الفِصل السادِس مِنْ رواية { تـائهِ فِي اليابان }.
___
قِبل إتصال شُون بِـ "نايل" بِثلاثِ ساعات.
عَادِ "نايل" مِنْ عملهُ ولكنْ ظِل يَطُرق باب منزل "شُون" ولكن لامُجيب، بدأ بالإتصال عليهِ ولكن الهاتف مُغلق، أصابهُ القلق إذ عادت هذهِ النوبة لهُ فِي الطريق، صعدِ نايل لشقتهُ ليبُدل ملابِسهُ ويجلبِّ مُفتاح شِقة شُون، لينتظِرهُ بها..
وقِبل أن يخرجُ سمع رنين جرِس الشقِة، ظِن أنها "كامِيلا" ولكنْ حينْ فتح البابِ تفاجأ بـالطِارِق، كانتَ فتاةِ صغيرة السِن، واقفِة أمامهُ وبجانبها حقيبة ملابِس كبيرة، تفحصِ وجهها لعلهُ رأها مِنْ قبل، شعرها البُني المُختلط بِخُصلات شقراءَ والذيِّ بدأ يتطاير بِفعل الرِياح، بِشرتها البيِضاء الصافية، طُولها الذيِّ يُقارب طُول نايل، ترتدي فُستان أزِرق يصِل لِرُكبيتها، وحذاءِ رياضي أبيض اللون، كانتَ ترتدي قِرطان من الفضة بآذُنيها .. ولكن ما جذِب نايل بها عينيها، كانتَ مَثيلة خاصتهُ زِرقاء كَزُرقة البحِر فِي صفائهُ ..
-" مِنْ إنتِ؟". بادِر بسؤالها، وقدِ أشتدِّ قلبهُ قلقاً حين رأها تبِتسم بحنانْ، ولكنهُ تلقى صدِمة حين هتفت لهُ:
-" أخبرتني أمُـيّ بأنك هُو أبي، لذلك هل ستدعنيّ أعيش لديك أم لا". قالتها وهيِّ تقترب منهُ، شعر بالفزِع يُصيب قلبهُ، تساءَل بداخلهُ كيف تكّون إبنتهُ وهُو لايتذكِر بإن إحدى النِساء الذيِّ واعدِهُن أخبرتهُ بحملها.. ليقُول :
-" بالتأكيد هُناك خطب ما، أنا لستُ والد لأحد أيُتها الفتاة". قال وهُو يفُسر كلماتهُ ولكن وجهها الواثِق، بدأ يُشكك قلبهُ، لتِقُول لهُ بإبتسامة سعيدة:
-" بالتأكيد تِظُن ذلك؛ لإن والدتي لم تخبرك بحملها فُور إنفصالكُما، لذلك سأخبرك مِنْ هى أمُي". قلبَّا عينيهِ من كلماتها وكأن ذِكر إسم والدتها سيُحدِث فرقاً معهُ..
-"إنجيلا وانتر". أضافت، ولم تتوقع بإن ملامِحهُ ستشحبَ، طلب منها تِكرار الإسم، لتُعيدهُ عليهِ بإبتسامة أكِثر أشراقة، كانْ نايل يشِعر بالصدِمة، وقف مُندهشاً من ذكِر أسم والدتها، مُنذ متى وهُو أباً!، هل بعد أن أصبح فيّ الثالثة والثلاثين يكُون أب لفتاة تبلغُ إحدى عشر عام، أدخلها لشِقتهُ .. ولكنهُ بعد أن رأها تتفحِص الشقة بإريحية هتف لها:
-" بالتأكيد معكِ هاتف والدتكِ؟". أومأت لهُ، وقبل أن يفتح هاتفهُ ليأخُذِ الرقم، أستطردتَ:
-" ولكنها لن تُجيبكَ". تنهدِ وعضِ على شفتيهِ حتى لايُغضب، قـال وهُو يجاورها بالجُلوس على الآريكة:
-" مِنْ المُمكن بإنكِ كاذِبة، حين إنفصلتُ عن إنجيلا، لم تُظهر الأمِر أو حتى تلمح لي بهَ".