طب علي روح هلا حكيم هم يتصل فيني..
اغلقت الخط مع علي واجبت على مكالمه حكيم: شوو مفكر اني غبي وماراح اعرف انته شو عم تعمل من وره ضهري؟
- بعرف منيح شو عم اعمل. وبعرف انك مراقبني ومراقب كل تحركاتي.. مشان هيك بدي ياك تصبر وتخليني اشتغل على رواق
- ههههه برافو عليك. وانا قلت ادرياني حبيبي مستحيل يخذل الرجال الي رباه. بعرفك يا اسدي مستحيل تخذلني..
- ماراح اخذلك. بس استنى عليه لازم اكسب ثقه ابراهيم الاول وبعدين فيني استدرجو لحتى اقتلو..
- ناصح مثل ما ربيتك.. بس ماتنسى انك لازم تقتل مره ابراهيم كمان.. بدي تقتل الاثنين!
زفرت قليلا وقلت: يلي بدك بيصير بس بشرط...
- شو هوه؟
- تترك شمس بحالها وماتتعرضلها ابدا، والا ماراح يعجبك تصرفي...
- شو يا اسدي، شكلك عم تتمعشق وانا مو دريان.. ولو مابلومك انا.. البنت قطعه قشطه مابتتفوت. برافو عليك خليتها تصير مرتك كمان مشان ما تفوتها من ايدك... بحسدك كتير ...
كدت ان افقد صوابي بسبب كلامه على شمس تنهدت وقلت: هالبنت ما بتخصك بشي. بينا اتفاق وبدك تنفذ. غير هيك ماراح قرب على ابراهيم وعيلتو ولا وصخ ايديه بقتلهم!
- ماشي معك اسبوعين لتخلص كلشي. راح اتركك براحتك وحاستنى منك تليفون. راح تكون قتلت ابراهيم ومرتو. بعدين بترجع على السويد وبايدك شمس لحتى نكمل الاتفاق..
- شو ؟ شو بدك منا كمان اي اتفاق بدك تكملو
- لمى تقتل ابراهيم ومرتو بتبقى السنيوره الصغيره هيه الوريثه الوحيده. وماتنسى بان الاملاك كلها مسجله باسمها.. يعني بتوكيل بسيط بنحول الاملاك من اسم شمس لاسم حكيم!
- مابيصير هذا الحكي! هذا حق البنت حق التعب يلي شافتو بحياتها خليها تعيش بخير اهلها واتركها بحالها.
صرخ بغضب وقال: انا ما عم استشيرك فهمت! بتتفذ يلي عم قولو والله قسما بكون قاتلك انته وشمس وابراهيم ومرتو وماترفلي عين. وبتعرفني مابمزح بهيك مواضيع. بتخلص كلشي مشان سلامتك وسلامه حبيبه القلب...
ثم اغلق الخط
لم يكن امامي خيار اخر.. حان وقت تنفيذ الخطه...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 16, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

احببتك ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن