اشتياق

8.9K 297 0
                                    


استيقظت في وقت متأخر
كان المنزل مظلم عدا غرفتها فهي اصبحت تخشي الظلام رغم صداقتهما في السابق ولكن الان..تحب النور تكره الوحده...تحب الأمل
عند هذه النقطه توقف عقلها عن التفكير
اتحب الامل ام تحب عمار..فالأمل مقترن بعمار ...ذاك الاسمر الذي جعل منها انسانه أمله نوعا ما
قامت من فراشها وخرجت من الغرفه
وهي توزع عيناها في منزل عمار
تري الالوان الهادئه لون الابيض الممزوج بالون البيج واللوحات الفنيه
ظلت تتفحص المنزل بعنايه الي ان وقفت امام غرفه مغلقه ..امسكت مقبض الباب ودلفت الي الغرفه بهدوء
وجدتها مظلمه خطت الي الخلف بتردد
ولكن فضولها اقوي من خوفها
دلفت مره اخري وتحسست موضع زر الاضائه الي ان ضغطت عليه
ليعم الضوء القوي فس الغرفه
جعلها تغمض عيناها في البدايه
فتحت عيناها ببطئ لتري غرفه
ممزوجه بلوني الابيض والاسود


واساسها بلون الاسود ...غرفه كئيبه ولكن الوانها جريئه تمتمت بداخلها مؤكد انها غرفة عمار
خطت قدماها داخل الحجره وهي تتفحصها بدقه ..ولفت نظرها زجاجه عطره الموضوعه علي الرف الخشبي
اقتربت من العطر وعيناها الفيروزيه مسلطه عليه..التقطته وقربته منها لتشتم رائحته المنعشه
اغمضت عيناها بستمتاع ورشت في الهواء منه..داهمها شعور ان عمار بجانبها يحميها عطره يحيطها كعادته
همست بصوت متهدج:
الزكري الوحيده الكويسه في حياتي
-شيفاني هبقا زكري كويسه
تجمدت الدماء في اوردتها
شحب وجهها ازدات نبضات قلبها
رعشه اخذت جسدها في جوله
خارت قواها ليقع العطر من يدها
لا تعلم ماسبب ذاك الارتباك الذي داهمها
التفتت له ببطئ وعيناها متوسعه من الصدمه ..همست بين انفاسها العاليه:
عمار
اقترب منها بوجه هادئ قائلا :
مالك ياشهد فيكي حاجه
ظلت تحدق به وهي ساكنه
عدا انفاسها التي كانت مسموعه
اقترب منها اكثر وامسك يدها..ليجد يدها كاقطعة ثلج
امسك كفها بين يديه وظل يمسح عليها
بينما سوداوتاه مسلطه علي خرزتيها الفيروزيه
نظر لها بشتياق وهو يتأمل وجهها الناعس كأنه يحفر تلك الصوره في عقله وقلبه العاشق المتعب
عمار بصوت دافئ اجتاح عواطفها
لتسري القشعريره مره اخري في جسدها:
عامله ايه دلوقتي ياشهد
حركت رأسها قائله:
ب-بخير
تطلع الي ملابسها ليجدها ترتدي منامه قطنيه سوداء وخصلاتها البنيه تعدت رقبتها بقليل ووجهها شاحب
ولكن رغم شحوبها فاتنه
اغرته بملابسها وبرائتها تلك
ليبتلع ريقه وترتفع تفاحة ادم وتهبط مع حركته قائلاً برتباك لاحظته:
ايه الي مصحيكي لدلوقتي وجايه الاوضه ليه
نظراته لها جعلت الرعب يدب اوصالها
رغم ثقتها فيه ولكن خوفها اكبر
سحبت يدها من يده قائله بتوتر:
ااا انا بس كنت ب-شوف البيت وو
شعر بخوفها منه تمهد بثقل ثم قطع كلماتها بلهجه متعبه:
روحي نامي ياشهد.. وانا كمان هرتاح عشان تعبان من السفر
حركت رأسها بأيجاب وخرجت سريعاً في لمح البصر ليتنهد هو بتعب
ثم رمي جسده علي فراشه بعد ارهاق يومين كاملين

قاسي ولكن أحبني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن