# لسـتُ_عـاراً
# الفصل الاول :قسوة
--------------------------------------------------------------------------
في أحد الأحياء الشعبية بمدينة الاسكندرية عروس البحر المتوسط،التي تعج بالناس في شوارعها،والقمامة ملقاة في كل مكان،بالإضافة إلي برك المياة المنتشرة...
في أحد الشقق باحدي البنايات التي ليست بالراقية او البالية:
- رغد بت يا رغد إنت يا زفته
صدع صوت السيدة "فاطمة" المتذمر، التي تبلغ من العمر ثلاثة وخمسون عاما، ممتلئة الجسد قليلا، قصيرة القامة،يغطي شعرها بعض الخصل البيضاء لمرور الزمن، هتفت لتلك الممددة علي فراشها بأريحية،فتاة ذات بشرة بيضاء ا،تمتلك شعر مسترسل يصل لمنتصف خصرها،مشعث من إثر نومها،متوسطة القامة ذات قوام ممشوق ،تبلغ من العمر اثنين وعشرون عاماً ،تسبح في الاحلام الجميله التي تبعدها عن مر وقسوة الواقع
تقلصت قسمات وجهها بضيق لمن قاطعها من تلك الاحلام الوردية
زاد صراخ والدتها عليها ،لتقترب منها ثم تلكزها بيدها علي ظهرها وهي تقول:
- قومي يا ست الهانم..كفايه نوم مشبعتيش
تأفأفت بضيق،ثم فتحت عينيها لتظهر لون العسل الصافي بهما، ثم أردفت قائلة وهي تمسح وجهها بغيظ:
- خير يا ماما مصحياني بدري كده ليه
لتلكزها والدتها مره اخري وهي تردف بغضب جم قائلة:
- قومي يا بت قامت قيامتك..مكونتيش جيتي ولد وريحتيني
إعتدلت في جلستها علي الفراش ومازالت ملامحها ناعسه..لتردف بصوت متحشرج من إثر النوم قائلة:
- مش ذنبي اني بنت يا ماما..هو موضوع كل يوم بقي انت مش بتزهقي
تحولت قسمات وجهها إلي الغضب وأصبحت مقلتيها تقطر شرراً، لتردف بعصبية وصوتها يهتز في أرجاء الغرفة:
- وكمان بتردي عليا يا قليلة الادب...انت ايه يا بت معندكيش دم..قومي فزي يلا
تنهدت بغيظ..تنهيده تحمل بداخلها طيات من الحزن والالم...من ام واب يكرهون الفتيات ويرون أنها مجرد لا فائدة منها خلقت لتخدم فقط..ليس لها الحق في أن تطلب او تتمني ..حتي تلك الجامعه التي إلتحقت بها ..كلية التجارة ...إلتحقت بها بعد إلحاح طويل ...وبعد شجار عنيف في المنزل حتي وافقوا مجبرين
إنتشلها من شرودها صوت والدتها وهي تردف باستهزاء قائلة:
- سرحانه في ايه يا ست هانم..ولاتكوني بتفكري في حبيب القلب
ترقرقت عينيها بالدموع،محذرة لها أنهم علي وشك الهطول، لتغمض عينيها بشده محاوله منع دموعها وإستسلامها للواقع الأليم...أعادت فتحهما مره اخري لتردف بطاعه ونبرة مذلولة:
- حاضر يا ماما..هقوم انضف البيت وهبطل اسرح..ومتقلقيش مفيش حبيب قلب ولا حاجه
مصت فاطمه شفتيها بتهكم قائلة:
- ومين هيبص في خلقتك يا اختي هو انت تتشافي
لتتركها وتخرج من الغرفه صافعه الباب خلفها وهي تُتَمتم:
- بنات آخر زمن
تاركة خلفها تلك القابعه علي الفراش تحدق بفراغها بأسي،لتترك الإذن لدموعها بالهطول بغزارة، لتضع يدها علي فمها لتحاول كتم صوت شهقاتها...ليس ذنبها أنها ولدت فتاة..ليست هي من قامت بخلق نفسها...ولم ولن تكن الفتاة عاراً..دع الخلق للخالق..