فى اليوم الثانى فى الشهر الفضيل شهر التوبة والغفران .
كانت جالسة تقرأ بعض آيات الذكر الحكيم وبعد أن انتهت ظلت جالسة على سجادة الصلاة تدعو إلى أهلها أن يرحمهم الله ويجمعها بهم فى جنة الفردوس الأعلى عند حوض النبى قطع هذه اللحظة الروحانية طرق مريم باب المنزل ذهبت رسيل لتفتح باب المنزل
رسيل : مريم تعالى أدخلى
مريم : لا أنتى اللى هتيجى معايا البيت هنقضى اليوم من أوله سوا ونصلى صلاة الضهر جماعة أنا وأنتى وماما ومش هقبل أى أعذار أتفضلى قدامى بقا
رسيل : حاضر هجيب المفتاح وأجى
أخذت رسيل مفتاح المنزل وذهبت إلى منزل مريم وعندما كانت تخطوا داخل المنزل كان وسيم خارج لصلاة الجمعة ألقا السلام ثم رحل وهو قلبه يخفق بشدة عندما رأها ورأى النور الذى يضيأ وجهها وتمنى بشدة أن يجعلها الله زوجته فى الدنيا والآخرة.
**************
في المطبخ المنزل.
كانت تقف رسيل تحضر السلطة وهدي التي تقف بجوارها تحضر البزلاء ومريم الجالسة تصنع عصير البرتقال .....
مريم بضيق : اف انا زهقت من العصر البرتقان ده ماكنا عملناه في الخلاط وخلاص .
هدي بحدة من ابنتها المدللة: انتي عارفة ان اخوكي مابيحبش العصير الا كده طبيعي واعمليه بنفس .
مريم بتأفأف : ماشي حاضر ، امتي يتجوز ونرتاح من طلباته .
هدي بسخرية : ترتاحي وانتي فاكرة ال بتعمليه ده شغل امال احنا بقي نعمل ايه دحنا علي ايامنا مكنش فيه الحجات دي .
رسيل اللى انتبهت للحديث بشدة: صحيح يا طنط هدي انا كان يعني ماما الله يرحمها كانت بتقول ان ايام زمان مكنش فيه حاجة من دي خالص لا تلفزيون ولا نت ولا كهربا حتي امال كنتوا عايشين ازاي.
هدي بحنين للماضي: هو كان في زي ايام زمان كانت أيام جميلة اوى تعرفوا كنا أنا وأخواتى كل يوم نمسك البيت نروقوه ونخليه على سنجة عشرة وكانت أمى تروح تقعد مع أمها لحد ماحنا نخلص ولما نخلص كنا نروح ننام ونيجى على الفطار نفرش برا قدام البيت أ حنا وجيرانا لأن زمان مكنش فيه لسه مبانى زى دلوقتى كانت الدنيا فاضية كنا نودى أطباق أكل لبعض و احنا قعدين ناكل وكل واحد مع عيلته وبعد ما نخلص ونغسل المواعين كنا ناخد الفوانيس بتاعتنا زمان بقى الفوانيس كانت غير دلوقتى كانت من الصاج شايفين صاج علبة السمنة دا كان هو دا وكان فيه أزاز ملون وكنا نروح نشترى شمع ونحطه جوا الفانوس وكان نور الشمعه بيدى أضاءة للأزاز ونجرى ونقول وحوى يا وحوى وكنا نلعب لعبة القطر ونجرى لحد العزبة عند بيت خالتى بيتها مكانش بعيد اوى وبعدين كنا نفضل نلعب ألعاب حلوة اوى وبعدين كان ابويا وعمى شوقى كانوا بيجيبوا التليفزيون ويشغلوه ونسمع الفوازير وتانى يوم كنا بتتقابل وكل واحد يقول للتانى حل الفزورة وكان زمان اللى بيحل الفزورة كان بيروح مبنى الإزاعة والتليفزيون ويقولها ليهم بس كان بيكتبها فى ورقة واللى بيطلع الحل بتاعه صح كانوا بيدوه تلاجة او تليفزيون لانه كسب
مريم : الله يا ماما وكنتوا بتوده إجباتكوا ديه ليهم بقا وتكسبوا وكدا
هدى : لا أحنا كنا هنروح عند مبنى الازاعة والتليفزيون علشان كدا لا مكناش بنروح
رسيل : جميل اوى ياطنط واحلى حاجة ان رمضان زمان كان ليه طعم تانى احلى عن دلوقتى
***********
فى المسجد
كان يوسف جالس بعد أنتهاء خطبة صلاة الجمعة يقرأ فى كتاب الذكر الحكيم وجائت عيناه على الآية هذه " وإذا سألك عبادي عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون "..
قل يوسف : يا رب انت اللى عالم بحالى اللهم اجعلها من نصيبى
وغفا يوسف قليلا وما رأه كان حلم جميل وهو .....
*****************
كان يقف عند بوابة الجامعة ويقطع الطريق ذهابا وإيابا و ملامحه تدل على عصبيته الشديدة أوقفه صوت وصول رسالة إلى هاتفه وكانت أن الرقم الذى طلبه متاح حاليا يمكنه الأتصال به قام بطلب صاحب هذا الرقم وانتظر حتى يجاوب عليه الطرف الآخر
رسيل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوسف بعصبية : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيه ياست هانم أنتى فين وقافلة تليفونك ليه
رسيل بهدوء : ممكن أفهم أنت بتزعق ليه وبعدين أنا كنت قافلة علشان كنت فى المسجد بصلى الضهر
يوسف بعصبية شديدة : لا هو أنتى مكنتيش لسه صليتى الضهر أنتى عارفة أنه أذن بقوله ساعة
رسيل : أيه يا يوسف كنت قاعدة مع أصحابى والوقت خدنا ومحسيتش بالوقت وهو بيمر
يوسف بزعيق : كل الكلام دا أنا مليش فيه أصحابك يستنوا ربنا أهم منهن ومنى أنا شخصيا تانى حاجة تعلى ليا هنا أنتى أزاى تنزلى من غير متلبسى الجوانتى هااا
رسيل بخوف : ما ممم بص مهو يعنى نسيت
يوسف بهدوء مفاجأ : ممممم نسيتى أنا مستنيكى تحت أنزليلى
رسيل بخوف أكبر : يوسف خلاص بقى نسيت والله أخر مرة
يوسف بهدوء أشد : أنتى سمعتى أنا قوله أيه أنا مستنيكى بره عند بوابة الجامعة
*******************
رسيل الذى ذهبت مسرعة وهى خائفة منه فهو يكره كثيرا أن تؤخر صلاتها أو عدم أرتدائها القفاز الخاص بنقابها رأته يقف ووضع يده فى جيب بنطاله وهو يرتدى قميص نبيذى اللون وبنطال من اللون السكرى
ولحيته المشذبة التى تعشقها وقفت بجانبه أمسك يديها دون أن يتحدث وألبسها قفاز جديد وألبسها أياه
رسيل بأستغراب : أنت أشتريت واحد جديد
يوسف ببردو : أه ليه
رسيل : ليه مكنش ليه لازمة أحنا كنا هنروح دلوقتى
يوسف : اممم وكل الناس ديه تشوف إيدك لا محذرتيش يارسيل أنا بحبك عارفة يعنى أيه بحبك يعنى بغير عليكى لما بتشيلى البيشة من على عينيكى لما بتقلعى الجوانتى أنتى جوهرة بحافظ عليها أنتى مكنتيش كدا قبل كتب الكتاب كنتى مبتسهيش عن صلاتك أو حاجة ليها علاقة بربنا أحنا المفروض نتقدم مش نرجع لورا
رسيل : خلاص أنا أسفة مش هنسى تانى أنشاء الله متزعلش منى
يوسف : أنتى تعملى كدا اولا علشان ربنا ميزعلش وبعدين أنا احنا ناخد بإيد بعض للجنة احنا عاوزين نبقا مع بعض دنيا وأخرة أنا لو بنادى عليك والأذان بيأذن تسيبينى وتروحى تصلى فاهمة
رسيل : أنا محظوظة بيك جدا ربنا ميحرمنيش منك ويبركلى فيك
يوسف ببتسامة : ماشى ياحبيبتى تتغدى بقى تحبى تكلى أيه
رسيل : رسيل : شورما ياسطى
يوسف وهو يضحك على ردها ويمسك يدها ويذهبوا ويقول : بيئة أو أنتى
************
أفاق يوسف من نومه وهو يبتسم ابتسامة جذابة ويقول : يارب اجعلها من نصيبى ليستمع بعد ذلك لصوت أذان صلاة العصر ليستعد لصلاته بعد أن أنهى فرضه فى صلاة جماعة قام بقراءة ورده حتى حان موعد صلاة المغرب قام ليصلى وأنهى صلاته وقرأ ورده وذهب لمنزله لكى يفطر وعندما دخل المنزل رأى والدته وشقيقته وحوريته ❤ الذى كان وجهها مضيئ بشكل جميل أثر قربها من الله عزوجل رأته رسيل وخجلت بشدة وجلسوا جميعا لتناول الأفطار الشهى بعد أن أنهوا دعائهم قبل الأفطار فعند الأفطار هذا أكثر الأوقات أستجابة فى رمضان بعد وقت قصير أنهوا الجميع طعامهم وجلسوا ماعدا يوسف فقد ذهب لغرفته لخجله من وجود رسيل وخوفه من أن ينظر لها فقد يغضب ربه فقد أمرنا الله عزوجل بغض البصر مؤمنات ومؤمنين.
***************
مريم وهي تطرق الباب علي يوسف: يوووسف افتح يا يوسف .
يوسف قام بفتح لها الباب: نعم خير
مريم : انت نسيت النهارده الجمعة
يوسف : والمطلوب
مريم : الحكاية يا يوسف انت نسيت
يوسف: انا منسيتش بس رسيل هنا
مريم : وايه يعني حتي تستفاد منها يلا بقي .
وجذبته من يده إلى حيث مكان جلوسهم.
يوسف بحرج: احم السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام .
مريم وهي راحة جمب رسيل: هتسمعي دلوقتي يارسيل احلي حكاية رومانسية من الاستاذ يوسف
رسيل بحرج: لا انا هقوم أمشي أنا اتأخرت
هدي بحدة: رسيل اقعدي انتي محروجة من ايه وبعدين اقعدي اسمعي الحكاية
رسيل جلست بجانبها مرة أخرة ويوسف جالس بجانب مريم وجلسوا جميعا منتظرين يستمعوا في هدوء تام .....
يوسف : بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد ....تقاطعة مريم : اخلص يايوسف انت هتخطب
يوسف بغيظ: اخرسي يا مريم ...... احم طبعا كلنا عارفين قصة الحب اللى بين الرسول عليه الصلاة و السلام وبين السيدة عائشة قصة الحب المميزة ، وكان دائما يدللها ويقول لها با عائش او يا حميراء...
تقاطعه ماريم: يوسف يوسف يعني ايه حميراء دي شتيمة
يوسف بنفاذ صبر: يعني الست البيضة المحمرية، يعني الحلوة .. يارب نخلص
ها كنا بنقول ايه ، اه وكان بردوالسيدة عائشة تقول ان كان الرسول عليه الصلاة والسلام بيناديها ويقول( يا عائش يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام)
وفي موقف بردو كان بتحكيه السيدة عائشة
وتقول عائشة أنه ذات يوم قدم الرسول صلى الله عليه وسلم من أحدى غزواته وكان في سهوتها ستر، فهبت الريح فانكشف ناحية الستر عن عرائس لعب، فقال لها النبي: ماهذا يا عائشة؟ فقالت: بناتي، ثم رأى رسول الله عليه الصلاة والسلام فرساً بين اللعب له جناحان، فقال لها: وماهذا الذي سطهن؟ فقالت : فرس، فقال صلوات الله عليه: فرس له جناحان!!، فقالت: أما سمعت أن لسليمان-عليه السلام- خيل لها أجنحة؟ فضحك الرسول حتى ظهرت نواجذه......
مريم : الله فعلا احلي قصة حب سمعتها الرسول الله فعلا كان ونعمة الاخلاق لو كل الناس تعمل زيه مكنش حصل مشاكل ...
رسيل ببتسامة : فعلا معاكي حق لو كل واحد اتسم بأخلاق النبي مكنش حصل حاجة ، بس المسلمين إيمانهم بقي ضعيف جدا كل واحد بقي بيقول يلا نفسى .
مريم بضيق: طبعا يا بنتي انتي مابتشفيش ال بيحصل في سوريا وفلسطين والكل عامل مش واخد باله ... انت ايه رأيك يا يوسف .
يوسف بجدية : بصي انا مقتنع بحاجة واحدة اللى عاوز يعمل حاجة بيعملها مش يقوله أمريكا أقوي مننا مافيش الكلام ده ، وده بيفكرني بقصة عكرمة ابن ابي جهل .
مريم : مين عكرمة ده أنا أول مرة اسمعه وابو جهل هو كان ابنه .
يوسف: الناس كلها تعرف ابي جهل عدو الرسول عليه الصلاة والسلام بس ميعرفوش ان عكرمة ده كان من انصار الرسول ..كان بيكره الرسول جدا لدرجة انه كان مهاجر وسيبله البلد بس وهما في السفينه الموج على جدا والسفينه كانت هتتقلب وقتها قال اصحاب السفينة للركاب الا كان منهم عكرمة ( أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا)
وقتها عكرمة حث انه ممكن فعلا محمد معاه حق ( والله لئن لم ينج في البحر إلا الإخلاص فإنه لا ينجي في البر غيره ) ووعد ربنا إن نجاه هيروح لرسول الله ويعلن اسلامه(اللهم أن لك علي عهد أن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آت محمدا حتي أضع يدي في يده فلأ اجدنه عفوا كريما.. وفنفس الوقت الا كان عكرمة بيدعي ربنا فيه كان رسول الله بيكلم الصحابه قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه : (سيأتيكم عكرمة بن عمرو مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فان سب الميت يؤذى الحى ولا يبلغ الميت ) ودخل عكرمة المدينه وراح لرسول الله الا كانت مقابلته انه خده في حضنه وقاله( مرحباً بالراكب المهاجر)..
بعد ماعكرمة أعلن إسلامه راح معارك كتير مع المسلمين وكان من المعركة الا استشهد فيها معركة اليرموك اللى كان المسلمين فيها كانوا قليلين جدا لدرجة أنهم خافوا أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد فقال له "لاتفعل يا بن العم فإن قتلك سيكون على المسلمين شديد"، فما كان من عكرمة إلا ان قال "تنحى عنى يا خالد جاهدت بنفسى ضد رسول الله ! أفأستبقيها الآن عن الله ورسوله!" ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام بن المغيرة وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) أشد القتال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعاً جراحاً، و استشهدوا.. أوتي لخالد بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه، ولقد أصيب عكرمة والحارث فدعا الحارث بماء ليشربه فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إليه ثم قضى نحبه، ولقد وجدوا فيه بضعاً وسبعين، من بين ضربة وطعنة ورمية. وقد برّ عكرمة بما قطعه للرسول من عهد، فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه، إلا وخاضها معهم، ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم..
*************
بعد أن أنهى يوسف حديثة عن قصة عكرمة رأى شىء أحزنه للغاية كانت هى رسيل الذى أحزنته فقد رأى ملامحها يتجسد بها الآلم بشكل ملحوظ والحزن الشديد وعينيها التى أغرورقت بالدموع وهى تحاول ألا تبكى فهى لا تريد شفقه من أحد .همت مريم بالحديث بحد أن أنهى يوسف القصة وقالت : مؤثرة أوى و الواحد يقدر ياخد منها الموعظة فعلا وفى نفس الوقت جميلة أوى
والد يوسف : ربنا يبركلنا فيك يابنى رسيل كنت حابب أقولك حاجة مهمة وهى ......... **********************
أنت تقرأ
رمضان كريم بقلم " إيمان منصور و دعاء غانم
Roman d'amourرواية قصيرة بمناسبة الشهر الكريم" شهر رمضان "