الفصل الخامس.

375 31 10
                                    

الجُزء الخامِس | ندِم

كـانْ "هاري" يشِعُر ببعضِ الحُزن عما قالهُ لـ"سارا"، ولكِنْ كُلما تذكِر كلمات حبيبتهُ والرسائل التي بعثتها "سارا" كُلما كتم حُزنهُ معللاً بأنها كانت المُخطِيئة، ولكن كُلما نظرنا من خارج الإطِار سنـرى بأنْ كليهُما أخطأ، هُو أخطأ بكلامهُ القاسي لها وعدم تفهمهُ حبها لهُ، وهي أخطأت حيـن لم تعترف باكِراً - وكأن الأمر سيتغير- عَلى كُل هُو أصبح بائِس، لأن لا أحد يُشارِكهُ قهوتهُ ..

رأى "زيـن" يتقـدمِ نحُوهُ وإمارات الغضب ترتِسمَ على ملامِحهُ، وهُنا خمن بأنهُ زارِ سارا وعلم بمافعلهُ معها، وتـأكِد حيـن لكمَّ زين كتف هاري بقِسوة، تنفِس هاري الصعداءَ كاِتمًا الآلم، فـ هُو لايودَّ أن يفتعل شجِار مع صديقهُ.

"- هل تَظُن بأن مافعلتهُ كان صحيحاً؟". وكان صُوت زين الحاد يتردد في صدى المقهى. أما هاري أكمل شُرب قهوتهُ ببرود، ولكنهُ كُلما سِمع نظرات العتاب من زين، ضميرهُ بدأ ينأبهُ بـهل كان قاسيًا معها؟.

"- ولكن مافعلتهُ هيِّ لم يكن أبدًا مِنْ الصُوابِ، أنـا أعتـرِف بخطأي معها ولكنها هي السبب فِي ذلك". زيـن كان صامتِاً فترة حديث هاري، ولكنـهُ ودَّ لو صفع جبين هاري يخبرهُ بأن المُخطيء هُنا هُو فقط لا أحــد سواهَ.. ولكن بما أن الأمور تدهُور قال زيـن وهُو يصارِح هاري:

-" كيـف لكَ بألا تنتبهِ لحُبها لكَ، مـرت سنتين مُنذ أن عرِفتها، وهي لم تكّن مع أحد سواكَ". أضـاف زين وهُو يشير بإصبعهُ على هاري.

-" وأنتَ أرتبطِ بعدِّة فتياتَ، حتى أحببت هذهِ الأفعى!".

-" زيـن، إنتبهِ لألفاظِك، لاتنسَ بأن هانا ستكـون زوجتي عما قريب". قالها بنبرة حادة، وكأنهُ يحاول أن يثبت لنفسهُ بأنهُ حقاً يُحب هانا ولكـن كان لـ "زيـن" رأى مُعاكِس لهُ:

-" أنـا لم أرك يُومـاً سعيد غيـر مـع سارا، هـاري أنتَ تتصرف على سجيتك معها هي فقط وليست هانا، سأبتعد عن نُقطة عدم حُبي لها، وسأحدِثك عن السعادة الكبيرة التيَّ تكّنها لها فُور أن علمت بانها ستنشِرُ كتابها الأوُل، وهـذا اليوم أنتَ خربتهُ بقولك عن حبيبتك".

" - حسنًا، زيـن أنا لاأفهم اي شيء ماعلاقِة كِتاب سارا، بإعلان أنا وهانا أحباء؟".

صكَ زين على إسنانهُ محاولاً السيطرة على أعصابهُ، ليزِفُر الهواءَ قائِلاً بنبرة حاول أن تكون هـادِئـة:

"- هـاري.. ألم تتساءَل لمَّا تأخِرت سارا بنِشر كِتابها، ألم تتساءَل يومًا عن سبب التأخُر، أليس من المُفترض الأصدقاء يعلمون كُل شيء عن بعضهم البعضِ، ولكنك أبتعدت عنها فُور أن أصبحت هانا حبيبتكَ .. نسيت بأن صديقتكَ دائِماً كانت تنتظر أوقات القهوة خاصتكَ، ولكنك لم تأتي .".

"- سارا تأخرت بنشِر كِتابها لأن ماكان مصدِر إلهامها لم يعد يهتم لها، ولاأصبحَ مُستعد ليستمع لمُخططاتها، على العكِس هيِّ مُستعدة للإستمـاع لكَ فِي أي وقت".

مَقهـىٰ | Café √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن