الفصل الأول

186 26 28
                                    

حسنًا لنبدأ ..

في البداية ، دَعك مِن أولئك الذينَ يُخبرونكَ أنكَ خارق ، أو أنكَ تستطيع فعل أي شيء ..

نعم أنا أستطيع ، فقط لا تجعلوني مركزًا لدورانِ أفكاركم العقيمة ..

جيد ، الآن اتركهم خلفك ، واسلك طريقًا غريبًا غيرَ مألوفًا ، تعثر فقط ، وستستمع إلىٰ همهماتهم الشامتة التي تنتظر سُقوطك .. ولكن بعد أول قفزةِ نجاح ، توقف ، التفت إليهم ، واستمتع بمنظرِهم وهُم يتسابقون لكسبِ رضاكَ ..

الآن ، ابتسم ، بل اضحك ملء قلبك فأنتَ الفائز ..

احلم بما تُريد ، فالأحلام مُمتعة ، الوردي مِنها والصاخب وتلكَ الأحلام الشيطانية المُسلية ..

اترك الجانب العملي للحياة واستمتع بأحلامك ، فالحياة بالفعل مُضجرة ، لا تستحقَ أن تنظرَ لها مرتين ..

أراكَ مُتعجبًا قليلًا ، حسنًا ..
نحنُ لا نعلم ما الفائدة من كل هذا الهُراء الفلسفي للمُقدمة ، بإمكانك حتى اعتبارِها مُجرد حَبكة لمُؤلفٍ ' أُوڤر ' ، أو أننا فقط من نُقدر ' البلا قبل وقوعه ' ..

- فـ تَعالىٰ معايا بقىٰ ..

هُنا .. بعيدًا عن صخبِ المدينة وضَوضائِها ، تبصر ذاكَ البناءَ الشاهقَ المُرتفع ، والأكيد لي أنكَ لم ترَ مثيلًا لهُ من قبل ، فهوَ ليسَ بمنزلٍ ولا يجوزَ أن تُطلق عليهِ لفظةَ منزل ، بل قصر ، قصرٌ ذا مجدٍ ، شامخٌ وعريق ..

قصر عائلة الشناوي أو دَعني أقولُ خصيصًا قصر ' عز الدين الشناوي ' سليل عائلة الشناوي ، والتي خلدت اسمها بينَ فطاحلِ العائلات العريقة ..

قصر ، لو قُدرَ لكَ أن تدنُو منهُ لسقطَ فكك انبهارًا ، مِرارًا وتَكرارًا ..

فهذهِ مساحات خضراء شاسعة مُترامية الأطراف ، تَحوي زُهورًا نادرةً وأشجارًا قائمةً ممشوقةً كفتاةٍ يافعة تستقيمُ في وداعة ..

نافورات عديدة ، رائعة ، مُتناسقة ، مُنسجمة مع وشاحِ الأرضِ الأخضر ، ومُتداخلة مع ' التعريشات ' الضخمة ذات الحوائط الخشبية والمُزدانة بنقوشٍ تسلبُ اللُبَّ قبلَ العين ..

تتخطىٰ - ما يُمكن أن يُطلق عليها مجازًا - حديقة لتصتدمَ عيناكَ وتخرجُ عن مِحجريها مُتزامنةً مع سُقوطِ فكك للمرةِ التي لا تعلمُ عددها عندما يُطالعك المبني الرئيسي للقصر ..

اطمئن ، لن أصفهُ لك ، لن أتكبدَ عناءَ وصفهُ بالطبع ، سنحتاجُ فُصولًا لذلك ، لذا لن أفعل ، سَنَتَخفىٰ ونقتحمُ القصر ، هلَ أنتَ الآن علىٰ أهبةِ الاستعداد .. ؟

= بس بس بس أهبة إيه ، إيه الداخلة ' الأوڤر ' دي ، ما تصلي علىٰ اللي هايشفع فيكِ كدة وكلميني العربي بتاعنا اللي نفهمه ده ، ثمَ هو فين ' بسلامته ' .. ؟

فَارُوق المَزنُوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن