انصت لي
-حسنًا سيدي
قالها أحد مساعدى الحاكم الأقصى قربًا منه
ثم استطرد الحاكم
-بدايةً، أرى أن وضع مائتي ألف مواطن في مكان واحد كبير جدًا
ونحن لا نعلم ما المدة التي سنقضيها بعد
-أخال ذلك أنا ايضًا، لِمَ لا نضع تقريبًا كل مئة ألف في جزء؟!
نضع كل مائة ألف مواطن تقريبًا في ما بين واحد واثنين كيلو متر مربع..
-إن كان هذا سيخفف التكدس، فلتفعلها إذن
-حسنًا
-اذهب الآن وحاول فعل ما قلته، وعد لي فورًا، لقد سمعت عدة أخبار من الدولة ولا أعلم مدى صحتها
-أوامرك سيدي--------------
بعد التقسيم في القطعة الثانيةفي إحدى البيوت التي كتب عليها التكوين بالأخشاب
ظلام دامس
وهدوء هو المسيطر
ذرات الهواء ساكنةً، جامدةً، وقطعة نظيفة تمددت، جثت تالدة على ركبتيها، رافعة يدها بشموخ، ناكبة رأسها تذللًا وخضوع، تناجي ربها ، آملة ومتأملة أن يُستَجاب الدعاء
-ربي، هب لي فردًا وأنت خير الوارثين
ربي اجعل لي ذرية صالحة.
ثم استطردت بصوت أجهش : رباه، تعلم أني طيلة تلك السنوات، وانا أدعوك مناجاة وعلانية، سرًا وجهرًا
ولا أرى حلمي يُولد أمام ناظريَّ
أُجزم أن دعوتي مستجابة، وأعلم أنني من المؤكد معوضةٌ في جزء آخر بحياتي
ولكن......لم تستطع العبرات الأسر أكثر من ذلك، اندفعت كأناس يضربون بعضهم البعض من أجل قطعة واحدة مجانية
-ولكن ربَّاه، أنا أريد حلمي هذا، أتمناه وآمله وأرغب فيه ولن يأتي يوم وسأكون قد رغبت عنه.... ، رباه، استجب لي....
-----------
ومن المؤسف
أننا لا نناجي ربنا إلا عند المعصية، الابتلاء، الاقتراب من الهاوية
والأمنيات...
وعند الاطمئنان، فمعظمنا ناكرون المعروف......خرجت بعدما شعرت بأن المناجاة هذه المرة ستُرَد باستجابة تُرى بالعين، ويأملها القلب.
استندت على سور طميي بمرفقيها، متكأة وجنتاها على باطن كفيها
تُبصر صورة، تمنت أن تكون هي رسَّامتها...
وأن تريها لو استطاعت للعالم أجمع
أربع زهور يهرولون، يصيحون لاعبين الغميضة
يختبئ كل منهم في حجر بالكاد يتسعه
واكتملت الصورة عند رؤيتها للرسامة الحقيقية ، ليست المتمنَية ولا المزيفَة
ترقرقت العبرات الحزينة والمشفقة عليها، ارتجف الفكان، ومعهما الذقن
جعلتُ العينان تذهبان في كل الاتجاهات
وانعقد الحاجبان قهرًا
وتهيأت القسمات لنوبة من النحيب الدائم
نحيب ألفها، وصارت هي أمه، وهو كشهيد توفي يوم عيد الفطر المبارك الذي يصادف يوم مولده وبذات الوقت يوم زفافه....
فصارت دائمًا وأبدًا تستدعيه فاطر قلبها.
مأساةٌ يشهدها الجميع منذ يوم عرفها، ولا أحد يتكلم خوفًا من إصابة مشاعرها المجروحة.---------
-سيدي، ها قد أتيت
-حسنًا فلتدخل
دلف البيت الخشبي واعتدل الحاكم في وضعيته قائلًا
-لقد جاءتني أخبار أنه في البداية لم يستطيعوا ترجمة الرسائل الثلاث
-كيف هذا ؟؟ أيعقل ؟!
قالها بصوت عالٍ
-اخفض صوت، وهيا قم واغلق الباب
-وها قد أغلقته سيدي، كيف لا يستطيعون ترجمتها، نحن دولة متقدمة جدًا، أتعيقنا عدة أوراق ؟!!
-كلا...
لقد أخبروني عدة معلومات وأنها بالفعل لغة لاتينية، وهي تشبه اللغة الانجليزية كثيرًا، حيث أن اللاتينية لها جزء كبير في تكوين الانجليزية وغيرها ، في البداية وجدوا صعوبة في ترجمتها وذلك لكون اللغة اللاتينية غير منتشرة الآن
و لكن أخيرًا تُرجمت
-وماذا عن المخطوطتين الثانيتين؟؟
-وصلني أن إحدى تلك المخطوطتين، كتبت باللغة اللاتينية الكلاسيكية، وهي لغة لاتينية ولكن قديمة قليلًا، لذا سيستغرق الأمر وقتًا حتى تُتَرجم
-سيدي، وإن ساء الأمر؟؟ ومن أيضاً يضمن لنا ترجمته؟!
تنهد الحكام ثم استطرد
-يا حيدر، لِمَ تتوقع دائمًا الأسوء ؟!
فلتهدئ من روعك
إن اللغة التي كتبت بها الرسالة التانية كما قلت لغة لاتينية كلاسيكة وهي التي كانت تدرس في الأكاديميات التي تعلِمُ اللغة اللاتينية، لذا فمن المؤكد أنها ستترجم
ومن الواضح حيدر، أن هناك ثلات تجارب لثلاث مجموعات حول هذا المكان ومن أماكن مختلفة، لإن الرسائل أعتقد أنها كُتبت بنفس اللغة ولكن بعصورها المختلفة------------
وبعد سباق طويل مع الصورة
نادت الرسامة على صورتها
-ديالا، داليا
زين وزيد، هيا اقدموا إلي، ولتأكلوا ما لذ وطاب من الأطعمة
لبوا النداء وأثناء ذهابهم
قالت ديالا
-أمي، إني ملابسي صارت بالية ، وأنا قد مَللت من ذلك الشأن
دائمًا تقولي لي، هذه هي حياتنا، ولا مجال للتغيير
أنا أريد ولو قطعة واحدة ، ألم تلاحظي أنني أرتدي ذات الملابس الصغيرة منذ ثلاث سنوات.؟؟ ..
-قلتُ مرارًا قبل ذاك، الحديث في هذا الشأن لن يجدي نفعًا
كفاكِ ثرثرة، واذهبي قبل أن ينفذ الطعام...--------------
-قبل أن أذهب، لَمْ تخبرني سيدي ماذا كان نتاج ترجمة تلك المخطوطة؟؟
-سأخبرك
لقد قالت..............~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
متنسوش رأيكم💜