2 | تَلأْلُؤْ

254 24 26
                                    


فِي مَسَاء يَوْمِ الثُّلَاثَاءَ الْمُوَافِق الثَّانِي عَشَرَ مِن شَهَر أَبْرِيل لِعام أَلْفَيْنِ و تِسْعَةُ..السَاعَةِ الثَّانَيِةِ بَعَد مُنتَصَف اللَّيْلِ


خَرَجَتْ مِنْ عَمَلَها بَعَد أَن خَيَّمَ اللَّيل بِظَلامَه الدَامِس
قَاصِدة الذَّهابُ إِلى المَتْجَرُ مَشْياً عَلَى الْأَقْدَام
لِتَشَترِي مَا يَنقُصَها ، بَعَد اِنْتِهِاءهُا خَرَجَتْ مِنْ
المَتْجرُ وَ بيَدُهَا كِيسٌ وَرِقي طُبِعَ عَليه شِعَارِ المَتْجرُ
أَخَذت تَمْشِي بِلا وِجْهَة كَما لَو كَانَتْ تَائهِة ،
صَوَّبَت عَينَاها للسماء اِرْتَسَمَتْ عَلى ثُغرَهَا
إِبْتِسامة خَفِيفَة لِتَبْدَأَ بِالرَكْض مُتَأمِلة
بِوُصُولَهَا فِي الْوَقْتِ المُنَاسَب



بَعَد مُدَّةُ لَيْسَت بِطَوِيلَةٌ ، وَصَلَت للشاطِئ مُتلاطِم
الأَمْواجُ وَ ذَا الرِمّال الذهَبيَّةُ وَ الرَّائِحَةُ المُمَيَّزة ،
أَدامَّت النَّظَرُ للسَّماءُ الدَاكِنة مُسْتَرْجعةٍ ذِكْرَيات
طُفُولَتهٌا مَع وَالدِهَا و أَوْقَاتُ مُساعَدتها لِوَالِدَتِهَا ،
أَجْهَشَت بالبُكَاء بَيْنَمَا تَتَذَكَّرُ جَمِيعٌ أَوْقَاتهَا مَع عَائِلتها

وضَعَ يَدْهُ عَلى كَتِفَها واِلْتَفَتَت لهُ هَلِعِة لِغَفْلَتِها وَ
عَدَم إِدْرَاكِهَا بوُجُودُ أَحَدَهُمُ ، حَدَّقَتَ بِه
و أمْعَن النَّظَرِ بِوَجْهِهَا طَوِيلاً حَتى
مَدَّت يَدِهـا لِتُزِيلَ دُموعُها فَقَطَع التَوَاصُل
الْبَصْرِيُّ وَ قَبَعَ بِجَانِبِها ، يَنْظُرَ لَها تَارَةً
و يَضْحَكُ تَارَةً أُخْرَى


*هُـو مَجْنُون* كَانَتْ تُفَكْر بِجُنُونَهُ بَيْنَمَا يُفَكّرُ
بِحُسْنُهَا الآخَاذ *هـَل هـِي مِنْ الإِنْسُ!
مُحَال وَ كَيْف لِلبَشَرِ اِمْتِلاَكُ مِثل هَاتينِ
العَيْنَانِ ، لَو طُلِب مِني اِخْتِيَار اسِمْاً لَها
سَيكُون تَلأْلُؤْ!*

·˚*•̩̩͙•̩̩͙⁺‧͙⁺˚*•̩̩͙·͙˚*•̩̩͙•̩̩͙⁺‧͙⁺˚*•̩̩͙·͙˚*•̩̩͙•̩̩͙⁺‧͙⁺˚*•̩̩͙

اهَلاً مُجَدداً

مَا رَأْيَكُمْ بالفَصَل الثَّانِي ؟

اَي اِنْتِقِاد ؟

دُمْتُم بخَيْرٍ.

مَجْنُون ~ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن