٢- مُحاولة.

265 34 26
                                    

{ الفصِل الثاني}.

2- مُحاولة.

__

عـام 1996.

وافق السيد"أحمد" بتعليـم شُون، وهُو أن يأتيهِ كُل جمعة فِي الصباح الباكِر، ليدِرسهُ الرياضات والفيزياء، لأنهُ لن يُوجبِ عليهِ تعليم شون في المدرِسة حينما يبلغ من العُمر عشرة أعوام ولكنهُ لازال فِي السابعة مِن عمرهُ..

جاءت الجُمعة الاولى والتيِّ إنتظرتها "نـويـل" بفارِغ الصبر، إرتدت شالاً يُغطيِّ نِصف شعرها البُني، وقامتَ بتجهيز "شون" والذيِّ لازال يشِعُر بالنِعُاسِ بعض الشئ، لأنهُ فقط أتكأ علي عمود الإنارة الخاص بالشارع العُمومي وغطَ فِي سُبات لُولا شدِّ أمهُ لهُ من لياقة قميصهُ، لظل ينام وهُو يسير فِي الإرجاءَ.

وصلتَ للطابِق الذيِّ يسِكُن بهِ، وعلمتَ أين تقع شقتهُ، لأنها تنبعثِ منها رائِحة بخُور قوية، تنهدتَ قبل أن تطِرُق البابِ عدِّة مرات، وفتحَ السيد أحمد الباب بعدها بإبتسامتهُ الهادِئة.

إستقبل وجود شُون وطلبَّ منها الرحيل الأن، وأخبرها بأنهُ سيقوم بتوصيلها حينما يُأذِن الإمام لصلاة الجُمعة، أومأت لهُ موافِقة، لتذِهب لمنزلها داعية الله بأن يستجيب الفتى لتعاليم السيد.

شعر السيد أحمد فِي بداية الأمر بأن شُون سينام فِي أي لحظة، لذلكَ حضَر لهُ حليبًا دافئ، جعلهُ يتناولهُ دفعة واحدة فقط حينما أخبرهُ بأنهُ سيعطيهِ قطعتان من الحلوى.

ركَزِ شُون بعدها، حينما حدِثهُ السيد أحمد عما سيبدأ بهِ، والذيِّ دائمًا يقوم بهِ أيِّ مُدرسِ رياضيات بالبدءِ بهِ هُو جدول الضرب.

حينما بدأ السيد أحمد، بالجدول الضرب واحد فِي واحد، كان الأمِر سهل بالبداية مع شُون فِي الإستعاب ولكن مع البدءِ فِي جدول الضرب للرقم أثنين، شعر وكأن رأسهُ سينفجر من كمية الأمور التيِّ لم يستطيع أن يستوعبها..

هُو فقط يكرهَ الأرقام!

حاول السيد أحمد أن يجعلهُ يفهمهُ فِي بداية الأمر مع الكِتابة لهُ، ولكن لم ينجح الأمر، لن شون لم يستوعب أي ماتفوهَ بهِ، كما قولنا البداية هيَّ أصعب شئ ولكن لم ييأسِ السيد أحمد، حتى جعل شُون يحفظهُ وجعلهُ يسمعهُ وهُو مُغمضِ العينين.

إنتهتَ الحِصة بذلكَ الإنتهاء من جُدول الضرب للعدد إثنين، ولكن كان السيد أحمد يرى بأنهُ كافياً لهُ، فَهُو بِكُل الأحوال لازال طِفلاً بالسابِعة، لايُريد أن يحشِر عقلهُ بأشياء لن يستطيع فهمها بِدفعة واحدِة.

إرتدى السيد أحمد عباءتهُ الرمادية، بعد أن توضأ، وإمسكَ بكف الصغير، وأقفل باب الشِقة بِحرصِ، ولكنهُ لم ينسى بالتأكيد إعطاءَ شُون قطعتان من الحلوى، بعد أن أشـارِ شُون للسيد أحمد مكان سكنهُ، قام بالصُعود علي درجات المنزل، وطرقهُ بهدوءِ، حتى فتحتهُ نويـل بإبتسامة هادِئة ومتحمسة قليلاً لتعلم ماذا تعلمهُ ولدها خِلال الخمسِ ساعات الذين مَضِين.

Lost In Japan.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن