البارت الثانى

3.2K 121 1
                                    



فى منزل رسيل .

كانت تأخذ أنفاسها بصعوبة كانت تشعر وكأن قلبها سوف ينخلع من مكانه من هذا الحلم .. ذلك الحلم الذى كان يأتيها كل يوم من وقت الحادثة.. انتبهت إلى الطرقات على باب المنزل الذى كان صوتها يزداد .. فتحت رسيل الباب و وجدت مريم والسيدة هدى وملامحهم يحتلها الرعب
رسيل : طنط هدى ازيك وانتى يا مريم اتفضلوا
مريم بخوف : رسيل أنتى كويسة
رسيل الذى كانت تحاول أن ترسم ابتسامة كاذبة على وجهها و ألا تبين تعبها وحزنها : أنا كويسة يا مريم متقلقيش
السيدة هدى : أنتى متأكدة يارسيل احنا سمعنا صوتك وانتى بتصوتى وذهبت إليها وعانقتها وقالت : مالك ياحبيبتى احكيلى أنتى زى مريم بالظبط .. لم تستطيع رسيل منع دموعها أكثر من ذلك : أنا تعبانة أوى ياطنط مش قادرة أعيش من غيرهم .
هدى : بصى يا رسيل أنتى مؤمنة بالله و عارفة أن ربنا دينا بيختار لينا ديما الحاجات الكويسة وقال عزوجل " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وعلى الله فاليتوكل المؤمنون " ودا عمرهم ياحبيبتى وعياطك عليهم مش هيرجعهم ومش هينفعهم دا بالعكس بيضرك وبيضرهم بيضرك فى صحتك وبيضرهم فى قبرهم من حزنهم عليكى أنتى عاوزاهم يزعلوا منك .
محت رسيل دموعها وقالت : لا طبعا أنا بحبهم ومش عاوزه أزعلهم
هدى ببتسامة محبة : يبقى خلاص تقومى دلوقتى تصلى ركعتين لله وتدعيلهم ، يوه نستينى أنا كنت جيالك ليه ونغزت مريم الذى كانت متأثرة بهم : فكرينى أنا كنت جاية ليه
مريم بوجع مكان النغزة : أه أيه يا ماما مش كنتى قلباها حنية من شوية ولا معايا مرات ابويا
هدى بتوعد: ماشى يا مريم يا أم لسان طويل لما تروح بس
ونظرت إلى رسيل وابتسمت : أنا كنت عاوزاكى أن شاء الله بكره تيجى تفطرى معانا.
رسيل بحرج منهم : مفيش داعى ياطنط ملوش لزوم
هدى بحب وطيبة : داعى إيه بس أنتى ناسية أنك بنتى وأنا اللى مربياكى ولا أيه بكره من النجمة تيجى تقعدى معانا ومتخفيش إذا كنت هتبقى محرجة من يوسف بكرا الجمعة وانتى عارفة أنه بيفضل فى المسجد طول النهار فى اليوم دا
تقف السيدة هدى هى ومريم لكى يرحلوا : هستناكى بكرا يارسيل متتأخريش
رسيل ببتسامة : أن شاء الله
مريم : مع السلامة يا سوسو اشوفك بكرا أن شاء الله
رسيل : مع السلامة
أغلقت رسيل باب المنزل وأستندت على باب المنزل وكانت تفكر فى حاجة واحدة فقط وهى يوسف حب الطفولة والمراهقة والشباب الزوج الصالح كانت تحلم به وتتمناها زوجها ولكنهم لم يتحدثوا يوما ولم يلاحظها يوما كان لديها شعور أنه حب من طرف واحد فقط وسيظل من طرف واحد .........................

**********************
فى منزل يوسف
كانوا يجلسون سويا كان يوسف يصنع فانوس رمضان لمريم الذى تجلس بجانبه فهو صانع فوانيس ماهر
تنظر لهم السيدة هدى تبتسم وتدعى ربها فى سرها أن يظلوا متجمعين طوال عمرهم .. تنظر للسيد عبدالله زوجها وتغمز له وتبتسم وتوجهت بنظرها ليوسف وقالت : تعرف ياحج عبده مش انا النهارده روحت لرسيل بيتها وكانت ياحبيت عينى وشها أصفر زى الليمونة وعزمتها تيحى بكرا تفطر معانا بإذن االرحمن
عبدالله ببتسامة : والله في كل الخير ياحجة أنا البت رسيل دى معزتها من معزة مريم بالظبط ونفسى نفرح بيها بقى على الله ناس تفهم
ابتسم يوسف على طريقة والديها الذى كانت واضحه لها تماما ولكنه حاول ألا يبين لهم فهو يعرف تمام المعرفة أنهم يريده أن يتزوجها وهو يتمنى ولكنه يشعر بالخوف والقلق أن تكون لا تحبه أو ترفضه و وقتها سوف يخسرها للأبد .............
قام يوسف من مكانه واتجه لوالديه وقبل يديهم بحب وقال : أنا فاهم أنتم عاوزين أيه وأنا نفسى بس خلوها شوية حتى يكون هديت من موضوع الحادثة دا شوية
هدى وهى تربت على شعر رأسه : ربنا يعمل اللى فيه الخير توكل على الله وهو هيمشيها
يوسف : واللهى سيبها لله يا أمى
مريم : الله عليك يا يوسف ياجامد بس أتجدعن بقى
يوسف وهو يضم والدته من جهة وشقيقته من جهة : أحلى حضن وأحلى أحساس ممكن الواحد يحسه أن اللى بيحبهم معاه وراضيين عنه
**************

رمضان كريم  بقلم " إيمان منصور  و دعاء غانم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن