كثيرًا ما قرأنا أن الضربة التي لا تقتلك تزيد قوتك!
حسنًا انا هنا و من هذا المنبر الصغير المتواضع في عالمنا هذا الافتراضي، الشاسع، الوهمي سأخبركم الحقيقة أو بعضًا منها
في بداية الأمر عندما تصفع أو تركل و تتهاوى عليك الأيدي و الأقدام لن تشعر بشيء.. ستبقى فقط تتأمل في تلك الوجوه و هي تبصق و تشتم في قلبك حد اللاحد.. ستتوقف عقارب الساعه عن المضي قدمًا كعادتها و تتوقف كل الأصوات من حولك ستبقى تتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى قبيل توقف قلبك..
تبدأ الآن مرحلة ثانية و لها مسلكان الأول هو التأثر و التاني هو التجاهل..
في المسلك الأول، في حال أنك ستتأثر و برأيي هذا الطبيعي و الأفضل.. ستبكي كثيرًا جدًا، ستألمك يدك و قدمك و معدتك و رأسك من جراء الضرب المتواصل، ربما تظن أنك ستبكي دمًا من شدة الألم، ستظن أن هاهنا النهاية و أن الالم لن يتوقف حتى ينزفك و تنتهي كليًا، ستعتقد أنك و من الآن أصبحت شخصًا ميتًا على قيد الحياة
لهذه المرحلة أيضًا صنفان من الناس الأول سيحاول أن لا يخبر احدًا انه تعرض للضرب و أكل علقة السنين، النوع الآخر سيفيض دمعه أمام الملئ و ستهب عليه رياح الشفقة و التعاطف المتصنع و التظاهر بالتأثر و الحزن، و غالبًا ما يكون الفرق بين النوعين عزة النفس و أيضًا غالبًا ما يكون النوع الثاني الطور الأول من اطوار التحول الى النوع الأول..
فالذي عن التجاهل هو أنك ستصفع الآن و لاحقًا تتجاهل الأمر، ستشتم و تتجاهل الأمر برمته، ربما ستقضي جل وقتك في الخروج مع رفاقك و الضحك و اللعب، ربما ستهرب في أغنية أو فلم ممل بائس، ربما ستحاول أن لا تهتم بمشاعرك و تكابر على نفسك، ربما ستحاول اقناع نفسك بأية خدعة جميلة و لكنك في النهاية ستدرك كل شيء بصورة بائسة و مزرية للغاية، لا تعلم متى ستفعل و لكنك ستدرك و ستكون تأخرت كثيرًا لتتأثر و تبكي و تحزن كالطبيعي، لا أعلم ما المحتمل أن يحصل لك و لكنه حتمًا سيكون شيئًا سيئًا جدًا.. فكما لا تؤجل عمل اليوم للغد لا تؤجل شعورك أيضًا لانك برغم اعتقادك أنك تجاهلته و انتهى ستجده ينشتل في جوف أعماقك حتى يفيض من الداخل و لن يكون انتشاله منك سهلًا أبدًا..