٧- ماضي.

116 11 8
                                    

7- ماضي.

___

كانتَ "نُويل" تثِق بإن شُون سيصبح رِجُلاً عظيماً، فِكُلما جاءَ السيد " أحمد" يُخبرها عنْ تقدِم شُون في الحِساب والمُوادِ الأخُرى كُلما رأت اللمعان بعينا ولدِها الصِغير، بعد رحِيل السيد أحمد لصِلاة الجُمعة، رأت "شُون" يجلِس على الطِاولة ليبدأ المُذاكِرة، ولكنها هتفت لهُ:

-" لم تنم مُنذِ أمِس، لايجب عليكَ أن ترهق نفِسك بُني". قالتها وهيِّ تضع كفها على شِعرهُ، ليقُول وهُو يبتسـم بإتسـاع :

-" أعلم أمُي، ولكنْ السيد أحمد أعطاني دِرسًا صغيرًا .. لذلك سأنُهيهِ ثُم سأنام". قالها بنبرة حماسية، كادِت نُويل أن تبكي، مـرَّ على ذِهابهُ للسيد أحمد فقط ثلاثَ أسابيع ولكنهُ أصِبح فتى يُحب المُذاِكرة،قبَّلت جبينهُ وذهِبت لتُحضِر لهُ بعض المُقبلات ليتناولها، حين آتت لهُ وجدتهُ قد إنهى واجباتهُ، لتقُول لهُ:

-" هيا تناول الطعامِ ثُم نام". ولكنهُ أعترض قائِلاً لها:

-" سأذِهب للنوم الأن". وقبل أن تمنعهُ وجدتهُ يسرع بخلع نظارتهُ ويتجهِ نِحُو الفِراشِ، لم تتوقعهُ اليوم، لم تتوقع تشجيعهُ لنفسهُ للمُذاكِرة أو حتى عدم تناول شيء، كان الأمِر غريباً بالنِسبة لها، ولكنها شعرت بالفُضول حُول دِفتر مُذاكرتهُ، لتفتح وتجدِ بإن السيد أحمد حين يحل شُون سؤالاً صحيحاً يخبرهُ بجملة تشجيعية، شعرت هى بالسعادِة .. أي أن الأستاذِ عمل بأمر التشجيع حتى يشعر شُون بإنهُ شخِص هام..

فِي صباح اليُوم التالي، كانتَ "نُويل" تمِسك بيد شُون ليذهبا معاً للمدِرسة، وحين أودعتهُ وجدت السيد أحمد يِدخُل المِدرِسة .. أوقفتهُ قائِلة بإمتنان:

-" أشُكرك كثيراً على جهدِك مع شُون". أومـأ لها ولكن لم يُعلق بشيء وذِهب على الفُور داخل المدِرسة، شعرت نُويل بالحرِج ولكنها لم تهتمِ، وذِهبت للمنِزل لُتحضِر الغداءَ حتى مُوعد إنتهاءَ الدوام لدى شُون.

__

كانتِ حِصة الرياضيات، لذلك "شُون" مُتحمساً للدِرس، فقام بِإخراج أدواتهُ، وأمِسك بدفترهُ وأخذِ يدُون مُلاحِظات المُعلم، وطرح المعلم سؤال على السِبُور ليقولهُ:

" إثنان ضرب سبع .. ماهُو العددِ الناتج؟". توقع المُعلم دقائق ليحُاولوا ضربهُ ولكن كانت هُناك يد مُمددة فِي مُنتصف الصِف، كان شُون يعلم الإجابة لذلك حين طلب منهُ المعلم أن يُجيبها، اجاب بإندفاع:

-" أربعة عِشر". إبتسم المُعلم بِسعادة، ليطِرح سؤال آخر ويُجيب عليه شُون، كان المُعلم قد لاحظِ أن شُون لايستخدمِ سوى دِفترهُ في تدوين المسائِل ثُم يُجيبها بإهتمام فِي أقل مِنْ نِصف دِقيقة.. بعد إنتهاءِ الصف، قال المُعلم قبل رحيِلهُ:

-" تفوقَ عليكُم من كُنتم تنعتهُ بالغبي، أحِسنت شُون". كانت سعادِة شُون لاتُوصِف، وكانت هذا الصِف الاخير لليُوم، نهضِ وهُو بكُل عزمِ سيخُبر والدتهُ بما اجناهَ اليوم مِنْ سعادِة، ولكنْ حِين خطى خارِج المدِرسة قام أحدِ بدفعهُ بقوة ليِسقُط على عويناتهُ لتنِكسر.. رفع رأسِهُ ليرى بإنهُ أحد زِمُلائهُ البغضاءَ "روبن" والذيِّ أمِسك بدِفتر شُون يقطع أوراقهُ .. كان قلب شُون ينبِض بقوة، وكان يدِعُو الله بِسرهُ بإن يأتي أحد وينجدهُ منهُ، ولكنْ توقف صُوت القطِع وسمع صُراخ روبن، فتح عينيهِ ليرى بإنهُ السيد "أحمد" قد إمسك "رُوبن" من لياقة قميصهُ وأبعدهُ آخِذًا الأوراق من الأرض واضِعاً إياهم بداخل الدِفتر..

أمِسك بكِف "شُون" ليجعلهُ ينهضِ، نفِض من عليه الأترِبة، وعدِل مِنْ هندامهُ، ووضع الدِفتر بداخِل الحقيبة، قـال السيد أحمدِ وهُو يمسك بيد "شُون":

-" لماذا لم تخبرني عن أفعال هؤلاء الفتية؟".

-" يكفي أن تكّون أمي تعلم". قالها بنبرة هادِئة، يعلـم السيد أحمد بإن الوضع الذيّ حدِث مع شُون سيتكرر مرات أخُرى، لذلك هتف لهُ:

-" سأتي لإصطحابك للمدِرسة وحين ينتهي الدُوام، وسأخبر والدتكَ بِذلك". كان السيد أحمد كان قد شعر بضوضاءَ بالخارِج حين إنتهت الصفوف وفرِغت، فنظِر من نافذِة المعمل وجدِ أحد يدفع شُون على الأرِض لتتسخ ملابِسهُ بالوحل، كان الامِر مُزعج حين رأى إستسلام شُون لذلك التعديِّ، ولكنهُ يعلم بإنهُ لازال طِفل، لذلك سيحُاول جعلهُ يتفادى هذهِ الأمُور ..

سمِعت نُويل صوت الجِرس لتهرع تفتح البابِ، لتجدِ السيد أحمد أمامها وبيدهُ ممسك بـ"شُون" الذيِّ يبدُو بإنهُ ليس بحال جيد، أنخفضت إليه قائلة:

-" ما الأمر شُون؟". كاد شُون أن يكذِب إلا أن قاطِعهُ حديث السيد أحمد المنخفض:

-" بعض الفتية حاولوا ضِربهُ، ولكن لاتقلقي .. سأصطحبه للمنزل كُل يوم وأيضًا في الصباح سيأتي معي". قالها وهُو لاينِظُر إليها، ولكنها لم تُرد إتعابهُ معها لذلك رفضت الأمر مُخبرة إياهَ بإنها لاتُريد أن يُكون شُون عِبئًا عليه، ليُردِف :

-" لاأرى في الأمِر شيء .. وأيضًا شُون فتى مُطيع لذلك لاضُر في الأخِذ بيديه والذهاب إلى المدِرسة".

-" حِسناً كما ترغب". قالتها بإستسلام، أقفلت الباب حين رحل السيد أحمد، لتِقُول نُويل بين نفسها :" رِجلا طيب". أبدلت مِلابِس شُون لأخُرى نِظيفة، ولكنهُ لم يكن حزينًا بل سعيدًا .. ملامحهُ المُبهجة جِعلتها تتعجب منهُ، هتفت لهُ:

-" ما الأمر الذيِّ يجعلك سعيد هكِذا؟".

-" بل أمُور عدِة يا أمُي، مدحني مُعلم الرياضيات حين أجبتُ على أسئلتهُ بِسرعة وأيضًا دفاع السيد أحمد عني .. جعلني أشُعر بالسعادِة الطاغية، لم يأتي أحد من قبل ويحميني من أفعال رُوبن وأصدِقائهُ، كانُ لايهتمون ولكنهُ الوحيد الذيِّ أهتم بي". قبِّلتهُ على جبينهُ وهيِّ تنهي تبديل ملابِسهُ، كانْ شُون فتى مُتوهج يومها، كان يرى بإنهُ إنتظر اليوم وأن الحياة بدأت تبتهج في وجههُ..

يتبع..

الفصل صغير عارفة، بس التحديث بقى كل يوم ماعدا السبت اي حاجة عن المواعيد ادِخلوا كتاب My stars' وهتعرفو كل المواعيد..

الفصول الجاية اول الفصلين التانين هيبقوا عن الماضي بتاع شون ونايل.

الآراء؟💙

الانتقادات؟
دمتم سالمين💙✍

Lost In Japan.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن