8

191 24 0
                                    


فتراجع فؤاد إلى الوراء و بدت عليه علامات النفور و هو يقول:
مع حجابك؟ تحضرين و أنت محجبة؟ كلا، إنني لا أريد أن أكون سخرية للجميع. كلا، إن هذا لن يكون أبداً يا بيداء. أعدي لنا المائدة و اخرجي من البيت، فإن ذلك أصلح لكي اعتذر عنك ببعض الأعذار.
فطاش عقل بيداء و هي تستمع إلى كلمات الإهانة هذه، و نهضت من مكانها لتقول:
إذن فلأترك البيت منذ الآن، يا فؤاد.
قال :
و الضيوف ؟
قالت :
تتمكن أن تدعوهم إلى النادي.
قال :
و أنت متى تعودين؟
فأجابت بانفعال قائلة:
لعلني لن أعود.
عند ذلك القى فؤاد بأقسى سهم لديه فقال:
و ولدي الذي معك كيف سوف يكون مصيره؟

و كانت هذه الكلمات كفيلة لأن تشد بيداء إلى واقعها المرير و إلى أنها قد زجت نفسها في دوامة ليس من السهل اجتيازها… فتهادت و هي تردد: آه، ما كان أغباني و أصدقك يا آسية؟

و سمعها فؤاد، فقال في تهكمية ساخرة:
آه، أنت تذكرين آسية الفتاة المتعجرفة المعقدة تلك التي ما تقدمت لخطبتها إلا لكي اذل كبريائها و أسحق شموخها الديني. و هنا أنتِ تذكرينها؛ فماذا أجدتك نصائحها و مُثلها يا بيداء؟ ها أنتِ مهددة بخراب حياتك الزوجية و فشل وضعك العائلي نتيجة آسية العتيقة.
فانتفضت بيداء و قالت :
كلا أنا لا أسمح لك بالنيل من آسية. لو كنتُ قد استجبت لنصائحها و مُثلها لكنت في راحة. و لكن الذنب ذنبي، و علي أن أتحمل أوزار ما عملت.

تراث ~ بنت الهدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن