الجُزءِ الثامِن | سعادة
كانت سارا تِشعر بُصداع قُوي بسبب ماحدِث أمِس، فشربت من الكُحول، وآثرها يُداهم عقلها بقوة، ولكن سُرعان ماتذكرت ماتفوهت بهِ لهاري، وضعت كفها علة فمها، تكتم شهقاتها، تُريد الصراخ بما فعلتهُ .
تنهدِت وهى تُقول:
-" هاري لن يتذكِر شيءِ، لن يتذِكر شيء". كانت تُردِدها أمِلاً بإن تُصدِق نفسها ولكن على مِن تكِذب، هاري لم يشرب شيءِ وكان واعياً لكُل شيءِ .
قاطِع تفكيرها صُوت الهاتف يعلن عن رِسالة جديدة، فتحتهُ وكانت من هاري والذيِّ قال فيها:
-" سأكُون خارج المدِينة، أتمنى أن تنهي كتابة الفُصول اليوم". إبتسمت بإتساع في ضيق الظِرُوف التي يُعاني منها، لاينسى أمرها، ولكنها تساءِلت عن أمر سفرهُ خارج المدِينة هُو لايفعل ذلك إلا لُو كان ذاهب لعائِلتهُ..
منعت عقلها من التِشتتُ، وأحِضرت لنفسها كُوب قهوة ساخِنة، وفتحت مُستندِ جديد وبدأت بقراءِة المُلاحظات الخاصِة بالرواية، بدأت أناملها بالضغط على الأحرُف والكِتابة، شُعور أن شغفها عـادِ من جديد وكأنها عادِة للحياة من جديد ..
ستكِذب وهى تُقول سعيدة بإنتهاءِ هذه الرواية، ولأن بصدِق هى عاشت تفاصيل هذهِ القصِة، بحذافيرها كانت مع البطِلة، حين رِسمت ملامِحها، فعلت ذلك لتُظهر جمالها، لأنها تعلم من الصعب أن يتخيل القارئ الشكل المِثالي للأبطال، كانت تهتم بالتفاصيل الخاِصة بالشِكل..
بدأت كِتابة من السابعة صباحاً، لتنظِر للساعة بتعب وإرهاق لتجدِ بإنها الخامِسة مساءً، تنهدِت بتعب وهى تفرُك كفيها ببعضِ، شعرت بعظامها تؤلمهـا، فقط تبقى مِشهد واحدِ وستنهي الرواية، ولكنها نهضت وقامت بالإستحمام لتُريح جسدها من التعب، وحين إنتهت .. أحِضرت كُوب من القهوة، وبدأت بالشُرب تارةٍ وآخُرى تكتبِ، كانت تهتم بالتفاصيل .. لأن التفاصيل هي التي تبقى بالأذِهان.
وحين أنتهت بكِت، لاتعلم كيف فعلت ذلك، بدأت بهذهِ الرواية مُنذ سنتين، وحين ظِنت بإنها كادِت تُنهيها، كان خبر خِطبة هاري وهانا، صدِمة بالنسِبة لها، صدِمة جعلتها تعجز النظِر بالقلم والكِتابة، وشعرت في كُل يوم تلتقي بها برفقة هاري، بإن شغفها ينفد بوتيرة بطيئة.
بدأت بمُراجِعة الأحدِاث الأولية من جديد، وتعدِيل الألفاظِ وتلقيحها بطريقة مُنظِمة، ولأنها أهتمت بالجُملة التيِّ سيتم كِتابتها بالغُلاف الخارجِي بدأت تبحِث عنها بين أسُطر الرواية..
كان حماسها يفوق التِصُور، كان رواية من أهم ما كتبتهُ يومًا، لذلكَ نهضت وأحِضرت الطباعة وبدأت بطباعتها كُمستند ورقي، كانت تشعُر بالإنتعاشِ كُلما رأت ورِقة تُطبع أمام عينيها، كم أن جمال الورِق يُبهرها..
نِظمت المُستند الأصلي وبعثتهُ لـ نايل بالبريد الإلكتروني الخاصِ بهِ، وإن تسألتوُ كيف عرفت بريدهُ الإلكتروني، لأنهُ أعطاها مُنتظر روايتها بُكل حماس وِفُضول، ولأنها تُريد أن يتم النِشر، أخبرتهُ بالفُصول التي لم يتم تلقيحها..
ولأنها تُريد الإحتفال، قامِت بالإتصال على هاريِّ عدِة مرات، ولكنهُ لايُجيب عليها، شعرت بخيبة بإنها ستقضي اليوم بِمُفردها، نزِلت للأسفل لتُشاهدِ التلفـازِ برفقة والدها، ولكن كان والدها نائِمًا، زِفرت بإنزعاجِ من الأمر، من الآن ستزِفهُ خبر إنهاءِ روايتها!
فجأة سِمعت رنين جِرس المنزل، لتهرول لفتحهُ وتجدِ بإنهُ هاري مُبتسـم الثِغر، عانقـها بقوة، وللمرة الأولى يحتضنها هاريِّ، أبتعدِت عنهُ بصدِمة، هذا الفتى سيِصُبها بأزمة قلبية من أفعالهُ الغريبة.
كان ذاهب ليجِلس على الآريكة، لتجاورهُ ولأن إبتسامتها تُفشي الأمر، قالت بنبرة سعيدة:
-" أنهيت أخيراً كِتابي!". قالتها وقد أغلقت عينيها من سعادِتها، صفق هاري لها قائِلاً بنبرة سعيدة:
-" أنجازِ رائِع آنِسة سارا، ولأنِ لم أقرأها حتى الآن لن أقول لك أي شيءِ جميل". كان في حدِيثه عتاب، لأنها كثيراً مارفضت أن يقرأ مُسوداتها، ولكنها أمِسكت بيديهِ قائِلة:
-" أعتقد بإنني سأنتظِر أطرائِك لي، يوم طباعة الرواية وتِلمس كفيك". كانت يومها سعيدة، سعيدة لدرجة أنها تِشعُر وكأنها ستتُطير، كانت واثِقة من شيءِ، واثِقة بإن هذهِ الرواية ستكّون أفضل مايكِون .. ولأن دائِماً كانت تثق بإن هاري حين يكُون في شيءِ ... يكُون مِثالي.
-" إذاً ماذا كُنت تفعل خارج المدِينة؟". قالتها وهى تأخُذِ طبق المقبلات من يديهِ، ليُزِف نبرة لامُبالية قائِلاً:
-" بعض الأعمال .. خارج المدينة لاأكِثر". ولأن سارا تِثق بحدِيثهُ، لم تعقب، سِمعت صُوت هاتفها، لتجدِ بإن نايل المُتِصل، لقد أرسلت المستندِ مُنذ أربعة ساعات، لذلك تفاجأت من أتصالهُ وجاءِ ببالها بعضِ الأمور المُقلقة، ولكنها تنهدِت هاتفة:
-" أهلاً نايل، ما الأمِر؟".
-" روايتكِ مِثالية سارا، أُبشرك بنزولها بعد أسبوع من الآن".
يتبع
أنت تقرأ
مَقهـىٰ | Café √
Фанфикأصبحتُ أدمنكَ مثِل إدمـان القهوة فـَلا أستطـيع التخلـي عنها وكذلكَ أنتَ."