تقى

8.8K 312 0
                                    


وصلت السياره الي الصعيد
تحديداً الي عائلة النجعاوي
هبط محمد من السياره وعيناه تشع حنين وخوف.. ولكن حنينه تغلب عليه عندما رأي اخاه الاكبر
رجل في الخمسون من عمره يرتدي جلباب صعيدي وعمامه ويستند علي عصا من خشب الابانوس ونطراته صارمه
ولكن لمعة الحنين خانته ليفتح زراعيه لشقيقه الصغير...عناق قوي جميع الشقيقين مع كلمات عتاب

نظرت سماح امامها لتري منزل كبير علي الطراز الصعيدي القديم ولكن هيبته تخيف لتميل علي فاطمه هامسه:
ماما هو دا كان بيت بابا
اجابت بتوتر:
اه ياسماح هو دا
ابتعد محمد عن اخيه قائلاً بعتاب:
اجده ياخوي متسألش عنينا طول السنين دي
محمد بابتسامه حزينه:
ماانتا ياخوي الي مرضيتش تكلمني
وكنت بسأل عنك علي ديما
ربت اخاه علي ظهره قائلاً بأبتسامه واسعه:
نورت بلدك ياخوي شمش الصعيد


معتغيبش واصل
ثم نقل بصره لفاطمه التي تنظر له بتوتر ونظرات سماح المتسائله
اسماعيل بنبره محبه وهو يفتح زراعيه:
تعالي يابت الغالي اني عمك اسماعيل
اقتربت سماح منه بحذر ليحاوطها بين يديه بحنان اب ويقول بأبتسامه:
نورتي دارك يابت الغالي
اجابت بأبتسامه صغيره:
شكراً ياعمي بنورك
نظر اسماعيل لفاطمه نظره ثاقبه:
اهلا يام البنات نورتي زين انك جيتي الصعيد تاني
اجابت بخفوت:
تسلم وتعيش ياحج اسماعيل
إسماعيل بنبره جاده:
ايه ياخوي خش دارك ريح جتدك واني هوصي زينه علي الوكل
حرك محمد رأسه بأيجاب واخذ فاطمه وسماح ودلف الي منزله الذي طالما اشتاق اليه ورائحته العبقه
اتجه اسماعيل الي ولده الذي يتكأ علي سيارته وعيناه شارده
ربت علي كتفيه قائلاً :
زين ياولدي زين وعد ووفيت جولتلي انك هترجع عمك ورجعته
قبل علي يد والده قائلاً بطاعه:
أوامرك مطاعه يابوي

دلفت الي غرفة والدتها لتجدها نائمه كما اعتادت ان تجدها منذ اختفاء والدها
جلست نور علي اطراف الفراش وربتت علي رأس والدتها هامسه:
متقلقيش ياما ابويا هيرجع وهلاقيه
دمعه خائنه خانت عيناها وهبطت بارده كالثلج...مسحتها نور سريعاً
وتحسست جبين والدتها لتجدها كاقطة الجمر حرارتها مرتفعه جداً
شهقت نور بفزع قائله:
يالهوي ياما انتي سخنه اوي... اما فوقي كدا
أنت والدتها بصوت واهن ولم تتحرك
نور بدموع وهي تحاول ايقاظها:
قومي ياما الله لا يسئك قومي
لم تجد رد منها
قامت سريعاً وتوجهت الي المطبخ لتجلب مياه بارده مع قطع ثلج صغيره
وقطعة قماش صغيره
ثم اتجهت الي غرفة والدتها سريعاً
جلست علي اطراف الفراش المتهالك
وشمرت عن ساعديها وبدأت في ازاله السخونه عن والدتها وهي تبكي بخفوت
نور بهمس باكي:
قوميلي ياما متبقيش انتي وابويا
الي معرفش هو فين دلوقتي
قلبي وجعني من المرمطه هنا وهنا أشوف هو فين
ظلت ساعه من الوقت تحاول ان تزيل تلك الحراره عن والدتها ولكنها علي ماهي عليها
سمعت طرقات قويه علي الباب
اخذت حجابها ولفته بعشوائيه
واتجهت الباب لتري من الطارق
نور وهي تقترب من الباب:
ايوا يالي علي الباب انا جايه اهو
فتحت الباب لتري جارتها وصديقتها نسمه تقف امام الباب بعبوس:
ايه تلات ساعات عشان تفتحي ياختي
تنهدت نور بحزن:
خشي يانسمه كويس انك جيتي
دلفت نسمه الي المنزل وهي تأكل العلقه وتصدر فرقعات بها:
امك عامله ايه يانور
دموع خانتها مره اخري وهبطت لتقول ببكاء:
امي عيانه اوي يانسمه
تغيرت ملامح نسمه الي القلق واقتربت من صديقتها:
في ايه يابت قلقتيني
اجابت ببكاء وهي تخلع حجابها:
سخنه مولعه.. والبيت مفيهوش لقمه بقالنا يومين مكلناش ولا معايا مليم حتي
خبطت نسمه علي صدرها بصدمه:
يامصيبتي ومقولتليش ليه يانور
ازاي قاعدين من غير أكل
ثم وادخلت يدها في عبائتها واخرجت ثلاث ورقات ماليه:
خدي دول لسه قابضه الجمعيه امبارح من الوليه سنيه خدي دول 250جنيه تمشي حالكو بيهم لحد مايفرجها ربنا
مسحت نور عيناها بظهر كفها واخذت النقود قائله:
تسلمي يانسمه هرجعهوملك تاني
مطت نسمه شفتيها الحمراء قائله:
روحي هاتي لقمه تاكليها انتي وخالتي
وهاتليها اي حاجه من المستوصف
وانا هقعد معاها
اجابت وهي ترتدي حجابها بعشوائيه:
ماشي مش هتأخر
خرجت من المنزل بسرعه
وسارت في حارتهم الشعبيه وهي تسير بسرعه وسط المعاكسات التي تتعرض لها والكلمات البذيئه التي تعودت علي سماعها بحكم نشأتها في حاره شعبيه
كانت تسير وهي تحسب ما ستنفقه علي الطعام والدواء وما سيتبقي
شعرت بيد توضع علي فمها وانفها
ثم خارت قواها بالكامل لتفع بين يدي الملثم... نظر حوله لم يجد احد يراه.... حملها ووضعها في عربه صغيره وانطلق بها بعيد عن الانظار

قاسي ولكن أحبني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن